[ذكرى مؤلمة]

قبل البداية هذه قصة حقيقية وليست ضرب من الخيال... فأطرافها معلومين لدي


هي كمثيلاتها من الفتيات.. لها طموحها في الحياة العلمية والعملية..
بدأت بدراستها من فصولها الأولية وحتى حصلت على البكالوريوس بامتياز...
وأصبحت مربية أجيال..فحصلت على حلمها الوظيفي
وبداء لها حلم اخر كما من هم في عمرها..
حلم كل فتاة تتمناه..
وهو حلم ربما يكون بعد تحقيقه إما سعادة أو تعاسة..
حلمت بأن تلبس ذات ليله فستانها الأبيض.. وان تعيش فرحت العمر..
إن تلتقي بالشخص الذي يحقق أمنياتها.. أن تلتقي بفارس أحلامها..
وشاء القدر وتحقق الحلم.. عاشت هذا الحلم حقيقة ودخلت عش الزوجية...
ومرت الأيام والشهور.. وبدا اقتراب قدوم ضيفهم الموعود..
اقترب اليوم الذي تحتضن مولودها الأول.. تطرب مسامعها بكلمة ( ماما )...
واقتربت ساعة الصفر... وأجريت لها عملية ولادة قيصرية..
ورزقت بمولودة أشبة بالملاك.. ولكن.. كان حلمها هذا هو احلم الحقيقة الضائع..
فقدر الله وما شاء فعل..
وبغلطة بسيطة وبدون مبالاة من أخصائية التخدير.. فقدت هذه الفتاة الأكسجين..
ما تسبب لها بتلف في جميع خلايا المخ...
فذهبت أحلامها مهب الريح... وقبل هذا فقدت صحتها..
وإنحرمت من مشاهدة طفلتها.. واحتضانها..
ولكن المصيبة الأعظم من هذا.. بأن شريك حياتها تخلا عنها..
وذهب ليعيش حياته دون مبالاة..
ذهب يبحث عن إنسانة أخرى وترك من ضحت بالغالي والنفيس من أجله..
فلا احد يمنعه من ذالك.. فقد كفلت له الشريعة التعدد..
ولكن ليقف بجانبها كما وقفت معه..
ولم يقتصر على هذا الفعل..
بل سلب حقوقها المادية التي كانت تتقاضاها من تربيتها للأجيال..
وسلب مقتنياتها الثمينة.. وتركها على حالتها دون إحساس..
فبقيت على حالها هذا ولا زالت إلى يومنا هذا..
فهي ترقد حاليا على السرير الأبيض بإحدى مستشفيات المملكة..
مكملة لــسنتين وثمانية أشهر وخمسة أيام..
ولكن...
الأمل بالله كبير كي تعود تمارس حياتها الطبيعية..
وتحقق حلمها باحتضان ابنتها التي لا تعلم من أمها إلى ألان..
فاسأل الله العظيم رب العرش العظيم بأن يشفيها ويمتعها بالصحة والعافية..

انتهى... و عذرا على الإطالة..