هلا يا .. أسمر هلا بك .. !
صدحت بها .. النورية .. في ملهى المحطة الليلي على .. أوستيراد .. درعا ً العام بعد منتصف ليل صيفي من العام ١٩٩٦م وكأن عقارب الساعة توقفت لتلدغ معصم صاحبها .. !
هي ليست فنانة معروفة ولكنها تمسك المايكروفون تغني في كل ليله كيفما اتفق على أنغام " الشوبية " وأصوات آلات الموسيقى الصاخبة .. الغير متجانسة .. تقف وأحيانا ترقص و تدبك على رخام المسرح وتغني .. الله يهدك يا لمسرح ليه إترقص حيا الله لا ترقص غير النوّريات اللي خالقهم الله .. !
.
.
تنتمي الفنانة حنان إلى عوائل النَوْر المعروفة بالغجر قديما بجمال بناتهم الفاحش جمال ليس له مثيل وامتهانهن إحياء السهرات الفنية الشرقية الراقصة في حانات الشام وما جاورها واستدراج خواريف السهارى والسكارى إلى بيوتهن لمطارحتهم الغرام العذري مدفوع الثمن .. في انتهاك صارخ لجميع مواثيق الهوى والمحبة .. و التكسب المادي من جميع أفراد العائلة ذكورا وإناث كما جرت عليه العادة وكما ليس بمستغرب .. !
.
.
عالم غريب لا يقدر على .. فك طلاسم .. غرابته سوا سكانه الأصليين كلما غصت في أعماقه زاد غرابة البنت فيه هي مصدر .. الرزق .. الوحيد يدفع لها صاحب الملهى الأجر اليومي ويرش عليها الخروف ما لذ وطاب من " المصاري " .. !
تتمنى تلك العوائل لو أن جميع مواليدها من .. الإناث .. فالذكر فيهم ليس ذا أهمية هو في الأساس عالة لا يعمل سوى الخروج لمقابلة "المسايير" ليدلهم على البيت في أزقة أحيائهم الشعبية كتشرين وبرزه أحياء تفوح فيها رائحة الفقر المدقع .. أو يرافق البنات إلى السهرة يجلس في ركن بعيد في صالة الملهى يشاهد بأم عينه وعين أمه المجاورة له كيف يرقصن خواته وكم يجنين ويصدن من الزبائن كل ليله إلى أن تنتهي النمرة الأولى فينقل البنات إلى ملهى آخر للنمرة الثانية وإلى ملهى آخر للنمرة الثالثة ويستمر عمله على هذا المنوال دون كلل أو ملل إلى أن تطلع الشمس .. !
- الرقصة الخاصة .. بهم .. تتشابك الأيدي في صف واحد وتتلاصق الأكتاف لتتناغم حركة الجسم أيدي وأرجل .. !
- من أغانيهم الخاصة .. وهي في الغالب .. من تأليفهم ويغلب فيها صوت المزمار .. !
- مصطلح متعارف عليه بينهم لوصف السهارى" الخلايجه" بالخراف .. مع أن لهم لغة خاصة لا يجدها سواهم .. !
يتبع .. !