[براري]

يا رفاق الدرب هيا ..

هلمو وابسطوا أيديكم لـ نتعاهد
لنرسم بعُـرى أيدينا وثاقاً ليس بـ منقطع !
ونشد على بعضها البعض وندسها فينا
وكأنها يدّ واحده
نطوق على حاصرت الأيام وان طالت
نشُد حبالها وان تراخت ،، بعد مدِ وجزر
هاتمو عهودكم وأوراقكم
وهلمو بأفئدكم لا صوركم
و أكتبو بـ دم قلوبكم [ نتعاهد ]
ليطمئن قلبي 3>
ولنتنفس من وريدٍ واحد
وننبض بـ قلبٍ واحد
وتسيلُ دماءنا في عرق واحد
وبالمختصر لتكون عرانا الصداقية سيامي
لا نفترق ولو باعدت بيننا السبل
تبقى الأرواح مجندة على أرضِ وفاء
نتذاكر و إن غبنا عن المرأى
نأخذ بأوردتنا وندسها في دفتر
قلبه الصور ،، ونبضه الحرف ،، وشريانه الأحداث
نقرأ ، نمعن النظر ونتبحر
نتلمس المكان ، ولنضحك على أنفسنا أننا الآن بحوزته
نسترجع ، أياماً مضت ، وسنين ولت ، وعمر راح
لنتمثل المسرحية جيداً ونقوم بأدوار الضحايا
تأليفاً وسيناريو وحوار
نضحك حينما تدق أجراسنا على وتر الفرح
ونبكيّ حين تتلونُ قيثارتنا وتعزف على الحزن مقطوعة قلبية
نتلهف لكثير ضحكات لم تكن لأي مسبب
إلا أن البسمة تأخذ منا نصيبها
لنتراشق الماضي سويا
هيا لنجمع شطر الحياة ، الماضية ولنستعد بها أحجية اللقاء
هيا لنتسابق ظلال خطاوينا ونغدو
هيا لتكتحل أعين أيامنا بالـ رؤيا
هيا لنطير لأديم السماء ونضحك
نعود أطفالاً إن رفعو إلى السماء أصوات ضحكاتهم
وبسمة شفاههم لا يعليها غباراً ولا تدس فيها سواهم
لنعود لزمن خلس منا خلستاًُ ،، و أصبحنا مقطعي الأسباب
ها نحن الآن في الوجود ، ولسنا فيه !
صخبُ الذكرى يحيطنا
وترانيم الفقد جعلتنا في قنينتاً ، لا نتنفس من فوهتها ، إلا عبيركم !
أفكر ، أفرقع أصابعي ، أرفع عينيّ إلى السماء
واخفض الجناح الأغر ،، أتمتم وأنا لي لقياكم
يا رفاق أترون تلك الغيمة المتوسطة بالسماء ، بالتأكيد نعم !
هل تتلمسون حريرها ؟ بالتأكيد لا !
هكذا نحن نرى اللقيى ، ولا نستطيع لمسها
بعد أن صرخنا إعلاناً بالرحيل ، وقد اعتلت
وأيدينا على مدها أقزام
إنسكابات المطر لم تعد تجدي ، قلبي النحيل منكم
فمطر عيني على مر السويعاتِ مستدر
و أورقت الدمع على أهدابي ، تنثر إيلامها
اتموسق في ذكراكم ، وأهيم في نداكم ، وأبكي لثراكم
أصواتكم الرنانه على أذني ، التي باتت الآن في القبور
وبرقياتكم على الحمام الزاجل ، من فوق اسطح الآراضين
وعلى أجنحة الطير ، تغدو مضربه
أفتقدها ،، أتكور ألماً ، أذوي ، اتنحى ، وأجثم على ركبتي ، وهلم جرا
هكذا شاء رب المنون ، لأن يرتسم الفراق على محاينا
و ان يشق الغياب مخالبه على أقمصة أفئدتنا
وينسج غرزت الفقد بخيط الألم ، أن ألمي بعد مغيب شمسكم لم يعادله ألم
وحنان يجر اذياله إليكم ، وأن له الوصول ، بترا ، وعلى الأرض الحوصاء يوضع
أصوات الحنين لا تلجم بداخلي ، والصور التي بحوزتي لا تصفد
نزف الحبر ، هيهات له أن يقف ، ونوارس الشوق على معصم قلبي تعوم
وكل شيء يفتقدكم ، ولا يجد شخص أخر يبدل بكم
يا رفاق ، أعدت ترتيب أبجديتي ، أرحل ، لا أرحل
أرحل ، لا أرحل ، لينتهي العدّ على أرحل !
شجّ رأس اللقاء ، وأنقطع به الوصال ، وأمسى غريق في بحر السجال !
سأكون لكم رفات للماضي ، تزفرون إليه الحنين !
فيعود خائباً من بين تلابيب النسيان !
سأصبح مقرنتاً في أصفاد دفتراً بالي ، لا يأبه بإنسكابات الحنين
سأحييكم إلى خيوط الشمس ، حين تبداء بأرخا ندئلها
سأسامر بكم ضياء القمر ، حين يخرج من ترهات السجن !
وسأنضم فيكم مقطوعة قلبية ، تبصرون فيه شذق جرحي !
أتسمعون بحت نداءاتي في ليالي الحنين
أم أن بعد المسافات حال بين صدا صوتي ووصلكم !
يا رفاق ، لنبقى في شرايين الحياة ، ولا نغادرها
ونحن نتموسق فيها ليل نهار ، ولنحطم قيود البعد بدبابات العزم
ولنرسم مخططاً محنكاً ، لهجوم لاذع ، يفر منه الوداع مهزوماً كسيرا
طائرات حنيني على سقف مملكاتكم ترفرف ، هيا وعلى سلالم الإخاء أصعدوا
ولنرسل بأيدينا إلى السماء ، لا نريد أن نكون القرباء المنفيين وجودا !
ولنسد سبر أغوار الفراق ، ونهتف أن لم يكتب لنا وجوداً أخر ففي خلداً لا نبلى ..