عرض مشاركة واحدة
منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 24-11-2010, 02:13 PM   #78

عَـبْدالعَزِيز الهَاشِمي ™

BARBAROUSSA

الصورة الرمزية عَـبْدالعَزِيز الهَاشِمي ™

 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
نوع الدراسة: إنتظام
المستوى: متخرج
الجنس: ذكر
المشاركات: 2,376
افتراضي رد: الـغـزو الفـكـري : أهـدافـه , وكشف أساليبه... طرق المواجهة والحل... ( مـتـجـدد)


دور الأسرة المسلمة في مقاومة الغزو الفكري


من المعروف أن البضاعة الفاسدة لا تجد سوقاً رائجة إلا في بيئة فاسدة مستعدة لاستقبالها ، فاحتضانها ، بل إربائها ، أما في البيئة المحصنة بالقيم فلا مكان للفساد بأي شكل من الأشكال .

والأسرة المسلمة ـ التي أسست علي المنهج الذي رسمه الإسلام ، وحرصت علي تجسيده واقعاً حياً في كل صغيرة وكبيرة من شئون حياتها ـ تعتبر من أقوي جبهات المقاومة للغزو الفكري ، حيث إنها بمثابة الحصن الحصين الذي يصد هجمات المعتدين .

لكن ـ وللأسف الشديد ـ بدأ التصـدع والوهن يدب في أوصال الأسرة المسلمة ، بعدما بعدت عن أحكام الإسلام بفعل الهجوم المركز الذي شنه غزاة الفكر عليها ، وأصبح قيامها بدورها في المقاومة مرهوناً بعودتها إلي صورتها المثلي التي رسمها الإسلام .

وبناء عليه يمكن تلخيص دور الأسرة المسلمة في مقاومة الغزو الفكري الموجه إليها في العناصر التالية :

أولاً : ضرورة تطبيق المنهج الإسلامي في تكوين الأسرة :

فكما هو معروف أن {الوقاية خير من العلاج } وتكوين الأسرة من البداية علي أسس إسلامية يعطيها مناعة ضد ما يراد بها من تغيير ملامحها الإسلامية ، وصبغها بالصبغة الغربية .

ثانياً : الوقوف علي أحوال الأسرة الغربية:

وذلك لمعرفة مقدار التمزق والضياع الذي آلت إليه ، تحرزاً من نفس المصير ، أو الوصول إلي نفس النتيجة في حالة استمرار عقدة التقليد الأعمى لكل ما يصدره الغرب إلينا .

ثالثاً : أن يستشعر الآباء المسئولية تجاه الأبناء :

تلبيةً لمقتضى الفطرة الأبوية ، وامتثالاً لأوامر الله ورسوله e رغبة في الثواب ، ورهبة من العقاب .
واستشعار الآباء بمسئوليتهم عن الأبناء ، تترتب عليه عدة أمور غاية في الأهمية في عملية المقاومة للغزو الفكري للأسرة المسلمة ،من هذه الأمور :

1-أن يؤدي كل واحد من الزوجين دوره وواجبـه : فالرجل يؤدي دوره وواجبه ، والمرأة تؤدي دورها وواجبها ، ويتعاون الطرفان ، ولا ينتقص أي منهما حق الآخر ، ويكون ذلك علي النحو التالي :
"أ-إلي الرجل تكون عيالة الأسرة ورعايتها وحمايتها ، والقيام بما هو عسير شاق من خدمات التمدن ، فيكون تعليمه وتربيته علي النحو الذي يجعله أنفع ما يكون لهذه المقاصد .

ب-وإلي المرأة تكون تربية الأولاد وواجبات البيت ، والعمل علي جعل الحياة المنزلية بحبوحة أمنٍ ودعةٍ وراحة ، فتحلي بأحسن ما يكون من التربية والتعليم لأجل قيامها بهذه الخدمات .
ج-ولاستبقاء نظام الأسرة ووقايته من الفوضى والشتات ، لابد أن يُجعل لأحد من أفراد الأسرة الحكم والأمر علي سائرهم ، في ضمن حدود القانون ، حتى لا تظل الأسرة كقطيع من الغنم بلا راع ، وذلك الفرد الآمر لا يمكن أن يكون من غير صنف الرجال ، لأن عضو الأسرة الذي تكون حالته العقلية والنفسية عرضة للتغير ، مرة بعد أخري ، في أيام المحيض ، وفي زمان الحمل ، لا يصلح أبداً لاستعمال سلطة الحكم والأمر.



2-تربية الأبناء تربية إسلامية متكاملة :

لتكون حمايةً لهم من الزلل والوقوع في شباك الغزو الفكري .

3-حماية الأبناء من روافد الغزو الفكري :

ومن تلك الروافد التي يجب علي الأسرة المسلمة أن تحمي الأبناء من خطرها :

أ-المحاضن ، أو المدارس الأجنبية أو التبشيرية : حيث ينبغي التنبه لأخطار تلك المدارس ، ودورها في خدمة الغزو ، ومقاطعتها مقاطعة تامة .
وقد جاء في توصيات المؤتمر العالمي الأول للتعليم الإسلامي ، المنعقد في مكة المكرمة ،عام 1397هـ / 1977 م بهذا الخصوص ما يلي :
" يوصي المؤتمر جميع المسلمين في البلاد الإسلامية ، بعدم إرسال أبنائهم وبناتهم إلي المدارس التبشيرية والأجنبية ، مهما كانت المغريات التي تقدمها تلك المدارس ومَنْ ورائها من الهيئات والمؤسسات ، نظراً للنتائج المدمّرة التي تصيب الدارسين في هذه المدارس من ناحية عقيدتهم وولائهم للإسلام والوطن الإسلامي ،واتخاذ أعداء الإسلام لهم جنوداً يحاربون بهم الإسلام من داخل المجتمع الإسلامي ذاته .


ب-الخادمات والمربيات الأجنبيات غير المسلمات :
كما هو كائن من تواجدهن في كثير من أقطار الخليج وغيرها ،فتعمل الأسرة جاهدة علي عدم إتاحة الفرصة لأن يتلقى الطفل أي فكر أو توجيه منهن ، وأوْلي من هذا عدم اجتلابهن أو إحضارهن من الأصل ،واستبدال مربيات مسلمات بهن إذا كان ثمة داع إلي هذا .

ج-وسائل الإعلام المختلفة ـ مقروءة ومسموعة ومرئية ـ:
والتي سخرها الغزو الفكري لتنفيذ أغراضه تجاه الأسرة المسلمة .
وليس المراد حرمان الأبناء كلية من هذه الوسائل ، والتي تحتوي علي المفيد النافع كما تحتوي علي الخبيث الضار ، وإن كان المفيد فيها يتضاءل أمام الضار .
ولكن المراد أن تتبع الأسرة المسلمة سياسة الانتقاء الواعي بمعني أن تنتقي المفيد في كل المجالات : الدينية ، والتعليمية ، والسياسية ، والاقتصادية ،و الرياضية 00إلخ ،وتنأى عن البرامج الهدَّامة ، ومافي حكمها .

4-تقديم البدائل الإسلامية عن روافد الغزو الفكري:

حيث إنه من الصعب حماية الأبناء من كل هذه الروافد إلا بتقديم بدائل إسلامية ذات كفاءة عالية في طبع الحياة الأسرية بالطابع الإسلامي .

5-ملء وقت الفراغ بالنافع المفيد :

كالألعاب الرياضية التي لا تحتوي علي مخالفات للإسلام ، وسماع الأشرطة الإسلامية ، والزيارات العائلية المنضبطة التي توثق الروابط الاجتماعية ، والرحلات الهادفة إلي الأماكن الإسلامية لمعرفة تاريخ الإسلام ،والاطلاع في إحدى المكتبات ، ويُفضّل أن توضع نواة لمكتبة إسلامية في البيت تضم كتباً ميسرة في كافة المجالات ، وأشرطة مسجلة 000إلخ ؛ لأن من لم يشغل نفسه بالحق شغلته نفسه بالباطل .

6-الرقابة والتوجيه :

فمن منطلق الاستشعار بالمسئولية ينطلق الوالد بكليته في مراقبة الولد وملاحظته ، وفي توجيهه وملاحقته ، وفي تعويده وتأديبه ، لأنه إذا غفل عنه فترة ، أو تساهل في ملاحظته مرة ، فإن الولد سيتدرج في الفساد خطوة خطوه ، وفي حال الغفلة الدائمة ، والتساهل المتكرر يصبح الولد من زمرة الأولاد الشاذين ، ومن عداد الشباب المنحرفين ، ومن جنود غزاة الفكر المخلصين .
فانحراف الأبناء ، وتأثير الغزو الفكري فيهم نتيجة طبيعية لانعدام الرقابة والتوجيه من الآباء .
فالرقابة والتوجيه من مسئوليات الآباء ، وينبغي أن تكون الرقابة شاملة لكل صغيرة وكبيرة مثل : حشمة الملبس ، وعفة اللسان ، والتغيب خارج البيت ، ومعرفة الأصدقاء ، وملاحظة التغيرات التي تطرأ علي الأبناء خاصة في سن المراهقة ، ومتابعة الأحوال التعليمية 0000إلخ .
والسلطة الأبوية تقتضي ضبط الأمور ، فلا يوجد شئ في الإسلام يسمّي " الحرية الفوضوية " ، تلك الحرية التي أساء الناس استخدامها ، ففعل كلُّ إنسان ما يحلو له ، حتى ولو كان علي حساب الآخرين .
وما ظهرت انحرافات الأبناء إلا عندما تخلي الآباء عن رقابتهم وتوجيههم .

7-فتح دائرة الحوار بين الآباء والأبناء :

وذلك لمعرفة مشاكلهم أولاً بأول ، والعمل علي حلِّها ، وبالتالي يحدث التقارب بين الآباء والأبناء ، وتتلاشى الفجوة التي تنتج عن إهمال الآباء للأبناء ، وانشغالهم عنهم .
فهل فكرّ الآباء في إعطاء القليل من أوقاتهم لأبنائهم ؟
ليعلم الآباء أنهم إذا ضحوا بقليل من أوقاتهم لأولادهم علي حساب انشغالاتهم الخاصة ، فإن النتيجة التي سيجنونها تكون عظيمة : ألا وهي تكوين رجل سعيد ومتوازن يستطيع أن ينتج داخل المجموعة التي يعيش فيها .

رابعاً : تيسير أمر الزواج :

إن المستقرئ لأحوال الأمم يدرك أن فوضي الغرائز الجسدية هي أساس انهيارها إذ أنها تؤدي إلي ارتكاب كافة المنكرات .
ولقد كان الإسلام حكيماً عندما تعامل مع الغريزة الجسدية في الإنسان بواقعية فأغلق الباب أمام كل ما من شأنه أن يثير تلك الغريزة ، ووضع عقوبات رادعة لكل من تسوّل له نفسه أن يسلك طريق الحرام ، وحث علي الزواج المبكر عند القدرة عليه ، تحصيلاً لفوائده ، ومنها :
"1-ضمان العفة النفسية والجسدية والوقاية من الانزلاق في الشهوات .

2-الاستقرار النفسي والعقلي للشاب مما يدفعه للبناء والإنتاج والعطاء بصورة أثقل .

3-توثيق الروابط الاجتماعية ، وتحصين البيوت والأسر .

4-السعادة في الحياة الزوجية ، حيث يمهد الزواج المبكر فرصة للتفاهم بين الزوجين ومواءمة طباعهما لبعضهما البعض .

5-مجال لمباشرة تربية الأبناء ، وذلك لقرب الأجيال بعضها لبعض ، كما يكون الأب في أوج نشاطه وشبابه وعطائه التربوي لأبنائه .

إن هذا الذي حث عليه الإسلام منذ ما يزيد علي أربعة عشر قرناً من الزمان ، أخذ علماء الغرب ينادون به في العصر الحديث ، كحل جذري للمشكلة الجنسية التى تنخر في حضارتهم .

يقول الدكتور /فريد يريك كهن : " كان البشر في الماضي يتزوجون باكراً وكان ذلك حلاً صحيحاً للمشكلة الجنسية ، أما اليوم فقد أخذ سن الزواج يتأخر ، كما أن هناك أشخاصاً لا يتوانون عن تبديل خواتم الخطبة مراراً عديدة ، فالحكومات التي ستنجح في نص قوانين تسهل بها الزواج الباكر ستكون الحكومات الجديرة بالتقدير ، لأنها تكتشف بذلك أعظم حل لمشكلة الجنس في عصرنا هذا .

وتيسير أمر الزواج خطوة فعالة في مقاومة الغزو الفكري الذي يضرب باستمرار علي وتر الشهوات مثيراً للغرائز بكل الوسائل ، مع حرصه علي تأخير سن الزواج ، ووضع العقبات في طريق الحلال ، ومع تسهيل أمر الحرام ، والتهوين من شأن الفاحشة ، وبهذا تكون خطة الغزو للأسرة المسلمة محكمة كالتالي :


إثارة للغرائز + وضع العقبات في طريق الزواج + تهوين من شأن الفاحشة = وقوع في الحرام ، وانقياد للشهوات ، وإعراض عن تكوين الأسرة .


وبالفعل أصبح المجتمع المسلم ـ في كثير من بقاع الأرض ـ يعجّ بأنواع لا حصر لها من العلاقات المحرمة التي يترتب علها انهيار الأسر ، وحرمان الأمة من نسل حلال يدفع بها إلي السؤدد والريادة ، وما ذلك إلاّ لأن طريق الحلال ملئ بالكثير من العقبات .


وللحديث بقية ....

 


التعديل الأخير تم بواسطة عَـبْدالعَزِيز الهَاشِمي ™ ; 24-11-2010 الساعة 02:22 PM.
عَـبْدالعَزِيز الهَاشِمي ™ غير متواجد حالياً