السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخوة الكرام المتداخلين والقراء الكرام أشكر لكم تواجدكم وجميل ثنائكم وأخص بالذكر
الأخوين الكريمين والأستاذين الفاضلين دارس .. عالي مستواه وبعد
فقد عرضتُ ما قرأت من كلامكم على الأخ : سعيد فكان هذا التوضيح منه
أما ما يخص الموضوع العام للقصيدة فهو الغزل وما يعترض العاشق من شوق وحنين ووصل وهجر
الأمر الأخر: وهو محل الإستشكال ذكر الكعبة شرفها الله وذكر مناسك الحج واستعارتها في الغزل
أو أي غرض من أغراض الشعر فالأمر فيه سعه وقد تكاثر هذا عند الشعراء وكذلك الفقهاء وسأذكر مثالين
فكما قيل بالمثال يتضح المقال :
الأول : ما ذكره الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في نونيته المعروفة بالكافية الشافية في الإنتصار للفرقة الناجية
فقد ذكر المناسك والمشاعر عند ذكره لتشوقه للحور العين وقد أطنب وأفاض في هذا المقام أعني ذكر المشاعر
وكذلك الوصف الجسدي لمن تشوق إليها. فلتراجع النونية
الثاني : الإمام الفقيه أبو إسحاق الإلبيري رحمه الله تعالى فقد فقال في قصيدة يرثي بها زوجه :
لا يشتهي نهداً ولحظاً فاتراً .. إلا خليٌّ في زمانٍ فاتر
حسبي كتاب الله فهو تنعمي ... وتأنسي في وحشتي بدفاترِ
أفتض أبكاراً به يغسلن من ... يفتضهنَّ بكل معنىً طاهرِ
ولعمري إنَّ كلام الله تعالى أجل وأشرف من المناسك ومنها الكعبة المشرفة فانظر كيف ذكر فض أبكار
حكم القرآن والغسل المترتب على ذلك الفض فهي إستعارة جميلة ولا بأس في ذلك.
وهناك أمثلة كثيرة لكن أكتفي بذكر هذين المثالين وفيهما كفاية لمن أراد الهداية.
وأعود إلى قصيدتي حتى أبين لما ذكرت الكعبة والمناسك وكان الهدف من ذلك تحقيق معنى الإخلاص وقد أظهرتُ هذا
المراد في مختتم القيصدة حين قلتُ :
إني على العهد عهدي لا انقطاع به .. فحققي شرطه من غير إشراكِ
فإن أصبت فمن الله وحده وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان
هذا والله أسأل أن يغفر الزلة ويقيل العثرة وأن يبارك فيكم جميعا
لكم جزيل شكري ووافر تقديري
أخوكم : سعيد ابن حمدان