الموضوع: نقطة تحول!
عرض مشاركة واحدة
منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
  #1  
قديم 12-12-2013, 03:12 AM

ثامر الحمدان ثامر الحمدان غير متواجد حالياً

جامعي

 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
الكلية: أخرى
نوع الدراسة: متخرج - انتظام
البلد: منطقة الباحة
الجنس: ذكر
المشاركات: 148
افتراضي نقطة تحول!


أرسل لي أحد الأصدقاء الكرام – رسالة جوال- يسألني عن حل مسألة رياضية ,

وأظنه يختبرني هل أستطيع حلَّها أم لا ؟

بذلتُ جهداً كبيراً في حل هذه المسألة وحاولت استخدام معادلات جبرية علَّني أجد حلَّاً فلم أجد .

والسبب أنَّ تلك المعادلات التي أردتُ تطبيقها على المسألة لم تكن مناسبةً إنما تُستخدم في مسائل من نوعٍ آخر .

وبعد أن يئستُ من الحل كما يئس الكفار من أصحاب القبور !

نظرتُ نظرةً في المسألة فوجدتُ الحل أسهل مما كنتُ أظن ولا يحتاج لذلك الجهد ولتلك المعادلات !

خطر في بالي في تلك اللحظة قول الشاعر :

ومن العجائبِ والعجائبُ جمّةٌ … قربُ الشفاءِ وما إليهِ وصولُ

كالعيسِ في البيداءِ يقتلها الظما … والماءُ فوق ظهورها محمولُ !

ثمَّ تدبَّرتُ في الدنيا فوجدتُ بينها وبين هذه المسألة تشابهاً كبيراً !

فكم من أمرٍ سهلٍ جعلتُ له قيوداً وللقيود قيوداً فانقلبت سهولته إلى صعوبةٍ لا تنحل عقدها !

ولا سيما في كثيرٍ من العلاقات الإجتماعية !.

فإن قال قائل :هل يُعقل أن يُغير الإنسانُ شيئاً مما يؤمن به ويعتقده هكذا بين عشيةٍ و ضحاها لأنه تدبَّر في شيءٍ للحظات؟!

الجواب : نعم ولاسيما إذا كان التدبّر صادقاً متجرداً من كل مؤثرٍ خارجي .

والتدبر من أشرف العبادات التي هجرها كثيرٌ من الناس !

ومن تدبَّر في ملكوت الله تعالى وفي الأفلاك وفي الليل والنهار والبحار والأنهار والجماد والنبات والحيوان والإنسان وفي آيات الكتاب العزيز وفي الصحيح من السنة المطهرة لا يخرج إلا بنتيجة وهي :

أشهد أن لا إله إلا الله وأنَّ محمداً رسول الله .

وكثيراً ما يكون سبب التحول – سواءً كان حقاً أم باطلاً- في حياة شخصٍ وبناء الأحكام كلمةً عابرةً خرجت من قائلها وهو لا يُلقي لها بالاً لكنها وقعت في قلبٍ فتمكنت منه ولاسيما إن كان هذا القلب خالياً من كل شاغل .

قال الشاعر :

أتاني هواها قبل أن أعرفَ الهوى … فصادف قلباً خالياً فتمكنا !

مثال على ذلك :

ما ذُكر من أسباب نكبة البرامكة : أنَّ هارون الرشيد رحمه الله تعالى سمع هذين البيتين لعمر بن أبي ربيعة رحمه الله :

ليت هنداً أنجزتنا ما تعدْ … وشفت أنفسنا مما تجدْ

واستبدَّت مرةً واحدةً … إنما العاجزُ من لا يستبدْ !

فأخذ يردد قوله : إنما العاجز من لا يستبدْ ! ثم كانت نكبة البرامكة !

والأمثلة كثيرة فمَن قرأ في سير كثير من الأعلام وجد أنَّ السبب الرئيس في تصدرهم هو تدبرهم في كلمة أو فعل.

….

فائدة : ذكرتُ العلوم الرياضية سالفاً والشيء بالشيء يُذكر فقد قرأت تغريدةً في – التويتر- لأحد من يُصدَّرون أسماءهم بحرف الدال!

كتب معادلة رياضية ثم عقَّب عليها بقوله : اللهم إني أعوذ بك من علمٍ لا ينفع !

قلتُ : لا أقبح من جهلٍ وحُمقٍ إذا اجتمعا !

ألم يعلم هذا الذي إمتزج حمقه بجهله أنَّ العلم الرياضي بجميع فروعه من أهم العلوم وأشرفها وأعظمها نفعاً ؟!

إذا كان لا يعلم فليسأل أهل الخبرة ودواء العي السؤال لكنه لم يسأل وأصدر حكماً على علم قامت عليه حضارات الأمم وفي نفس الوقت جعل من نفسه أضحوكةً يتندر به عوام الناس قبل خواصهم في المجالس!

فهل بعد هذا الحمق من حمق؟!

ويُقال له ولأمثاله : إذا كانت هذه نظرتكم للعلوم الرياضية وتتعوذون بالله منها!

فهلّا إستبدلتم الألواح بالحاسوب! والحمام الزاجل بوسائل الإتصال- تويتر- جوال – ! والمقلاع بالصاروخ!

والسيف بالرشاش! والناقة بالطائرة! ..

لكنهم يتكلمون ولايدرون ما يخرج من رؤوسهم! أدمغتهم تحتاج لإعادة تأهيل فهي تعيش في زمن ما قبل التاريخ!

فأين هم من سلف الأمة من الصحابة رضي الله عنهم والتابعين ومن سار على نهجهم؟

فقد استفادوا من حضارات الأمم الأخرى وأخذوا العلوم الدنيوية التي تخدمهم في دنياهم وأخراهم !

والحمد لله رب العالمين .
رقم : سعيد بن صالح بن علي الحمدان

 


توقيع ثامر الحمدان  

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم .. لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير .

 

رد مع اقتباس