عرض مشاركة واحدة
منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
  #1  
قديم 30-10-2009, 01:33 PM

خط من الضوء خط من الضوء غير متواجد حالياً

جامعي

 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
نوع الدراسة: إنتساب
المستوى: الثالث
الجنس: أنثى
المشاركات: 81
Lightbulb حديث الجمعة : الانسان وحده يستثنى من ذلك !


[CENTER]

حديث الجمعة
( الإنسان وحده يستثنى من ذلك ! )
الحياة وطبيعتها يبطنهما سر كبير وعميق
فالبحر مثلاً ليس مجرد ماء كبير بل فيه من العمق والأسرار والكنوز
والرهبة ما يشدك نحو عظمته بالفعل
وإن كان يتطلب الأمر في أغلب الأحيان لرجال من نوع خاص ذو نظرة خاصة
وتكفي رؤيته من بعيد ورؤية أمواجه وعظمته
حتى تشعر بتلك الرهبة العميقة التي تهزك من الداخل
حتى السماء عندما ننظر إليها نجدها عالية تملآها النجوم
يأسرنا منظرها عندما تتحول ألوانها بالتدريج
ولكن ما خلف هذا السماء أيضاً من أسرار
فهي ليست كما تبدو أمامنا مجرد صفحة مليئة بالنجوم والقمر والشمس
فالعالم مجرد رموز تجرك إلى رموز أخرى أكبر
حتى الإنسان في خارجه لا يبدو كمن هو في داخله
بل ما يخفي بداخله اكبر بكثير من ذلك الجسد المتحرك
إن حياتنا في ظاهرها شئ وواقعها أو الخفي منها هو شئ آخر تماما
وأن ما يراه الناس دائما ليس هو الحقيقة ولكن هو ربما جزء منها
فالنظرة الموضوعية البسيطة الساذجة ليست كافية
ولا كفيلة بمعرفة الأشياء على حقيقتها
فالحقيقة دائماً تأتي مغلفة وغير مفهومه ومحددة
لذا علينا أن لا ننظر بأعيننا فقط بل ننظر بعقولنا وبكل حواسنا
ويستثنى غالباً من ذلك الإنسان
فالإنسان دوما لا حدود لأفكاره ومشاعره المتدفقة وله أعماقه الخاصة به
ولا تشمله أبداً هذه النظرة العميقة والموضوعية للأشياء
فهو مخلوق عظيم من نوع آخر و سر كبير لا يمكن أن يكشف لأحد سواه
ولا يمكن أن تصل معه لحدود معينة
لكن هناك ما يحيرني بالفعل فلا اعرف بالضبط
ما هي الجدوى من إقحام الآخرين أنفسهم في شؤون سواهم
وما سر الجاذبية التي تدفعهم لفعل ذلك
والفائدة العظمى التي ستعود إليهم من هذا التدخل المعلن أحيانا
ومعرفة هذا الجانب الخفي في حياة الآخرين
فهل هذه هي الحقيقة التي تستدعي الوقوف عليها
وهل هذه هي الرؤيا الوجدانية التي تجعل من الواقع والحقيقة
كابوس على رأس أصحابه
فلا شئ يكبل الإنسان ويعيق حريته من أن تجد أن هناك من يراقبه
ويهتم بكل ما يفعله ويقوله أو حتى يفتش في خلف ما يكتبه
ويحاصره بكم الأسئلة والاستنتاجات التي تجعله يقف محرجاً وغاضبا أمامها
فلكل إنسان له طريقته الخاصة في الحياة والتعبير عنها
وممارساته التي يعشقها
ومفاجاءته في الحياة له التي من حقه أن يعيشها بسلام لوحده مع من يحب
والتي لا يريد من الآخرين معرفتها
ومشاركته فيها إلا بحسب ما يراه مناسباً له
أصبحت أؤمن اليوم بأن كل شخص منا عليه
أن يرسم خطوطا عريضة وخطوط رفيعة جدا بينه وبين الآخرين
ويجب أن يبقى هنا خط عريض أحمر اللون نقف جميعا أمامه
لا يمكننا تجاوزه ولا نسمح فيه للآخرين بتعديه
وعليه أن نحترم ذلك العمق الخفي وأن لا نحاول عبثا الوقوف عليه
بقلم الكاتبة إيمان عبدو 1430
رد مع اقتباس