[مراد الجنيد]

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته



أي شئ بالعالم .. مكون من خلايا

الانسان .. المعادن .. كل شئ

كل شئ مكون من خلايا تكمل بعضها البعض .. حتى يتكون امامك شئ عظيم

حتى و ان سرحت يوماً في بناء أحد العمائر السكنية .. سـ تستغرب أن الطوبة فوق الطوبة

تستطيع ان تكون بناء هائل الحجم

و حتى الأمة .. حتى الأمة مكونة من خلايا

و خليّة الأمة

هي الأسرة .. الأسرة .. الأسرة

الأسرة هي الخليّة التي تتكون منها الأمة الكاملة .. هي من تُصدر أبنائها لـ يكونوا واجهات الأمة .. أو يكونوا في أسفل سافليها

إنها الأسرة .. عزيزي القارئ الكريم

...
..
.



كيف تأتي الأمراض ؟؟!

عادة .. تأتي بعض الخلايا السيئة .. لـ تصيب الخلايا السليمة بالمرض

و بعض هذه الأمراض .. ينتشر

فـ تجد الخلية المسكينة المريضة .. تمرض أختها

و أختها تمرض اختها

و ينتشر المرض حتى يذهب المسكين المصاب إلى الطبيب و يفهم نوع المرض

هذا هو المرض .. بـ مفهومه البسيط في جسم الانسان .. إلى أوسع مفهوم ممكن تتخيله

و الآن عزيزي القارئ .. سوف أقدم لك المرض الذي يصيب خلايا الأمة

ألا وهي أسرة الألفية الجديدة .. و آباء الألفية الجديدة

فـ تعال معي

...
..
.



أخذت قلمي .. قلمي الحبر .. آملاًَ ألا ينسكب ذلك الحبر على ثوبي الناصع البياض

و أخذت أنظر إلى أبناء أجيالنا الحالية.. القادمين من اسرة اجيالنا الماضية

و أخذت أكتب:

الإبن .. يعمل ليلاً نهاراً

يشتغل .. يدرس .. يحاول يحسّن من مستقبله

تستقيم أموره .. يبدأ بالذهاب إلى الوالدة حفظها الله

"أمي .. أريد الزواج .. فقد أكملت الجزء الصعب .. و آن الأوان لـ أكوّن أسرة"

تذهب الأم .. تبحث في الزواجات على تلك البنت الصالحة

وجدتها .. نعم وجدتها

جميلة

ممشوقة

جذابة

"هذي زوجة ولدي" .. كلمة هتفت بها الأم دون أن تلفظها شفتاها

سألت عنهم

أخذت منهم الموعد

الشوفة الشرعية

الملكة

الــ ....

توقفت عن الكتابة

الملكة .. فترة التعارف

فترة التآلف

و هنا الحكاية

...
..
.

"أهم شئ أن أبني مستقبلي"

"ماهو الفرق بين الرجل المرأة .. كلهم سواسية"

"مساواة الرجل بالمرأة أو المرأة بالرجل هي قمة الحضارة"

ان لم يسمعها العريس في أول الايام .. قد يسمعها لاحقاً

و ان لم يسمعها .. فهو من هؤلاء العرسان الذين ارضوا آبائهم و أمهاتهم حتى سهل الله له حياته

ثقافة انتشرت .. مساواة الرجل بالمرأة في كل شئ

"الرجل يعمل .. إذاً المرأة (يجب) أن تعمل"

"الرجل يركب السيارة و يسافر .. إذاً المرأة يجب ان تفعل ذلك"

أي شئ يفعله الرجل يجب أن تفعله المرأة

و تستمر القصة .. و أعود لـ قلمي

...
..
.




تزوج الرجل .. من فتاة هي الآن في مرحلة الجامعة

تزوج .. حملت المرأة .. و بدأ التذمر

"أريد خادمة .. أريد خادمة"

حتى تأتي بالخادمة .. مجبوراً مدحوراً

و تلد الزوجة طفلاً جميلاً

طفلاً لا يدري عن الحياة .. ماهي الحياة

طفل .. لا يملك أي خبرة في الحياة

لا يملك أي شئ .. سوى أن الله فطره على البكاء في حالة الألم

و يرضع من امه اذا جاع

و ان الله واحد

كبر الولد .. و جاء اخوه الذي يبعد عنه سنتين

و انتهت الأم من جامعتها و أخذت الشهادة

و آن لها أن تشتغل

و .....

عن اذنكم .. سـ أضع حبراً جديداً

...
..
.



"انا مشغولة .. يا (إسم الشغالة) خذيه لعبيه"

"يوووه نعسانة .. يا (إسم الشغالة) خذيه اعطيه العابه"

"يوووه انا ألحق على ايش ولا ايش .. يا (إسم الشغالة) روحي شغلي له التلفزيون"

التلفزيون .. و ما أدراك مالتلفزيون

قنوات الاغاني .. قنوات المجون .. قنوات الانحلال الاخلاقي الكامل

و تجد تلك الشغالة التي تريد ان تنهي يومها بـ أسهل الطرق .. ولا يهمها إبن من هذا ولا أن يكون صالحاً

رمته أمام الشاشة

و اخذ ينظر إلى أولائك الفتيات

الخلاعة .. القذارة

اخذ عقله الصغير المسكين يتبرمج على نوعية جديدة من البشر

و كبر هذا الطفل حتى اصبح رجلاً

و عندما يكبر هذا الرجل .. يصبح فاسداً .. عاقاً .. جميع الصفات السيئة فيه

و تبدأ الأم .. و يبدأ الأب

"أنت عاق .. ما تبر أهلك .. ما تحترم نفسك .. عيب عليك"

يبدأ اللوم في هذا الرجل .. الذي كان يوماً طفلاً

طفلاً .. لم يستمتع بحنان أمه .. و لم يتعلم من خبرة ابيه

لم يأتي اباه يوماً .. و أخذه من يده .. لـ يسأله عن حياته

كان كل ما يشغل اباه و أمه .. أن تسهل حياتهم

عندما يبكي .. ماهي اقصر طريقة لـ إسكاته

عندما يتألم .. ماهي اقصر الطرق لـ إخراسه و ايقاف الألم

ليس لأن الأب يتألم لألم إبنه

بل لأن الألم يسبب الازعاج

...
..
.


عزيزي الأب .. عزيزتي الأم

هل عرفتم الآن ماهو المرض ؟

ماهو المرض الذي يصيب خلايا الأمة ؟

لماذا ننظر إلى التلفاز و نبكي على العراق

و ننعي فلسطين الجريح

و نتألم لحال الأمة

و نحن أول المتسببين في دمار هذه الأمة

لماذا لا نربي بناتنا .. على أن الأولوية دوماً لـ أولادها

و أن أبنائها هم شغلها الشاغل .. هو مشروع حياتها

و الله أختي البنت .. أختي العروسة .. أختي المتزوجة

لا يوجد وظيفة ممكن تعطيكي الربح الاكبر .. من وظيفة ان تكون ملك ابنائك

هم الإستثمار الأعظم .. لـ مستقبل جميل

"الأم مدرسة .. إذا اعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق"

لماذا لا نربي أبنائنا على اعطاء المرأة حقها من الاحترام

على اشعارها بـ أهميتها في المجتمع .. دونها لا يكتمل مجتمع سليم

بل هي اساس هذا المجتمع فهي المسؤولة الأولى عن الجيل القادم

و عفواً .. إنتهى الحبر