07-12-2010, 01:45 AM
|
|
|
|
تاريخ التسجيل: Dec 2010
التخصص: الاداب
نوع الدراسة: تعليم عن بعد
المستوى: معتذر
الجنس: ذكر
المشاركات: 27
|
|
خلف الطاولة
خلف الطاولة
خلف طاولة بمقهى الحي أخذت أتأمل عمود البخار المنبعث من فنجان قهوة الصباح .
يتصاعد متمايلا يتحايل قصد بلوغ المرام .
خاطبته بتحية رقيقة وابتسامة المجاملة . فلم يأبه بما فعلت .
حاولت اعتراض سبيله ، فانحنى وراوغ وعاد لاستئناف طريقه
عبر المسام .
كتمت أنفاسه بإحكام إغلاق الفنجان .
فتروى وتمهل لينطلق بعدها بعزيمة وإصرار .
مزمجرا مخترقا عنان الفضاء .
إنه عنيد صبور ، مادام يسمعني فلا أبالي .
أيدري أنه أثار إعجابي بصموده وعزيمته ؟
رسم لنفسه خطا فالتزمه ، وقصد هدفا فآلى على نفسه بلوغه .
ليتني أستفيد من نهجه ، وأحدو حدو مثابرته وجلده وصموده .
أراني مجرد متخبط بلا تصور محدد للحياة .
أجوب سبيلي تائها مستسلما للحظات ضعفي .
أصوغ بقولي وفعلي نمطا يجعل العصيان واقعا مبررا ،
والعصاة أبطالا بررة ، والمروق لذة مستصاغة مألوفة .
لا أخفي بأن رؤيتي للكون كادت تصطبغ بالسواد ،
ورفقتي لعترتي مهددة بالهجر والانفصام والبعاد .
بعد هنيهة اختفى بخار الفنجان وتوارى ،
وكأنه استوعب مقالتي .
وحملها بحرص وأمانة نحو أكوان السماء .
أو استثقل بثي فآثر الوجوم والاختفاء .
أو لعله مجرد رمز يحاكي أشجان روحي ،
وتجربة وجدان امتطت أبخرة شلال من الشوق الخالص
إلى التحرر والانعتاق .
تصاعدت أعلامها وانبعثت من قلب مكلوم
لتنشر في فضاء الكون آهات الصباح وتأوهات المساء .
بقلمي
|