حبس مال المدين
مثال : قيام شخص بالذهاب الى الميكانيكي الذي اصلح له سيارته يطلبه تسلمها , على ان يدفع
له اجور تصليحها بعد اسبوع , الميكانيكي هنا يحق له الامتناع عن تسليم السيارة أي انه
يقوم بحبسها طالما انه على صاحبها التزام بدفع اجرة التصليح للميكانيكي , فالمشرع اعطى للميكانيكي ( الدائن )
الحق في حبس السياره (مال المدين) حتى يقوم صاحب السيارة (المدين) بدفع اجرة تصليحها.
س : هل الحق في الحبس مقصور على العقود الملزمة لجانبين ؟ ام انه توجد هناك حالات
غير العقود الملزمة لجانبين؟
الفقه الاسلامي كالقانون الوضعي يجيز الحق في الحبس في العقود الملزمة لجانبين , يضاف الى ذلك
انهما اجازا في حالات اخرى غير العقود الملزمة لجانبين ان يحبس الدائن مال مدينه
حتى ينفذ المدين ما بذمته من التزام.
مثال : شخص لديه قطيع من الماشيه , ولم يحكم احد ابنائه اغلاق باب الحظيره ليلا , فاذا
بالماشيه تخرج وتبتعد عن حظيرتها , وفي الصباح وجد احد المزارعيين في بستانه هذا القطيع وقام
بالعناية به وانفق عليه لمدة 5 ايام, فاذا وجدها صاحبها بعد قيامه بالبحث عنها وطالب هذا
المزارع بان يسلمه اياها , فللمزارع هنا ان يطالب بقيمة ما انفقه عليها ,فاذا رفض صاحب المواشي
تنفيذ التزامه تجاه المزارع بتعويضه عما انفق فانه يحق للمزارع حبس هذه الماشية لحين استيفاء قيمة
ما انفقه ع الماشيه في سبيل حفظها و رعايتها , هنا لا نكون بصدد عقد ملزم لجانبين ولسنا امام عقد اصلا ,
وبالرغم من ذلك فالمشرع اجاز للدائن وهو المنفق ع الماشيه ان يمتنع عن تسليمها حتى ينفذ المدين
وهو صاحب الماشية ما بذمته تجاه هذا العاثر .
الحق في الحبس و المقاصه :
كلا الطرفين في المقاصه وفي الحق في الحبس دائن ومدين للآخر و لكن تختلف المقاصه عن الحق في الحبس
انه لا بد من توافر شروط معينه في المقاصه حتى يتم اجرائها , فاذا توافرت شروط المقاصه ينقضي الالتزام ,
اما الحق في الحبس فهو وسيله من وسائل حث المدين على تنفيذ التزامه وليست وسيله من وسائل انقضاء الالتزام كالمقاصه .
ماهو المبرر لاستخدام هذا الحق ؟
العداله , فمن العداله و المنطق ان الشخص الذي انفق ع الماشيه في سبيل حفظها ورعايتها له
الحق في حبسها حتى يستوفي ما كان انفقه عليها من صاحبها .
الحق في الحبس حاله من حالات تحصيل الحق بالذات ؛ لان الدائن لا يلجأ فيها للقضاء ,
فالاصل ان تحصيل الحق بالذات غير جائز , فالمُقرض لا يستطيع ان يستولي ع ممتلكات من
اقرضه لحثه ع الوفاء , اماالحق في الحبس فهو حاله استثنائية من حالات تحصيل الحق بالذات
اجازها المشرع لمبرر العداله .
نطاق الحق في الحبس :
الكتاب +
مثال ع فسخ العقد : شخص اشترى من اخر سيارة ع ان يدفع ثمنها بعد شهر , وعند حلول
الاجل لم يدفع ثمنها هنا يستطيع البائع اللجوء الى فسخ العقد ، وفسخ العقد يعني اعادة الحال الى
ماكانت اليه قبل التعاقد , فلو دفع المشتري جزء من الثمن وبقي في ذمته جزء فان اعادة الحال
الى ماكانت اليه قبل التعاقد تكون بان يسترد البائع السيارة ان كان قد سلمها , وان لم يسلمها
فيحق له الامتناع عن تسليمها طالما ان المشتري لم يوف بالثمن .
حالة ابطال العقد: شخص عمره 17 سنه ( ناقص الاهليه) باع سيارة لاخر , وبعد مرور
سنه ارتفعت قيمة السيارات فذهب للمشتري يخبره بابطال هذا البيع فـَقوبل برفض من المشتري
فذهب الى القضاء و استصدر حكما بابطال عقد البيعالجاري من ناقص الاهليه , فاذا جاء
ليطلب تسليم السياره و هو لا يملك الثمن الذي قبضه من المشتري قبل ابطال العقد لانه انفقه
فللمشتري ان يحبس السيارة حتى يرد له البائع الثمن الذي دفعه له قبل ابطال العقد.
شروط الحق في الحبس
مثال الشرط الاول : اذا قام الميكانيكي بتسليم السيارة التي اصلحها لمدينه ع ان يكون
دفع اجرة التصليح بعد شهر , فاذا لم يوف المدين عند حلول الاجل فان الميكانيكي لا
يستطيع ان يذهب ويستولي على السياره ليحبسها حيث انها تعد حاله
للحصول على الشيء المحبوس بصورة غير مشروعه .
+ مثال المحامي الي في الكتاب
مثال الشرط الثاني( الدين غير مستحق الاداء) : لو باع احدهم سيارة على ان يدفع
ثمنها بعد سنه , هنا لا يستطيع البائع ان يمتنع عن تسليم السيارة طالما ان اجل الدين
لم يحل بعد.
المؤلف لا يشترط التناسب بين حق الدائن وبين الالتزام الذي على المدين :
مثال الماشيه فللمزارع الذي وجد الماشيه في بستانه ان يمتنع عن تسليم الماشية التي تبلغ قيمتها
100 الف مقابل ألف ريال كان قد انفقها عليها هنالا يوجد تناسب بين قيمة الماشية وقيمة
النفقات و لا يشترط ذلك .
مثال الشرط الثالث : اذا كان المودع لديه دائنا للمودع بدين منذ عدة سنوات , هنا لا يوجد
ترابط بين الدين القديم و الوديعه بالتالي لا يحق له حبسها للمطالبه بدينه القديم , بينما يحق له
المطالبه بقيمة النفقات التي تكبدها في المحافظه على هذه الوديعه و السبب ان المبالغ التي انفقها لم
تكن لتنشأ لولا وجود الوديعه بين يديه .. + الكتاب
اثار الحق في الحبس
واضحه في الكتاب +
صـ97
الحق في الحبس يسري تجاه الخلف العام , الخلف الخاص و الغير << و المدين طبعا
مثال على سريان حق الحبس تجاه الخلف العام : اذا وضع احدهم سيارته لدى الميكانيكي
لاصلاحها , ثم توفي صاحب السيارة قبل ان يوفي اجرة التصليح , هنا يستطيع الميكانيكي
التمسك بحقه في الحبستجاه ورثة مدينه المتوفى ؛ لانهم خلفه العام .
الموصى له بجزء شائع من التركة ( ربعها , ثلثها , 20%...الخ ) _________ يعتبر من الخلف العام مثله مثل الورثه
الموصى له بشيء معين بذاته ( سياره مثلا) _______ خلف خاص |
مثال الخلف الخاص : اذا اوصيت هذه السيارة التي لدى الميكانيكي لشخص ما , وتوفي
المدين قبل تسلمها ودفع اجرة اصلاحها , هنا حق الميكانيكي في حبس السيارة يسري امام
الموصى له ( الخلف الخاص للمدين ).
مثال على ان الحق في الحبس يسري تجاه الغير : الغير الذي لا يكون طرفا في العقد , ولا يكون
خلف عام ولا خاص
فلو وضع شخص سيارته في ورشة لاصلاحها , وجاء دائنين للمدين ,, السيارة رهن لضمان
حقوقهم و ارادوا التنفيذ عليها
باعتبارها من اموال المدين , فعند مطالبتهم للميكانيكي بتسليمها , للميكانيكي الحق في حبسها حتى
يستوفي اجرة الاصلاح . ( في هذا المثال الغير هم دائني المدين)
لا فرق بين ان يكون حق الغير قد نشأ قبل حق المدين او بعده , المؤلف حاول التفرقه بين
الامرين , و الدكتور يعتقد انه ليس له حق في ذلك .
انقضاء الحق في الحبس :نص الماده 248 التي استمد منها المؤلف اسباب الانقضاء ( انقضاء الحق في الحبس)
1- انقضاء الالتزام المضمون - الالتزام الاصلي -
الاجرة هي الاصل , الحبس هو التابع , فلو ان صاحب السيارة دفع اجرة اصلاحها
للميكانيكي فان حق الميكانيكي في الحبس قد انقضى بدفع الاجره ( انقضاء الالتزام الاصلي )
ولا ينقضي الالتزام التبعي ( الحق في الحبس ) حتى ينقضي الالتزام الاصلي كاملا ,
لان الحق في الحبس حق لا يقبل التجزئة , أي ان دفع صاحب السيارة لجزء من اجرة
الاصلاح فلا ينقضي حق الدائن في حبسها لان الالتزام الاصلي لم ينقضي كاملا ..
الالتزام الاصلي يشمل الفوائد والفوائد التأخيرية و المصروفات فللحابس التمسك بالحبس حتى يوفى الدين الاصلي وفوائده ومصروفاته ان وجدت.
فكرة مهمة اشار اليها المؤلف :
في الشريعه الاسلامية لا نتكلم كثيرا عن التقادم باعتباره سبب مسقط للحقوق ,اما
في القانون الوضعي فالتقادم يعتبر سبب مسقط للحقوق , فاذا اهمل الشخص المطالبه
بحقه لفترة طويله من الزمن فان حقه يسقط بما يسمى بالتقادم( مرور الزمن يسقط
الحقوق الشخصية , ومرور الزمن يكسب الحقوق العينيه)
الاول تقادم مسقط والثاني تقادم مكسب .
س: اشرح ( اخر سطرين في الشرط الاول ) واوضحه بمثال .
الشرح : من الامور التي تقطع التقادم ( الاقرار الضمني , الاقرار القضائي ) بوجود الدين ,
أي ان التقادم يبدأ من جديد.
فالمدين يعتبر مقر ضمني بانه مدين للميكانيكي اذا لم يطالبه بسيارته وبالتالي فان التقادم لا يسقط
مهما طال عليه الزمن لان الاقرار الضمني قاطع دائم للتقادم ,والتقادم يبدأ فيها من اللحظة التي
ينتهي فيها الاقرار الضمني ( بان يطلبه تسليم السيارة ) ...
2- هلاك الشيء المحبوس :
ميكانيكي لديه سيارات لاصلاحها , جاءه احد المدينين لياخذ سيارته وهو لم يدفع
الاجرة , فقام بحقه بحبس السيارة , فاذا جاءت سيول وجرفت السيارة و هلكت
هنا الهلاك بفعل قوة قاهرة فينقضي حقه في الحبس وبالتالي لا يعد الدائن مسؤول تجاه
مدينه عن تبعة الهلاك ,اما لو كان الهلاك بفعل الميكانيكي وتقصيره فان ن حقه في
الحبس ينقضي و يعتبر مسؤولا عن الهلاك.
أي ان الحق في الحبس ينقضي بفعل المدين او بالقوة القاهرة ولكن الاختلاف
يكون في تحمل الهلاك .
3-اخلال الحابس بواجب المحافظة على الشيء المحبوس:
المزارع الذي يمتنع عن تسليم قطيع الماشية حتى يستوفي قيمة النفقات , فاذا اهمل الحابس
المحافظة على الماشية وقصر في حفظها , جاز للحابس ان يطلب من القضاء خروج
الشيء المحبوس من عند الدائن , و هذا يعد سبب من اسباب انقضاء الحق في
الحبس.
4- خروج الشيء الحبوس من يد الحابس خروجا اراديا :
الكتاب +
مثال ع خروج السيارة خلسة ليس سببا من اسباب الانقضاء:
ان يستغل المدين فرصة انشغال الميكانيكي مع احد الزبائن , ويقوم بتشغيل السيارة
بمفتاح اخر يملكه واخراجها من الورشه , هنا خروج الشيء المحبوس من يد الحابس
حدث بدون ارادته , و يعد المدين سارق للضمان .. و هذا شرح الفقرة 2 من الماده 248 .
ان يأخذها المدين جبرا :حيث يقوم بتهديد الدائن في حال منعه من اخذ السيارة .
يستطيع الدائن ان يرفع دعوى يطالب فيها باسترداد الضمان خلال 30 يوما من تاريخ
علمه بخروج الشيء المحبوس و في مدة اقصاها سنة .
توضيح ؛؛
تاريخ الخروج ____________ 1/1
تاريخ العلم _______________ 15/11
يتبقى له من المده ( مدة السنة ) 15 يوم يطالب فيها بحقه في الحبس , اما في
حال علمه بعد مرور سنة فهذا يدل على انه مهمل و المشرع لا يراعيه في هذه الحاله .