ليل بهيم وأنوار متمازجة تشير إلى .. مجمع المراقص الثلاثة .. على الخط السريع .. المحطة .. و ..الكنز .. و .. عروس المحطة تختلف المسميات فقط لكنها من الداخل نفس النظام .. !
يمتلكها واحد و يديرها أكثر من واحد .. مسرح وبنات وفرقه موزيكيه وطاولات وكراسي على جنبات البست تتحلق عليه كإكليل من الورد الذي مضى على تجهيزه فترة ليست بالقصيرة فبدا ذابلا ً إلا من اللون الخارجي المتمثل في مفارش الطاولات القماشيه الحمراء .. !
تزدحم الطاولات على البست وخلفه ولكل طاولة سعرها .. !
.
.
بوابة خلفية لدخول الصبايا منها بعيدا ً عن أنظار السكارى المتعطشة .. هن بالفعل في عز الصبا بين سن ١٥-٢٣ سنه كلما تقدمت البنت في السن كلما قل عليها الطلب وقل زبائنها وقلت أجرتها وطلعت على المعاش .. !
هنا تبصق الحياة على محياها بعد أن كانوا يتباشرون بها مولدة أنثى سيجنى منها الذهب .. !
فبفضل هذه .. البنت .. ستتغير حالة أسرة كاملة من الفقر إلى بحبوحة العيش ومن المنزل المتهالك القذر إلى الشقة النظيفة المرتبة .. !
كل ما عليها فعله أن ترقص في ملهى ليلي على مشاعر السواح لتتغير حياة من خلفوها .. !
الفستان إيجار والماكياج إعارة .. تعرف أنه لا يخصها متى ما شاهدت طوله الزائد عن اللزوم تبدأ النمرة الأولى صيفا ً بعد الساعة الثانية عشر .. وشتاء قبلها بساعة وتستمر لمدة ساعتين وكذلك ما تليها من النمرات .. !
على باب المحطة يقف ( هادي ) قائد المجموعة و الملقب بالخبير .. لأنه زار هذه المراقص من ذي قبل .. نحيل الجسم أشعث الجمة لو أن موضة الكدش قد أقبلت في ذلك الحين لحصل على جائزة أشين كدش .. !
هادي وقد أشعل .. سيجارة المالبورو الأحمر .. لا شعوريا ً مخاطبا ً ( سمير ) مدير الصالة.. !
- فيه طاوله .. !
كان المكان .. خالي من الزبائن و لكن و لرغبة ٍ حامحه منه في البروز سأل ذلك السؤال .. !
- سمير : أيه تكرم عينك .. !
- هادي : كم هي به .. !
- سمير : تفضلوا على حسابي . بلا مصاري .. !
- هادي يشخص : لا الي على البيست بكم .. !
سمير : أهلين وسهلين فوتوا فوتوا .. !
في هذه الأثناء عزف أوركسترا الفرقة " الماسية " تقاسيم عشوائية واختلطت علينا المفاوضات بين هادي وسمير .. !
بعد ذلك عدى هادي على طاولة يمين ضابط الإيقاع وعازف الأورق و حامل الدمام وجلس فيها .. !
عج المكان .. بوفود الزوار .. وقراسين المحل الكثر الذين ما أن تضع السيجارة في فاك .. حتى تفاجئ بها مشتعلة من أقرب نادل في جهتك .. !
يخيل لك أن رأسك سيشتعل من كثر الولاعات .. !
ليأتي من الخلف صوت نسائي رقيق .. قبل أن تطل برأسها .. عبر مكبرات الصوت الضخمة وقد صاحبها الإيقاع ..
( يابو الدمام دق خل نلعب شوبي .. لننسى هموم الدنيا يا محبوبي .. لا تلعب وي هذا وذاك .. لا تلعب بس آنا وياك .. يابو الدمام دق خل نلعب شوبي ) .. !
يتبع .. !
البست :كلمة يتعارف عليها في هذا العالم على أنها المسرح .. !
الجمه : الشعر الكثيف باللهجة الخاصه .. !
التشخيص : صاحبه نوع من الغرور والكبرياء .
الدمام : طبلة كبيرة يتعلقها صاحب الإيقاع تضرب من الجهتين فتحدث صوت مختلف عن الدف .. !