[ تفسيـــر سورة العاديات ] :
تفسير ابن كثير
( والعاديات ضبحا ) : يقسم تعالى بالخيل إذا أجريت في سبيله فعدت وضبحت ، وهو : الصوت الذي يسمع من الفرس حين تعدو .
( فالموريات قدحا ) : يعني اصطكاك نعالها للصخر فتقدح منه النار .
(فالمغيرات صبحا ) يعني : الإغارة وقت الصباح ، كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغير صباحا ويتسمع أذانا ، فإن سمع وإلا أغار .
( فأثرن به نقعا ) يعني : غبارا في [ مكان ] معترك الخيول .
( فوسطن به جمعا ) أي : توسطن ذلك المكان كلهن جمع .
( إن الإنسان لربه لكنود ) قال الرسول صلى الله عليه وسلم ، أي : " الكفور الذي يأكل وحده ، ويضرب عبده ، ويمنع رفده " .
( وإنه على ذلك لشهيد ) : وإن الله على ذلك لشهيد . ويحتمل أن يعود الضمير على الإنسان ، فيكون تقديره : وإن الإنسان على كونه كنودا لشهيد ، أي : بلسان حاله ، أي : ظاهر ذلك عليه في أقواله وأفعاله .
( وإنه لحب الخير لشديد ) أي : وإنه لحب الخير - وهو : المال - لشديد . وفيه مذهبان :
أحدهما : أن المعنى : وإنه لشديد المحبة للمال .
والثاني : وإنه لحريص بخيل ; من محبة المال . وكلاهما صحيح .
( أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور ) أي : أخرج ما فيها من الأموات .
( وحصل ما في الصدور) : يعني أبرز وأظهر ما كانوا يسرون في نفوسهم .
( إن ربهم بهم يومئذ لخبير ) أي : لعالم بجميع ما كانوا يصنعون ويعملون ، مجازيهم عليه أوفر الجزاء ، ولا يظلم مثقال ذرة .