.
.
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين . أهلاً وسهلاً بكم .
في هذا الموضوع بإذن الله سأتحدث عن أمر مهم جدّاً يهم الناس بشكل عام , ويهمّنا نحن كطلاب بشكل خاص .
جميعنا يحل الكثير من الواجبات في أغلب المواد التي يأخذها في الجامعة , وجميعنا يختبر عدّة اختبارات دورية ونهائية .
ولا شك أنّ من أبرز المشاكل التي تظهر عند الطلاب هي إدارته لوقته في الإختبارات , فنحن كما نعلم بأنّ الوقت محدود ويحتاج إلى
دقة وإدارة منّا حتّى نستطيع إنجاز الإختبار في الوقت المناسب وبنتائج ممتازة .
هنالك الكثير من الحلول لحل هذه المشكلة لأنّ الموضوع كبير , ولكن أنا هنا سأتحدّث عن نقطة معيّنة ومحدّدة وهي ( تحليل السؤال ) .
الهدف من هذا الموضوع هو توضيح طريقة لتحسين إدارة حلّنا لمسائل الاختبارات أو الواجبات , وفهمنا وتعلّمنا لهذا الأمر يفيدنا كثيراً في دراستنا الجامعية وسينعكس أيضاً على أمور أخرى خارج نطاق الدراسة .
.
.
.
قراءة وتحليل السؤال والمشكلة :
في البداية لنوضّح هذه النقطة , ما المقصود بتحليل السؤال أو قراءة السؤال ؟
المقصود بهذا الأمر , أنّك لو أردت حل سؤال ما في الاختبار , لا تقم بالبدء بالإجابة . بل عليك أولاً التأني وقراءة السؤال أكثر من مرة حتى تفهمه جيّداً , ففهم السؤال هو نصف الإجابة .
ولكن ليس هذا كل ما الأمر , حتى لو فهمت السؤال وعرفت المطلوب منك , عليك أيضاً أن تقوم بتحليل المسألة جيّداً قبل البدء بعملية الحل .
.
.
تحليل المشكلة هي أحد صفات المبدعين :
لنستعرض جزء مهم ورائع من أحد دورات الدكتور طارق السويدان عن صفات المبدعين , وهنا سأقوم باقتباس ما قاله عن هذا الأمر :
" أحد صفات المبدع : بطيء في تحليل المعلومات , سريع في الوصول إلى الحل "
" لما أعطيه مشكلة تمرين لغز الخ , مثل ما كنت أسوّي معكم , كنت أراقب أنا , فيه بعض الناس لما تعطيه التمرين أو اللغز , يبدأ فوراً بالحل , المبدعين مستحيل يبدؤوا فوراً بالحل ,
الناس قاعدة تشتغل وتكتب , وهو قاعد يطالعها , ويحللها , ويحسبها , ويحلها أسرع منهم "
" فإذاً هو بطيء في التحليل , سريع في الوصول إلى الحل "
المصدر :
* ملاحظة : هنالك مشكلة في وضع رابط الفيديو من اليوتيوب , ولكن اكتبوا في خانة البحث "صفات المبدعين طارق السويدان" , وستجدون الفيديو .
.
.
كما لاحظتم ممّا قاله الدكتور طارق السويدان , بأنّ الشخص المبدع لا يبدأ بالحل مباشرة , بل يقوم أولاً بتحليل المسألة وقراءتها أكثر من مرة وتخليّها , ثم بعد ذلك يبدأ بالحل .
وإذا بدأ بالحل , فإنه يكون سريع جدّاً في الوصول إلى النتيجة والتي غالباً ستكون صحيحة .
ولذلك عندما تكون في اختبار في أحد المواد , وواجهت سؤالاً ما , لا تبدأ بالحل مباشرة , بل قم بقراءة المسألة أكثر من مرة , وقم باستخراج بعض النقاط التي قد تفيدك .
لأنّ هذا يعينك على الوصول لحل سريع في الاختبار وبالتالي توفّر الكثير من الوقت وتكون نتائجك صحيحة .
.
.
الخطوات :
سأقوم الآن بتوضيح بعض الخطوات البسيطة في تحليل المسألة .
1- لا تقم بتحليل السؤال في رأسك فقط , بل قم بكتابة الملاحظات على الورقة , فالعقل لا يمكنه استيعاب المعلومات بشكل كبير إذا لم تقم بكتابتها على الورقة .
أي معلومة أو ملاحظة تعرفها عن السؤال أو المشكلة قم بكتابتها وسردها .
2- في البداية لا تفكر أبداً بالحل أو طريقة الحل أو خطوات الحل , في البداية قم فقط باستخراج المعلومات المطلوبة الموجودة في السؤال .
حاول وضع نقاطك التي استنتجتها من خلال قراءتك للسؤال واكتبها في الورقة .
3- بعد أن قمت بقراءة وتحليل السؤال وكتابة الملاحظات والاستنتاجات , انظر الآن كيف تقوم بتوظيفها ودمجها معاً .
بعد ذلك فكر بالطرق الممكنة لحل هذا السؤال وقرر الطريقة الأفضل , بعد ذلك قم بتجربتها وابدأ بالحل .
.
.
ما اهمية هذا الموضوع ؟
البعض قد يسأل , هل هنالك فعلاً أهميّة لهذا الموضوع وهذا الأمر ؟
أنا أقول جرّب وانظر للنتائج والفرق وستجيب عن هذا السؤال بنفسك , لكن هنالك فائدتين أستطيع ذكرهما حالياً :
1- عندما تبدأ بالحل مباشرة , قد تكون هنالك معلومة بسيطة لم تنتبه لها , وبالتالي عندما تصل للحل وتكتشف أنّه حل خاطئ , ستدرك بأنّ هنالك معلومة لم تعرفها , وبالتالي قمت بضياع الوقت هنا .
بينما لو قمت بتحليل المشكلة وقراءتها بشكل بطيء , سوف تدرك جميع المعلومات وبالتالي لن تكون هنالك أي نسبة خطأ بإذن الله .
2- قراءتك وتحليلك للسؤال يزيل التوتر , فكما نعلم نحن أن بعض الأسئلة تكون طويلة وتبدو صعبة , وبالتالي يصيبنا بعض التوتر والخوف ,
ولكن عندما تقوم بقراءة السؤال أكثر من مرة وتحلله وتفككه إلى أجزاء , سوف يزيل عنك التوتر وستبدأ بالاسترخاء وسيبدأ عقلك بالتفكير نحو الحل المناسب .
.
.
مثــــال :
لنستعرض الآن مثال لتوضيح هذا المفهوم , لنفترض أن هنالك اختبارا قصيراً مدته 10 دقائق , الاختبار يتكون من سؤال واحد ,
قال المشرف بتوزيع ورقة الإختبار على الطلاب , أغلب الطلاب قاموا مباشرة بقراءة السؤال بشكل سريع وبدأوا مباشرة بالحل ,
أحد الطلاب لم يبدأ بالحل , بل أخذ يقرأ السؤال ويحلله بشكل بطيء , استغرق 5 دقائق في تحليل السؤال , أي أن نصف الوقت انقضى وهو لم يبدأ بالحل بعد .
ولكن !
عندما بدأ هذا الطالب في الحل , تمكّن من حل السؤال في دقيقة أو دقيقتين فقط , وبالتالي أنهى الاختبار في 7 دقائق وقبل انتهاء الوقت المحدد , على الرغم من أنّه استغرق 5 دقائق ولم يكتب شيئاً .
بينما بقيّة الطلاب , وعلى الرغم من أنّهم بدؤوا مباشرة بالحل مع بداية الوقت , إلّا أنّهم ما زالوا يحاولون الوصول إلى الحل , وقد ينتهي الاختبار وتنقضي العشر دقائق وهم لم يتمكنوا من حل السؤال بعد .
كل هذا لأنّهم لم يقوموا بإعطاء نفسهم بعض الوقت لقراءة وتحليل المسألة بشكل جيّد .
.
.
تطبيـــق وتمريـــن
لنبدأ الآن بذكر تمرين حتى تكتسب هذه المهارة , في البداية لابد من التدريج , فلا يعقل أن تقوم بتطبيق هذا الكلام مباشرة في إختبار مهم , ولكن أنا أنصح اتباع الآتي :
1- قم بتطبيق هذه الطريقة في واجباتك , أي سؤال في الواجب لا تقم بحله مباشرة , بل ابدأ في تحليله . بعد تطبيقك لهذا الأمر في الواجبات يمكنك الإنتقال للمرحلة التالية .
2- قم بتطبيق هذه الطريقة في اختبارات بسيطة وصغيرة مثل الكويزات التي تكون عليها درجة واحدة فقط أو 5 درجات .
3- بعد ذلك قم بتطبيق هذه الطريقة في الإختبارات الدورية والنهائية .
4- إذا تمكّنت من التعوّد على هذه المهارة , سترى أثرها في بقية حياتك أيضاً وليس في حياتك الجامعية فقط ,
فأي مشكلة تواجهك في المنزل مثلاً أو مكان آخر , قم أولاً بمحاولة فهم المشكلة وتحليلها قبل التفكير في الحل .
.
.
ختامــا .
أتمنى أن تكون المعلومة قد وصلت بشكل واضح , لأن مهاراة قراءة وتحليل المشكلة جدّاً مهمة خصوصاً في الاختبارات .
قد يكون الأمر صعباً أو غير واضحاً في البداية , ولكن مع الوقت والصبر ستجدون النتائج المرضية بإذن الله .
بما أنّنا الآن في فترة إجازة الربيع , فهو وقت مناسب للإسترخاء والتفكير في هذا الموضوع والبدء في تطبيقها عند عودة الدراسة .
هذا الموضوع هو اجتهاد شخصي منّي حسب ملاحظتي وتجربتي , ولذا يرجى الانتباه أن النقاط المذكورة في الموضوع قد لا تكون صحيحة تماماً ,
ولكن أنا قمتُ بعرضها لكم , ولكم التفكير في هذا الأمر في حال رأيتموها صائبة أو تحتاج إلى تحسين , فالاقتراحات والنقاشات مفتوحة .
وشكراً لكم على القراءة , والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
Al-Thaqafi - Skaau.com
.
.