جامعة أو مقرّ لإطلاق أحكام على الآخرين من مظهرهم؟
جامعة أو معتقل؟
بدأت في السنتين الأخيرة جامعتي الغير عزيزة تتحول إلى جحيم يصلى راحتنا نحن الطالبات، تتصاعد هذه النار بتصرفات طبيعية تحدث في أي مكان، كأن ترتدي لباساً عادياً ومريح فيعدّ خليعاً فاتناً، فاتن لمين؟
تصرفات طبيعية مثل أن بشكل طبيعي طالبة تخرج مع صديقتها/ إخوتها للغداء في وقت البريك ثم ترجع لإكمال صفوفها المتبقية لكنها تعاقب بالطرد وسحب البطاقة عوضاً عن جعلها تستفيد وتكمل محاضرتها!
لا أعرف ماهو الخلل في أن تخرج طالبة للغداء خارجاً، سواء بمفردها أو برفقة صديقاتها أو أحد أفراد عائلتها؟ لما هذه الوصاية العمياء الغير منطقية؟
أتذكر في إحدى المرات كنت في بوابة الخروج وأرى طالبة منهارة بكاء، ومعها والدتها تضحك بتعجب شديد! كانت الأم تقول لحارسة الأمن بدهشة "بنتي وعندها استراحة وخرجتها تتغدى معي، وين المشكلة؟"
فتردّ بكل صفاقة "عفوا ياخالة ممنوع"
هل أنت ياحارسة الأمن أحق بهذه الطالبة من أمها! بحق الله كفوا عن التدخل في شؤون النساء بكل هذا القرف!
ومن المواقف التي أثارت اشمئزازي جداً من هذا المكان، طالبة تدرس في كلية الطب، وجهها مرهق جداً، وتقف في طابور به قرابة العشرين طالبة مخالفات للزي الاسطوري في أخيلة الإشراف التربوي، لك أن تتخيل أنهم يرتدين بناطيل عادية وأقمصة فضفاضة!
المهم أن مظهر طالبة الطب كان حزيناً، ومؤلماً، هل تستحق هذا؟ أن يكافئ جهدها باستشراف لا منطقي وإدعاء للفضيلة المختلقة؟
نحن هنا، نواجه خوفاً كلما مررنا في شارع به مشرفة تمشي وتزدري كل طالبة، وتوزع نظرات الإستحقار بالمجان لهذه وتلك.
غير أن الموضوع تعدى كونه مخالفة عادية للزيّ، لم أرى يوماً طالبة ترتدي مايوه فلم كل هذه الصفاقة والمبالغة؟
لا بدّ أن يكون هناك قانوناً للزي، ولا أختلف مع هذا، إنما هذه المبالغة تدفعني لتصديق إحدى الزميلات عندما أخبرتني أن موظفات الإشراف يحصلن على نسبة اضافية في الراتب كلما جلبوا عدد مخالفات أكثر!ليس تشكيك في نزاهة الموظفات إنما التفسير المنطقي الوحيد لكل هذه الترهات.