عرض مشاركة واحدة
منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
  #1  
قديم 19-03-2010, 12:06 PM

خط من الضوء خط من الضوء غير متواجد حالياً

جامعي

 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
نوع الدراسة: إنتساب
المستوى: الثالث
الجنس: أنثى
المشاركات: 81
Lightbulb حديث الجمعة : لغة العلم وعالمنا



حديث الجمعة
لغة العلم و عالمنا
من الأقوال المأثورة عن "اينشتاين" كبير الفيزيائيين على مر العصور
" أن وراء كل نظرية عظيمة وصف فيزيائي بسيط هو الذي يمكن الناس من فهمها "
فالعلوم الفيزيائية بشتى تخصصاتها
لغة علم مذهلة تتحكم بقوانينها في الكون
حيث نجدها القوة المحركة لحياتنا والدافعة له والواصفة والمفسرة بدقة علاقتنا به
فهي التي تساعدنا على فهم حقيقة طبيعة نظريات هذه الحياة ببساطة
بعيداً عن التخيلات والغموض
ولم تعد هذه العلوم اليوم مجرد نظريات ومعادلات رياضية
فقد تحولت إلى واقع وإلى تجارب عملية واكتشافات وتطبيقات مخيفة
وحتى نفهم هذا العالم يتعين على كل فرد
أن يعلم عنها كل شيء وأن يبحث عن مؤشرات لذاته من خلالها
وأن يضع على الأشياء حقائقها العلمية ؛ الحقائق التي تستلزم أن يتأملها بعقله
ليعرف موقعه على هذا الكون الشاسع وعلاقته به ودوره البارز تجاهه
وأن يحول من خلال هذه الرؤية العلمية الأفكار إلى واقع والرموز إلى حقائق
ومن تلك الحقائق التي يجب أن نتأملها واهتديت إليها اختلاف هذا الكون
فالله صنع من هذا الاختلاف وحدة مترابطة
تنشأ عنها قوة وطاقة مخيفة هي حكمته الخالدة
إنه الاختلاف الذي يقف خلف هذا الواقع المحسوس المألوف
والذي نتج عنه هذا الكون الذي يضم أيضاً سلسلة متصلة من الاختلافات
نور وظلام ، ماء ونار .. تراب وهواء
شحنات بروتونات موجبة وشحنات الكترونات سالبة
تُكَون المادة وكل ما هو موجود في هذا الكون وأصله حولك هو مادة وهو أنت
المادة والمادة المضادة
مثلا نجد أن المادة والمادة النقيضة بكل صورها وذراتها
لا يمكننا التفريق بينهما إلا إذا اتحدا معاً نتيجة اختلاف بسيط
حيث أن المادة تتكون من تصادم الالكترونات السالبة بالبروتونات الموجبة
والمادة المضادة تكون فيها البروتونات سالبة والالكترونات موجبة العكس تماما
ونتيجة هذا الاختلاف تتكون كميات هائلة من الطاقة والإشعاعات تساوي على أقل تقدير
ضعف الطاقة النووية ب2200 مرة خالقة بذلك طاقة جبارة تهلك كل ما حولها
فما كانت ولادة الكون إلا بهذا الاختلاف وربما نهايته أيضاً
والحياة بقدر ما فيها من خير بقدر ما فيها من شر
وبقدر ما فيها من جمال وذكاء وعلم يقابله بالمثل القبح فيها والغباء والجهل
وبقدر ما فيها من سعادة وترف وأريحية في العيش
بقدر ما فيها من معاناة وانكسار وشظف في العيش
و إلى آخر تلك المنظومة من الاختلافات
الوعي هنا فقط بإدراك أن كل اختلاف من الممكن أن يكمل الآخر من خلالنا
وأن الاختلاف من الممكن أن نصنع منه طاقة مذهلة تدمر الخوف والجهل والاتكالية واليأس والعنصرية
المهم أن نتكيف مع هذا الاختلاف وهذه الظروف المفروضة علينا ونتغلب عليها بالنظر إليها بإيجابية
ولا ندع الآخرين يقنعوننا بأنهم أفضل منا فقط لنفهمهم أن الاختلاف هو إرادة الله
لنخرج منها بطاقة تستطيع بالفعل أن تحدث الفرق الكبير والمخيف في هذه الحياة
نعم فالحقيقة أن الاختلاف هو الذي سيكتب التاريخ أو يمحيه
وأن كثير من صور هذا تاريخ ماضيا وحاضرا ومستقبلا
هي نتاج هذا الاختلاف ولاشيء غير ذلك
إذن .. ما الذي نستفيده اليوم من قراءة عالمنا بلغة العلم ؟
وما تفسير هذا العالم بهذه اللغة الرياضية الرشيقة ؟
وماذا تعني قصة هذا الاختلاف منذ نشئوها وارتباطها بالإنسان ؟
ستتزاحم أسئلة عديدة لدى الكثير الآن
لكنها نماذج بسيطة جدا وجزء صغير من عالم كبير لمحاولة التكيف مع الظروف وفهمها
فبلا شك أن من خلال هذا المنطق العلمي يمكننا أن نواجهه واقعنا
ونضع النقاط على الحروف في كل منعطفات حياتنا الخطرة
فلو تأملنا جزء من تلك المساحات الهائلة من التفاسير العلمية الفيزيائية المختلفة
لحقائق علمية متجددة تهبط علينا لهذا العالم الرائع والمروع
وأسقطناها على حياتنا المكملة لتلك اللوحة الربانية
والتي لا تنفصل ولا تختلف عن طبيعة هذه الطبيعة
لأنصفنا بها الآخرين ولأصلحنا الكثير ولتغيرت صور كثيرة في هذه الحياة
ولَوُضعت علامات جديدة في مسيرة تقدمنا واخْتُصرت أيضا مسافات طويلة
لتحقيق طموحنا والقيام بأدوار بطولية حقيقية
في زمن لا يعرف ولا يقبل إلا الحقيقة والوضوح والنور والتحدث بلغة العلم في عالمنا
رغماً عن الاختلاف
الكاتبة إيمان عبدو 1431هـ
رد مع اقتباس