عرض مشاركة واحدة
منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 25-11-2010, 06:41 PM   #80

عَـبْدالعَزِيز الهَاشِمي ™

BARBAROUSSA

الصورة الرمزية عَـبْدالعَزِيز الهَاشِمي ™

 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
نوع الدراسة: إنتظام
المستوى: متخرج
الجنس: ذكر
المشاركات: 2,376
افتراضي رد: الـغـزو الفـكـري : أهـدافـه , وكشف أساليبه... طرق المواجهة والحل... ( مـتـجـدد)

حديث القرآن الكريم عن الغزو الفكرى




لقد أفاض القرآن الكريم في الحديث عن هذا اللون من الغزو ، من حيث قادته وأساليبه وأهدافه وخطورة نتائجه ، وذلك في مثل قوله تعالي :

[ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا000]


إن هذه الكلمات القرآنية ـ رغم وجازتها ـ يتبين منها عدة أمور :

1-أبدية الصراع بين الحق والباطل ، والخير والشر إلي قيام الساعة .

2-تطوُّر الصراع ـ بأساليبه ووسائله ـ بتطور العصور .

3-أن الهدف من هذا الصراع هو إخراج المسلمين من دينهم الذي هو مصدر عزتهم وسيادتهم .

4-التشكيك في قدرة الأعداء علي إخراج المسلمين من دينهم ، وذلك بما يفيده دخول "إن " الشرطية علي الفعل الماضي " استطاعوا " من معني الشك كما يقول علماء اللغة العربية ، حتى وإن استطاعوا أن يردوا بعض المسلمين ويفتنوهم عن دينهم فلن ينالوا من دين الله شيئاً بدليل :
أ-أن الله لم يستحفظ عليه أحداً من خلقه ـ كالأديان السابقة ـ وإنما تعهد سبحانه وتعالى أن يحفظه بنفسه ؛ لأنه آخر رسالات السـماء إلي الأرض ، قال سبحانه :


[ إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون]

ب-أنه إن تخاذل بعض الأتباع فإن الله يستبدل بهم غيرهم ، أقوي عقيدة وتحمُّلا، قال سبحانه:
[ يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة علي المؤمنين أعزة علي الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضـل الله يؤتية من يشاء والله واسع عليم ]

وقال سبحانه : [وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم ]



ج-أن الله ـ تعالي ـ أخبرنا بهزيمة أعداء الله رغم الجهود المضنية التي يبذلونها للصد عن سبيل الله ، قال سبحانه :

[ إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون 0000 ]



5-كما يلاحظ أن " القتال " في هذه الآية الكريمة جاء بلفظ عام ، والمراد به ما وقع فعلاً من الوسائل والأساليب الحربية وغير الحربية ، وسائر الوسائل والأساليب التي تظهر في المستقبل إلي يوم القيامة ، مثل أسلوب { الغزو الفكري } ، وقد بيَّن الله تعالى أن هذا الأسلوب الأخير هو أشد فتكاً من فتك السيف والقتل بقوله ـ تعالي ـ [والفتنة أكبر من القتل ]


وقد دمغ القرآن الكريم قادة هذا اللون من الحرب بأسماء وصفات غاية في النكارة مثل : الشياطين ، والسفهاء ، والمعوِّقين ، والمرجفين ، وأكابر المجرمين ، وأئمة الكفر ، والذين في قلوبهم مرض 0000إلخ .
كذلك سمي هذا اللون ذاته بصفـات تناسب أساليبه الخسيسة ، ونتائجه الخبيثة مثل : زخرف القول ، والغرور ، والخبال ، والفتنة 000إلخ ، فقال عز من قائل : [ سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها ]

وقال تعالي :[وكذلك جعلنا لكل نبي عدواً شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلي بعض زخرف القول غرورا]

وقال تباركت أسماؤه :[ لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالاً ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم والله عليم بالظالمين (47) لقد ابتغوا الفتنة من قبل وقلبوا لك الأمور حتى جاء الحق وظهر أمر الله وهم كارهون ]

والايتان الكريمتان نزلتا مع معظم سورة التوبة بصدد الحرب الفكرية التي تولي كبرها المنافقون في غزوة تبوك وقبلها ، من التخذيل ، والإرجاف ، والإشاعات الكاذبة ، والتسخّط علي كل ما لا يرضي أهواءهم ، والعمل علي تفريق المؤمنين ، وتسريب الشبهات إلي الصفوف المؤمنة من داخلها .

ومعلوم أن الحرب الفكرية التي نشبت ضد الإسلام ـ في صدر عصوره ـ تولي كبرها الكفار من قريش وغيرهم ، ثم انضم إليهم اليهود والنصارى ، وكان الجميع بمثابة { المصنع } الذي يصنّع الشبهات ، ويصدر الافتراءات ، ويشترك في ترويج الأكاذيب ، وحملات التشكيك والتشويه .

وأما المنافقون فدورهم خطير ، ويمثلهم في عصرنا الحاضر أناس من بني جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا ، لكنهم عملاء لأعداء الإسلام ، وما أقسى الضربة التي تُوجَّه ممن لا تتوقع منه .



أسأل الله العلي القدير أن يهدينا سبيل الرشاد ، فهو الهادي إلي سواء السبيل ، وهو حسبنا ونعم الوكيل .
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
والحمد لله أولاً وآخراً ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد .



 

عَـبْدالعَزِيز الهَاشِمي ™ غير متواجد حالياً