[يحلمون...~]

بسم الله الرحمن الرحيم

المادة : التفسير
اسم الكتاب : المنهج القويم في تفسير القرآن الكريم ويليه صفوة الآراء في تفسير سورة النساء ..
د/ عادل محمد صالح أب العلا ..
مذاكرة المادة : من بداية ص/ (8) إلى ص/ (150) سورة النساء / إلى ايه (59) ..
وإن شاء الله اكون افدتكم بكل معلومة وما قصر بشي 

على بركة الله نبدا ..
القرآن الكريم :
هو كتاب الله عز وجل المنزل على خاتم أنبيائه صلى الله عليه وسلم بلفظه ومعناه المنقول بالمتواتر المفيد للقطع واليقين المكتوب في المصاحف من أول سورة الفاتحة إلى أخر سورة الناس .
التفسير :
لغةَ / مصدر فسر بتشديد السين مأخوذ من الفسر بمعنى البيان أي بياناً وتفصيلاً , ففيه معنى الكشف التوضيح .
اصطلاحاً / (عرفه الزركشي في البرهان ) : علم يفهم به كتاب الله المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وبيان معانيه واستخراج أحكامه وحكمه .

التأويل :
لغةً / أصله من الأول وهو الرجوع أي رجع بها إلى ماتحتمله من المعاني .
اصطلاحاً / ( - قال أبو عبيد القاسم بن سلام وطائفة من العلماء ) : التأويل والتفسير بمعنى واحد
وأنكر ذلك بعض العلماء بل بالغوا في الأنكار .
- فقال الراغب الاصفهاني : ( التفسير أعم من التأويل وأكثر استعمالاته في الألفاظ ومفرداتها والتأويل في المعاني والجمل .
- قال بعض العلماء : التفسير يتعلق بالرواية والتأويل يتعلق بالدراية أي ( التفسير بالرأي والاجتهاد ) .
اشتهر : أن التفسير أعم من أن يكون بالمأثور أو بالرأي والاجتهاد وأعم من أن يكون متعلقاً باللفظ أو المعنى .

• س/ مالفرق بين التفسير والتأويل ؟

ص/10

الحاجة إلى علم التفسير : ( لماذا المسلمون محتاجون إلى علم التفسير )
علم التفسير من العلوم المهمة التي يجب على الأمة تعلمها , أوجب الله على الأمة حفظ القرآن وتدبير معانيه ..
والآيات السابقة ( في صفحة 10)
تحث على تدبر القرآن وتدبر القرآن بدون فهم معانيه غير ممكن لأن فهم معانيه إنما يكون بمعرفة تفسيره ..
حكمه : فرض على الأمه ولكنه فرض كفائي إذا قام به أهل العلم من الأمه الإسلامية سقط عن الباقين .

أوجه التفسير :
1- وجه تعرفه العرب من كلامها ( اللغة والأعراب ).
2- وجه لا يعذر أحد بجهالته ( الحلال والحرام ) .
3- وجه يعلمه العلماء ( الأحكام المستنبطة من الآيات مثل: حكم المسح على الخفين ).
4- وجه لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى ( الغيب , الساعة , الروح , الكرسي ).

ماهي أحسن طرق التفسير ؟
[ قول شيخ الإسلام ابن تيمية ]
1/ أن يفسر القرآن بالقرآن
2/ فإن أعياك ذلك فعليك بالسنة النبوية فإنها شارحة للقرآن وموضحة له .
3/ فإن لم نجد في القرآن ولا في السنة تفسيراً رجعنا إلى أقوال الصحابة رضوان الله عليهم فإنهم أدرى لما شاهدوه .
مثل كبار المفسرين مم الصحابة : كالأئمة الخلفاء الراشدين , والأئمة المهديين كعبدالله بن مسعود ومنهم [حبر الأمة ] عبدالله بن عباس الذي دعا له الرسول عليه الصلاة والسلام .
4/ فإن لم نجد التفسير في القرآن ولا في السنة ولا عن الصحابة فيرجع إلى أقوال التابعين .
مثل كبار المفسرين من التابعين : كمجاهد , الحسن البصري , سعيد بن الجبير , عكرمة , عطاء , سعيد بن المسيب , ومسروق .

أقسام التفسير :

التفسير بالمأثور , والتفسير بالرأي

التفسير بالمأثور :
لغةً / أثرت الحديث أثراً , أي نقلته .
فالتفسير بالمأثور : أي بالمنقول سواء أكان متواتراً أم غير متواتراً .
اصطلاحاً / هو تفسير القرآن بما جاء في القرآن الكريم أو السنة أو أقوال الصحابة أو أقوال التابعين من كل ما هو بيان لمراد الله تعالى من نصوص القرآن .

- مثال لتفسير القرآن بالقرآن (ص/15) .
- مثال لتفسير القرآن بالسنة (ص/16) .
- مثال لتفسير القرآن بأقوال الصحابة ( ص/16) .
- مثال لتفسير القرآن بأقوال التابعين (ص/17) .

التفسير بالرأي والاجتهاد :
تعريفه: أي تفسير آيات القرآن بالاجتهاد حسب الأصول والقواعد التي بها يتوصل إلى معرفة الصواب .

ماهي اراء العلماء في التفسير بالرأي ؟ :
اختلف العلماء :
1 - ذهب قوم إلى أنه لا يجوز لأحد أن يتعاطى تفسير شيء من القرآن , إلا إلى ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أو صحابته الآخذين عنه ومن أخذ عنهم التابعين .
2 - أجاز فريق آخر تفسير القرآن بالرأي والاجتهاد وهم أكثر السلف الصالح من العلماء .

ماهي أدلة القائلين بعدم جواز التفسير بالرأي والاجتهاد ؟ :
1 - ماروي عن النبي عليه الصلاة والسلام " من قال في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ "
2- ماروي عن النبي عليه الصلاة والسلام " اتقوا الحديث علي إلا ما علمتم فمن كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار ومن قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار "
3- ما روي عن السلف الصالح من الصحابة فمن بعدهم من التحرج في تفسير القرآن ( أبو بكر ) .

مناقشة هذه الأدلة :
- الحديث الأول ففي صحته وثبوته نظر لأن أحد رواته وهو سهيل بن أبي حزم القطيعي قد تكلم فيه :
(أ‌) أم المراد من يقول في القرآن بمجرد رأيه هواه .
(ب‌) أن المراد بالحديثين من يفسر المتشابه الذي لا يعلمه إلا الله مثل الحروف المقطعة .
(ت‌) أن المراد بالحديثين من يفسر القرآن ولم يعرف من العلوم اللغوية والشرعية مايؤهله لهذا .
- أما ما ذكر عن السلف الصالح من الصحابة والتابعين :
يدل على أن قوله : " أي سماء تظلني " إنما أراد به مالم يقم عليه دليل وما لا علم له به أو تخوفاً من ألا يصيب مراد الله .

العلوم التي يحتاج لها المفسر :
• علم اللغة :
يعرف شرح مفردات الألفاظ ومدلولاتها والمقصود بعلم اللغة : العلم باللغة الواسع المتعمق .. مثال ص/23
• علم النحو :
المعنى يتغير ويختلف باختلاف الإعراب .. مثال ص/23
•علم التصريف :
تعرف أبنية الكلمات والصيغ .. مثال ص/23
•علم الاشتقاق:
اشتقاقه من مادتين مختلفتين اختلف المعنى باختلافهما .. مثل كلمة مسيح
•علم المعاني:
يعرف به خواص تركيب الكلام من جهة إفادتها المعاني .
• علم البيان :
يعرف به تركيب الكلام من حيث اختلافه بحسب وضوح الدلالة وخفائها .
• علم البديع :
يعرف به وجوه تحسين الكلام .
وهذه العلوم الثلاثة ( هي علوم البلاغة ) وهي أعظم أركان التفسير > اللي هي علم المعاني , وعلم البيان , علم البديع .
• علم أصول الدين :
ليعرف المفسر ما يجب الله وما يستحيل عليه وما يجوز له وليعرف الفرق بين العقائد والشرائع .
• علم القراءآت : (مهم)
معرفة القراءآت تساعد على ترجيح وجوه التفسير المحتملة للنص وكيفية النطق بألفاظ القرآن الكريم .
• علم أصول الفقه :
يعرف كيف تستنبط الأحكام من الآيات ووجه الاستدلال على الأحكام .
• علم أسباب النزول :
بمعرفة سبب النزول يعرف المعنى المراد من الآيه .
• علم الناسخ والمنسوخ : (مهم)
مهم للمفسر وإلا وقع في خطأ كبير ويعرف ثبوت الحكم ونسخه .
• علم الفقه :
يعرف به مذاهب الفقهاء ومن احتج منهم بالآيه .. مثال ص/25
• علم الأحاديث والسنن والآثار : (مهم)
المبنية لتفصيل الجمل وتوضيح المبهم وتخصيص العام وتقييد المطلق .. مثال ص/25
• علم الموهبة :
وهو علم يورثه الله تعالى من شاء بما علم وبما عمل .. مثال ص/25
جواز التفسير بالرأي والاجتهاد : (عللي)
إذا كانت الأدلة استند إليها من التفسير بالاجتهاد والرأي لم تنهض أمام البحث والنظر فقد تبين للباحث المنصف جواز التفسير بالرأي المتئد البصير والاجتهاد الذي توافرت لصاحبه أسبابه وهي العلم بالعلوم التي ذكرناها آنفاً , ولو لم يفسر القرآن بالاجتهاد لفات معنى التدبر والتأمل في القرآن ولفات الكثير مما اشتمل عليه الكتاب الكريم من الأحكام والآداب وألوان المعارف والعلوم .
* المنهج القويم في تفسير القرآن الكريم :
1- أن لا يوجز فيخل ولا يطيل فيمل .
2- أن يعتني بأسباب النزول .
3- أن يعتني بذكر المناسبات بين الآيات .
4- أن يجرد نفسه من الميل إلى مذهب بعينه حتى لا يحمله ذلك على تفسير القرآن (مهم) .
5- مراعاة المعنى الحقيقي والمجازي .
6- مراعاة تأليف الكلام والغرض الذي سيق له .
7- يجب على المفسر البدء بما يتعلق بالمفردات وتحقيق معانيها .
8- التحاشي عن ذكر الروايات والآثار الضعيفة والموضوعة والروايات المدسوسة من الإسرائيليات .

• مناهج المفسرين وأهم كتب التفسير :

أولاً كتب التفسير بالمأثور : [ كتابين فقط ]
أ‌- كتاب [ جامع البيان في تأويل آي القرآن ] لابن جرير الطبري :
مؤلفه :
الإمام الحافظ أبو جعفر بن جرير الطبري ولد سنة 224هـ
نبذه عن حياته : كان من القناعة والزهد وكان حافظ لكتاب الله عالماً بالقراءات عالماً بالسنن طرقها وناسخها ومنسوخها عالماً بالأدب واللغة وأحوال الصحابة والتابعين مكث 40 سنة يكتب كل يوم 40 ورقة توفي ببغداد سنة 310هـ .

منهجه:
كانت التفاسير قبل ابن جرير لا يذكر فيها إلا الروايات الصرفة من غير ذكر اصحابها حتى جاء ابن جرير فزاد توجيه الأقوال والترجيح وذكر الاستنباطات والاستشهاد بأشعار العرب .

ثناء الأئمة عليه:
قال الإمام النووي في ( تهذيبه ) : كتاب ابن جرير لم يصنف أحد مثله , وقال ابن تيمية : هو من أجل التفاسير وأعظمها قدراً .

ما أخذ على تفسير ابن جرير:
أنه يذكر الروايات من غير بيان وتمييز لصحيحها من ضعيفها .

ب‌- كتاب [ الدرر المنثور في التفسير بالمأثور ] للسيوطي:
مؤلفه :
الإمام الحافظ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي ولد سنة 849هـ

نبذه عن حياته : توفي والده وهو صغير لقي الكثير من الشيوخ وأخذ عنهم حتى وصل إلى رتبة الاجتهاد حتى قيل إنها تزيد عن الخمس مئة مؤلف وكان من حفاظ الحديث وعلمائه المتبحرين توفي سنة 911هـ .

منهجه :
كتابه الدرر المنثور جمع الروايات عن النبي عليه الصلاة السلام والصحابة والتابعين وذكر في مقدمته أنه لخصه من كتابه " ترجمان القرآن " وهو التفسير المسند إلى رسول الله والصحابة والتابعين .
ما أخذ على تفسير الدرر المنثور :
أنه وإن عزى الروايات إلى مخرجيها لكن لم يبين لنا منزلتها من الصحة أو الحسن أو الضعف وفي كتابه الإسرائيليات , وأسرف في ذكر المرويات في بلاء أيوب عليه السلام .

ثانياً كتب جمعت بين التفسير بالمأثور والتفسير بالرأي والاجتهاد : [ ست كتب فقط ]
أ‌- كتاب [ معالم التنزيل ]:
مؤلفه :
العلامة الشيخ أبو محمد البغوي الملقب بمحيي السنة لا يلقي الدرس إلا على طهارة وإذا أكل لا يأكل إلا الخبز ثم صار يأتدم الزيت وله مؤلفات منها " شرح السنة " وكتاب " المصابيح " توفي سنة 510هـ .

منهجه :
قال صاحب كشف الظنون : معالم التنزيل نقل فيه عن مفسري الصحابة والتابعين ومن بعدهم بل جمع فيه بين التفسير بالمأثور والتفسير بالرأي والاجتهاد المقبول , لم يذكر فيه الأسانيد اكتفا بذكرها في أول كتابه كما صنع الثعلبي في تفسيره الذي هو أصل تفسير البغوي .

قيمة تفسيره العلمية :
هذا التفسير من خيرة التفاسير وأسهلها وأبعدها عن التعقيد وعدم الاستطراد وعدم الإكثار في المباحث اللغوية والنحوية والفقهية وذكر فيه الكثير من الإسرائيليات قال ابن تيمية ( البغوي تفسيره مختصر الثعلبي ) والصواب لم يسلم من بعض الأحاديث الموضوعة والإسرائيليات .

ب‌- كتاب [ تفسير القرآن العظيم ] للحافظ ابن كثير :
مؤلفه :
الإمام الحافظ عماد الدين أبو الفداء ابن كثير ولد سنة 700هـ .

نبذه عن حياته : لازم الحافظ المزي وقرأ عليه تهذيب الكمال وصاهره على ابنته وهو من أخلص تلاميذ ابن تيمية وأشدهم اتباعاً له في آرائه الفقيهة والتفسيرية كان يفتي في مسألة الطلاق بالثلاث بلفظ واحد توفي سنة 774هـ .

منهجه :
تفسيره من أجل التفاسير جمع بين التفسير والتأويل والرواية مع العناية التامة بذكر الأسانيد .

خصائص هذا التفسير العظيم:
- يفسر القرآن بالقرآن
- يعتبر نسيج وحده في التنبيه على الإسرائيليات .
س/ كيف وصلت الإسرائيليات إلى كتب التفسير ؟
ج/ وصلت عن بعض الإسرائيليين لما اسلموا كانوا ينقلونها .

ج- كتاب[ تفسير مفاتيح الغيب ]:
مؤلفه :
فخر الدين عمر الرازي المشتهر بخطيب الري الرازي ولد سنة 543هـ

نبذه عن حياته : كان الإمام من كبار أهل العلم بالأصلين ( أصول الدين وأصول الفقه ) ومن كبار علماء الكلام على مذهب أهل السنة ثم تعرض لآراء الفلاسفة في قدم العالم فناقشهم .

قيمة تفسيره العلمية :
أنه من أجل التفاسير وإن طال في الاستدلال و من مميزاته أنه يكاد يخلو من الإسرائيليات .


يتـــبع . . .