عرض مشاركة واحدة
منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
  #1  
قديم 06-07-2005, 02:46 AM
الصورة الرمزية eminem lover

eminem lover eminem lover غير متواجد حالياً

جامعي

 
تاريخ التسجيل: Apr 2005
التخصص: مو شغلك
المشاركات: 408
افتراضي العونسه فى الوطن العربي ظاهره ام عقاب؟


يلاحظ تفشي ظاهرة العنوسة إما في المجتمعات العربية الأكثر محافظة (دول الخليج العربي) حيث تبلغ نسبة العنوسة في بعضها (الكويت والبحرين وقطر والامارات) 35%، أو الدول الأكثر انفتاحا كلبنان وتونس مما يؤكد ان تمرد الفتاة على معايير المجتمع سواء بسبب كونها صارمة لدرجة لا يمكن الالتزام بها كما في الحالة الأولى أو بسبب تنور الفتيات وانتشار القيم التي تشجع على الثقة بالذات الأنثوية واحترامها كما في الحالة الثانية يؤدي الى حالة من المواجهة مع المجتمع ومؤسساته.
أما في المجتمعات الوسطية كالمجتمع الفلسطيني فتشير الدراسة التي أعدها مازن الشيخ علي حول الموضوع والتي استقينا منها الأرقام السابقة ان نسبة العنوسة لا تتجاوز 1%.
العنوسة تؤدي الى الاكتئاب
ويؤكد مازن الشيخ علي في دراسته تلك ان الدراسة التي جرت لظاهرة العنوسة في العالم العربي بينت ان لتعليم الفتاة دوراً في استفحال الظاهرة، ولكن تفسير الشيخ علي لذلك هو ان الفجوة الثقافية التي نشأت بين الفتيات والشبان من جراء اقبال عدد متنام من الفتيات على التعليم جعل الشبان يحجمون عن الفتاة المتعلمة خوفا من تعاليها نتيجة عدم التكافؤ.
ربما كان لتحرر الشبان أيضا دور في احجامهم عن الارتباط بفتاة عربية لأنهم يرغبون في علاقات لا تتقبلها التقاليد العربية من جهة، ومن جهة أخرى تضطر الفتاة العربية حتى وان ابتعدت نظريا عن القيم السائدة في مجتمعها الى أن تكون أكثر حذرا من الشاب وذلك لأن وضعها أكثر حساسية من وضعه والنتائج التي قد تترتب على تمردها على القيم الاجتماعية السائدة أكثر قسوة من تلك التي قد تواحه الرجل لاحقا.
أما وجيهة الحويدر فتذهب الى أبعد من كل ماسبق في توجيه كل أصابع الاتهام الى الرجل الشرقي "الذي يعاني من عقد نقص" كما تقول تجعل موقفه من المرأة مشوها.
طبعا هناك العديد من الأسباب الأخرى التي تقف وراء الظاهرة ، ولكن من الواضح أن مؤسسات المجتمع لا تغفر لمن يتحداها ويخرج عن قيمها، فتعاقبه بالنبذ والحرمان الى أن يعض اصابعه ندما أو يفقد ايمانه بكل شيء.
التحليق والهاوية
عاشت "س" سنوات اضافية من الحرية النسبية في الولايات المتحدة أثناء تحضيرها للدكتوراه، ولكن أين المفر ؟ كان لا بد في النهاية من العودة للتدريس في احدى الجامعات المحلية.
كانت تفتقد عائلتها وطبيعة بلدها ودفء العلاقات الانسانية فيه.
أحست بشيء من الانتماء المستحدث للمحيط الاجتماعي في الشهور الأولى، ثم انتهت فترة المجاملات وعادت العائلة لتذكيرها بأنها امرأة وعليها أن تلزم حدودها.
أثناء وجودها في الولايات المتحدة شعرت بانجذاب الى المسرح ونشطت مع احدى الفرق المسرحية هناك.
كان أول ما قامت به بعد عودتها ان اتصلت باحدى الفرق المسرحية في رام الله للمشاركة في نشاطاتها. هي الان تجاوزت الثلاثين، مستقلة ماديا ولها مركز أكاديمي مرموق، لذلك ظنت ان كل هذا كفيل بأن يمنحها حرية الحركة.
أخطأت في تقديرها مرة أخرى. فرضت العائلة رقابة صارمة على تحركاتها. لم ينس الناس في بلدتها بعد ما فعلته. خطيبها تزوج وصار عنده "دستة اولاد" ولكن من الصعب أن ينسى المجتمع "فعلتها الشنيعة".
اذن لا مسرح ولا سفر الى رام الله.

لا بأس، لا زالت تستمتع بالقراءة، وهذه المتعة لن يصادروها أبدا.
انها تقضي وقتا طويل بين كتبها العلمية أيضا، وهذا مصدر اضافي للمتعة.
استأنست ببعض طلبتها الذين لمست منهم ذكاء خاصا وصارت تقضي جزءا من وقتها معهم، وأحيانا تدعوهم الى مكتبها لشرب الشاي معها، لا بل تجرأت مرة ودعتهم الى شقتها.
مرة أخرى قامت القيامة ولم تقعد وكاد الموضوع يكلفها وظيفتها.
كان عليها أن تنطوي.
لم تعد تحس بمتعة حتى في القراءة.
أصبحت تشعر وكأن عالم الكتب الذي طالما جذبها يثير الان أعصابها، ويزيد من احساسها ببؤس وضعها.
صارت كلما دخلت غرفة نومها ورأت رفوف الكتب تغطي وجهها بيديها وتتجنب النظر اليها.
ثم لم تعد تحتمل واتخذت قرارا.
ذهبت الى المطبخ وبدأت بالبحث عن اي من مشتقات النفط، فلم تجد.
اتجهت الى غرفة نومها مرة أخرى، فتحت خزانة الملابس وأخذت كل زجاجات العطر التي وجدتها.
اتجهت الى رفوف الكتب ورشتها بها، ثم أشعلت عود ثقاب وقذفت به أحد الرفوف فاشتعلت فيه النيران.
راقبت ألسنة اللهب تلتهم كتبها ومعها عالم لم تعد تريده، وبقايا حياة لم تعد قادرة على مواجهتها.
حين أحس الجيران باشتعال النيران في الشقة المواجهة واقتحموها وجدوا "س" جالسة على الأرض أمام رفوف الكتب تبكي بحرقة دون أن تلقي بالا الى ألسنة النار التي بدأت تقترب منها.
رد مع اقتباس