كثيراً ما قرئنا!
كثيراً ما سمِعنا!
وأندر من النادر أن نرى ما سمِعناهُ وقرآناهُ في واقع يئِن،،
فرمان علي خان
ذلك الشاب الباكستاني إبن الثانيه والثلاثين!
ماذا عساي أن أكتُبَ وأُسطِر عن بطلِ كهذا!!
الشاب الباكستاني الذي لقى حتفهُ غرقاً في تسونامي جدة الأخير بعد أن أنقذ 14 نفساً من الغرق!!
يالله ما هذا السمو ؟
الروح التي هي أغلى ما يملِكُهُ الإنسان كانت عند فرمان أسهل ما يملِك في سبيل إنقاذه لغيره،،
لله درُه وهنيئًا لهُ بِـــــ " ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا"
كانوا يصارعون الموت وهو يتنفس الحياة وأراد لهم هواءًا كالذي يتنفسه فكان أن ضحى بأغلى ما يملك،،
يالله كيف آنقلبت المعادلة؟؟
الذين كانوا يصارعون الموت أراد الله لهم الحياة على يد هذا البطل ومن كان يتمتع بحياته كانت تلك نهايته
أرايتُم كيف أن الدنيا حقيرة؟؟ قد تذهب في ثانية؟؟ لا تعني الكثير بقدر ما يهم فيها العمل الصالح؟؟
هل فهِمنا رسالة السماء من كل هذا؟؟
فرمان علي خان أنقذ الأول فالثاني فالثالث ..فالرابع عشر من ثم عاود الإنقاذ ليصدم بعمود أعاقه وخل تركيزه ليغرق وتغرق معه كل مشاعرنا وتطفو على السطح بعدها دموعنا وآحزاننا،،
فرمان علي خان كان في عنفوان شبابه و كتعة حياته ...كان له الحق أن يعيش حياته بين أبنائه وأهله فلماذا آختار هذا الطريق؟؟
إنها بذرة الخير التي لا تموت/إنها روح الأخوة الصادقة التي لا تغيب/إنه الضمير الإنساني الحُر/إنها المشاعر الإنسانية التي نتشارك كلنا نحن جنس البشر فيها!
فرمان علي خان نُصنِفهُ - في مجتمع يتلذذ ويعش التصنيف- نصنِفهُ على أنه وافِد/مُقيم/أجنبي ولا يهمُهُ سوى أن يقتات من ظهورنا ولا يريدوا لبلادنا خيراً وهلُم جره من هذه الإسقاطات
سؤالي لنا جميعاً/
هل آن لنا أن نمحو هذه النظرة ونبدء نعامل الناس كما أمرنا الله في ذلك وبعيداً عن كل ألوان التصنيف والعنصرية ؟؟
وجدت الكثير من المطالبات لتكريم أسرة هذا الرجل وفي مجموعة على موقع الفيس بوك طالب أكثر من 16 ألف عضو تكريم شعبي كبير للرجل وأسرته...وأحسِبُ أن هذا أقل ما يتوجب علينا وقد فرِحتُ لتبني إحدى الجمعيات لكامل أفراد أسرته،،
فرمان علي خان شكراً لك بحجم الأنفس التي أنقذتها وبحجم الدموع التي بكتك وبحجم البيوت التي رفضتَ أن تقام فيها سرادق العزاء،،
فرمان علي خان السلام عليك يوم ولدت ويومَ مُت ويوما تبعثَ شهيدا - نحسبهُ كذلك ولا نزكي على الله أحدا -
على سرر متقابلين ستكونُ اللقيا يا
فرمان بحول من الله وقوته،،
ربي نور قبره وآنس وحشته وأكرم ضيافته واحشره مع النبيين والصديقين وحسُن أولئك رفيقا،،
عبدالكريم
26 / 12 / 1430