كثيرا ما نتصرف بشكل خاطيء مع الأطفال، ولا ندرك أن عقل الطفل سيظل يخزن ويحتفظ ويدون وبناءً على ذلك سيستحضر هذه المواقف التي تعومل معه فيها بشكل خاطيء حتى وإن تجاوز الخمسين! ويندر أن نجد من لا يتأثر...
في طفولتي كان يصفني أستاذ الرياضيات بالـ(غبي) -ووالله أنه جعلني أكره الرياضيات والعلوم الطبيعية أجمعها بل وكل مدرسي الرياضيات، حتى غدوتُ أظنهم مجموعة حثالة أو مرضى نفسيين هم أحوج ما يكونوا لدورات تأهيليةا..-مع أني طالب فذ ونادر في بقية المواد وبشهادة الجميع..ولم أدرك أني مخطيء حين أعرتُ كلام هذا الـ(بني آدم) -الدلخ هو صدقا- اهتماما ووجها فزرع فيَّ أثرا سلبيا- إلا حين كبرتُ وصرتُ طالبا جامعيا...ولكن ما حيلتي وأنا مراهق لم يتجاوز الخامسة عشرة من عمره!
عموما كان يفترض بكِ عدم طرح الموضوع هنا ، ولكِ جزيل الشكر .
نسيت حاجة...أجمل وأفضل من وصَّف حالة معلمي الرياضيات النفسية هو الدكتور الأديب/ غازي عبدالرحمن القصيبي..في كتابه(الخليج يتحدث شعرا ونثرا) راح يقول البعض أش دخل الشعر والأدب بالرياضيات ومعلميها..وسأقول-غفر الله لي وحفظني- أن صديقا للدكتور القصيبي وهو مريض نفسي أقصد حاصل على شهادة الدكتوراة في حقل الرياضيات قام بتأليف رواية..- يعني مسوي إنه أديب وهو من جنبها أو من جنب القدة زيما يقولوا أهل حايل- فأراد أخذ رأي الأديب القصيبي في روايته..فأتىهذا النفر- الذي ظن الأدب شبيها بقشر الموز سهولةً- فيها بكل باقعة ومضحكة وغريبة وعجيبة..حيث تقرأ الرواية وكأنك في معادلات ومجاهيل ومعاليم وسين صاد وطاليس وفيثاغورس وزكي جمعة! فعلق عليها القصيبي بكلام يفطس الشخصَ ضحكا بل يمتْه من الضحك المضر بالصحة والمعدة وثاني أكسيد المغنسيوم!
ثم ،سبحان الله وبحمد، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.
تحياتي