من الحكم التى أقف عندها كثيراً : لا تعاند من إذا قال فعل
وهذه الحكمة ذكرها الإمام الحريري في متن ملحة الإعراب ثم ذكرها الإمام ابن الوردي في لاميته فقال :
جانب السلطانَ واحذر بطشهُ ... لا تعاند من إذا قال فعل
قلتُ : هذا الكلام صحيح حين تتساوي الفرص ويتحقق العدل أما إذا اختل هذا الميزان فمالت كفة ورجحت على الكفة الأخرى فالأحرى بنا أن نقول :
لا تعاند من ليس عنده شيء يخسره !
وذلك حتى تكون الكفتان متساويتين .
يوضحه : عند النظر إلى حال كثير من الحكام تجد سياستهم ترتكز على ركيزتين
الأولى : تعاملهم مع الأقوياء وفقاً للمقولة
إطعم الفم تستح ِالعين!
الثانية : تعاملهم مع الضعفاء وفقاً للمقولة
جوع كلبك يتبعك!
قلتُ : إذا إزداد التجويع قد يأكل المُجوَّع من جوَّعه إستبقاءً لحياته.
ألم تر كيف نفضت بعض الشعوب غبار الذل والهوان بعد أن جثمت على صدرها أنظمة الإستبداد
والإستعباد أزمنةً مديدة .
فذهبت تلك الأنظمة غير مأسوفٍ عليها وقـُتل الذل والهوان في نفوس الشعوب .
قال النبي صلى الله عليه وسلم : " إنما أهلك من كان قبلكم أنه إذا سرق فيهم الشريف تركوه , وإذا سرق فيهم الضعيف قطعوه , والذي نفسي بيده لو كانت فاطمة إبنة محمد سرقت لقطعت يدها " .
قلتُ :
ما قامت الأرضُ والسبعُ الطباقُ بلا ... عدلٍ وما أُحكمت حقاً مبانيها
لولاهُ قد خرّتِ الخضراءُ من جزعٍ ... واندكّتِ الأرضُ أو مادت رواسيها
رقم : سعيد بن صالح بن علي الحمدان