التلوث الفكري
نقدر تماماً مدى خطورة التلوث الفكري على الحياة البشرية , والسبب يكمن بان الفكر هو جوهر حياة الإنسان والأمة الإسلامية لا تستطيع أن تعيش في جو فكري ملوث, لأنها امة نظيفة طاهرة يحكمها شرع الله الكتاب والسنة النبوية, فالعقل إذا أطلق لنفسه العنان ولم يكن له مرجع يرجع إليه, وتعدى الحدود التي لا يجوز له تجاوزها ونصب نفسه قاضياً على أحوال الناس وشؤونهم, فلا مرجعية تحكمه ولا علماء يستند إليهم ولا ينظر إلى أحوال الأمة مالها وما عليها فلا يحكم عقله بل أهوائه فإن فيروس التلوث قد أصابه في أخطر قضية من قضايا الأمة الإسلامية, والتي بإصابتها يصاب الدين كله ويرزأ المسلمون الآمنون بسببه, وما يزال ذلك العفن ينتقل إليه من طرف إلى طرف حتى يكون كله عفونة ونتناً0 فلا مكان له بين الأحياء إنما مكانه أن يدس تحت الأرض ويحثى عليه التراب حثواً0 فعندما لا يستسلم العقل إلى أحكام خالقه ومبدئه فإنه يتخبط تخبط عشواء ويمشي على غير هدى ويصاب بالتلوث الفكري في أخطر المجالات أدقها0 فهو يحاول إخضاع النصوص الشرعية لهوى العقل البشري, فان الدين المقبول عندهم ما قبلته عقولهم.
فالنصوص الشرعية القطعية لا مجال لأعمال العقل فيها, أما النصوص الغير شرعية (الأمور المستحدثة) فإن للاجتهاد مجالا واسعاً فيها ولكنه لابد أن يكون من أصحابه وعلى حسب الشروط التي ذكرها علماء الاسلام0 حفاظاً على الدين من التميع وحماية له من الدخيل المتسلط ذو الفكر الشاذ0وفوق ذلك كله يجب أن يكون الاجتهاد وفق القواعد المتعارف عليها فليس كل من ادعى الاجتهاد له في دعواه0والاسلام حث على الإبداع وتقديم الخير للبشرية وفتح الأفاق للعقل0