(لغتي العربية ) ليتني كنت نائماً
كنت في رحلة عمل إلى لندن عاصمة بلاد الضباب ولم أجد أي حجز في ذالك الوقت على متن الخطوط السعودية مما أجبرني على الذهاب على الخطوط البريطانية وما أن أستقرت الطائرة في الجو حتى أتتني المضيفة الانجليزية لتقول لي عفواً ماذا تريد سيدي( باللغة بالعربية)فقلت لها كأس عصير وبعدها أخذت بالحديث معي لبضعة دقائق ( يعني تميلح) بلغتها العربية لتعرف مدى قدرتها على إتقان اللغة العربية.
وما أن وصلت إلى مطار هيثرو حتى توجهنا إلى مقر إقامتنا بالفندق برفقة سائق أنجليزي كبير في السن فسألني هل أنت عربي ؟ فأجبته نعم ليسرد لي قصة تعلمه للغة العربية على طول الطريق الذي جل لوحاته التعريفية التي على الشارع مكتوبة باللغتين الإنجليزية والعربية وحتى لوحة الفندق الذي توجهنا إليه.
بعدها وفي صبيحة اليوم التالي توجهنا إلى المؤتمر الذي أتينا من أجله وفيه خبراء من جميع الدول .
ليفتتح هذا الأجتماع بكلمة باللغة العربية لدكتور بريطاني وبعدها تحدث خبير ألماني وبرازيلي وياباني وهندي (طبعاً كلهم باللغة العربية) مع العلم بأنه لايوجد إلا انا وأخ لي من جمهورية مصر يتحدثون باللغة العربية التي لانجيد ولانتقن سواها.
وما أن أنتيهينا من هذا المؤتمر حتى توجهت الى بهو الفندق الذي نقطن فيه لآجد شخصاً يسلم علي ويسأذنني بالجلوس وشرب فنجان من القهوة جلست معه ليعرف بنفسه بلغة عربية ركيكة جداً بأنه مهندس بريطاني يتمنى بأن يذهب للعمل في السعودية ولكنه لا يجيد اللغة العربية والتي هي شرط أساسي للعمل هناك أعتذرت منه ووعدته بأنني سوف أساعده في تعليم اللغة العربية أو أجد له معهدا لتعليم اللغة العربية في السعودية.
وبعد هذا اليوم الشاق توجهت الى غرفتي لاخذ قسطاً من الراحه فتحت نافذة غرفتي ونظرت بعد ذالك الى السماء بكل فخر وأنا أحدث نفسي كيف أصبح هذا العالم كله يتحدث ويكتب باللغة العربية ( شي يثلج الصدر) بعدها رميت نفسي و تمددت على السرير ومددت يدي لأخذ كوب ماء من على طاولة بجانب سريري لأسقط من على السرير وأستيقظ من حلم تمنيت لو أنه حقيقة.
استيقظت وكنت في صبيحة هذا اليوم في مؤتمر ولكن ليس في لندن كان في جده وكنا أكثر من خمسين سعودي وكان المتحدث بريطانيا يتحدث بلغتة الانجليزية ونحن الخمسون علينا التفاعل والمشاركة.
توجهت إليه بعدما انتهى من إلقاء المحاضرة فسألته هل تجيد لغةً غير الانجليزية ؟فأجابني بأنه ليس مجبراً لأن لغتة معروفة في جميع دول العالم أحرق أعصابي ودمي بإجابته فرددت عليه ولماذا نجبر
نحن على تعلم لغتك (اللغة الانجليزية ) لزم الصمت وتعقدت حاجبيه وتقلب لون وجهه الاحمروذهب.
ليتني كنت نائماً لم أستيقظ وأنا أرى حضارتي وثقافتي ولغتي بدأت تذوب في نيران ولهيب من يدعون التقدم والرقي حتى رأينا أن اللغة الانجليزية أصبحت شرطاً أساسيا في بلادنا لدراسة الطب والهندسة هذه العلوم التي تعلموها وأخذوها من علماؤنا المسلمين العرب وكذالك الوظائف في القطاع الخاص.
- إتقان اللغة الألمانية تحدثاً وكتابة شرط أساسي للعمل في ألمانيا في جميع القطاعات الخاصة والحكومية ونحن حتى دراستنا أصبحت باللغة الانجليزية يعني باي باي (لغة العربية)
- الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك سأل في أحد الايام في مؤتمر صحفي بلندن من صحفي فرنسي باللغة الإنجليزية فسألة الرئيس هل أنت فرنسي فأجابة الصحفي نعم فقال له الرئيس للأسف أنك فرنسيا وإذا أردت الإجابة على سؤالك بإمكانك أعادته مره أخرى ولكن في اللغة الفرنسية.
أين نحن من نصرة لغتنا الأم لغة الإسلام وكأنها أصبحت لغة قديمة و لا تصلح لهذا الزمان والمكان
أين نحن واين نحن,,,,,,,,,
أعذروني فأن في حلقي غصة وفي صدري ألف أه و أه لاتكفي هذه الزاويه لبعثرتها والسلام
|