عرض مشاركة واحدة
منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
  #1  
قديم 08-01-2010, 01:36 PM

خط من الضوء خط من الضوء غير متواجد حالياً

جامعي

 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
نوع الدراسة: إنتساب
المستوى: الثالث
الجنس: أنثى
المشاركات: 81
Lightbulb حديث الجمعة : القضية المعلقة



حديث الجمعة
( القضية المعلقة )
هل نعتقد أننا اليوم بخير ونسلم منها ؟
وهل جدران منازلنا وأزقة شوارعنا ستخلو
من خربشات هذا العبث يوما ما ؟
هل سيأتي اليوم الذي سنضع فيه حدا لهذه القضية المعلقة؟
أسئلة أطرحها على نفسي وأنا أطلق معها زفرة طويلة
وعلامات استفهام كبيرة أرسمها أمامي كل ليلة وأنفر منها
مع أن الله عز وجل فصل بها ووضع لنا الحكم النهائي لها
فمع ذلك وفوق كل ذلك بقيت قضية لا منتهية لأشخاص
لا يحتفظون بعهد لأحد ولا بإخلاص ولا باحترام حتى لأنفسهم
ولا يعنيهم المنطق والحقيقة ولا المصداقية ولا الشرف
مرضى ومتناقضون حتى مع ذواتهم
هم مجرد حدث وصرخة لكنها تبقى
صرخة متبجحة صاخبة و مزعجة لذلك متلاشية
فنحن في وسط عوالم مضطربة تموج بالمطامع
امتهنت فيها كرامة الإنسان
حين حولت العدل إلى ظلم وطمست النهار بغيومها السوداء
من سيقرئني الآن لن يستشعر هذه الكلمات
إلا إذا عرف معنى ألم تلك اللسعات من هؤلاء الأفاعي
الذين يختبئون حولنا ويخرجون لنا زاحفين من أماكنهم في القاع
فلن يُعرف معنى الجوع إلا من ذاق قرصة الجوع الحقيقية
وهناك الكثير ممن تجرع كؤوس الظلم والمآسي والأوجاع
وذاق مرارة الاستبداد
وأدراجنا وأوراقنا وذاكرتنا لا تسلم فهي ممتلئة ومثقلة بسجلات
تكشف الكثير من أسرار ثورة هذه السطور
وما تقف عليه من نبذ واستنكار لهذا الظلم
ولن أقف على قضية واحدة فالظلم قناع واحد
لكل تلك الوجوه التي تخفي تشوهاتها
وتاريخنا حافل بآثار هذه السياط التي قصمت ظهور الكثير من خلال
الضربات الموجعة التي تلقتها منذ لحظة وجودها على الأرض
فالزمن مع الأسف وعاء يحمل كل تصرفات البشرية
ولكن يبقى السؤال لماذا لا يعيد المظلوم قراءة التاريخ وبعض حقائقه
فأكثر هذه الحقائق جديرة بالوقوف وتحتاج إلى نقاش
لتتحول قدرة الصمود في الإنسانية إلى ما يشبه الفتيلة الموقوتة
الثورة على الظلم مطلوبة وهي حلم يصحو عليه جميع الشعوب
فالتغني صباح مساء بالفضيلة والنقاء وخلو مجتمعاتنا من هذا العفن
لن يحدث التغيير الذي لطالما حلمنا به جميعا وهو السلام والعدل
والسلام والعدل حقان مشروعان لكل البشر
عليه المطلوب الثبات والتمسك أمام هذه الرياح القوية
فالتراجع والتهاون والضعف أمام الظالم والخوف منه
لن يزيده إلا تعنتا وإصرارا على ظلمه
ولن ينسى هذا العملاق الفاشل أن اليوم له وحده ولكن غدا هو للمظلوم
فهو ليس وحده الذي سيقف أمامك لأن هناك قوة أخرى خفية سترافقه
من فوق سبع سموات حتى أبوابها ستبقى مشرعة في وجهه ليل نهار
وانه مهما تغطرس وطغى وانتفخ وتضخم وعلا
شكة واحدة ستحوله من شئ إلى لا شئ يسحق
فمن الغباء لو تصور أنه متربع على عرش الإلوهية
وانه القوي والقادر والدائم
فالقوة والقدرة والديمومة هي من صفات الله وحده فقط
وليست من صفات البشر
دائما ما ابتسم واستعيد توازني عندما أتخيل أشباح دعواتنا
تحوم فوق رؤوس هؤلاء ليل نهار
تنغص عليهم نومهم وتلاحقهم بقية نهارهم وتختبئ لهم في كل مكان
صدقا فلا ظالم يستطيع أن يحيا وينام قرير العين
فهذه حكمة وعدالة الله في الأرض
مهما كان حجم الظلم وحجم الألم ثق بالله جيدا فهو معك
ونم ملئ عينيك متمسكاً فقط بدعواتك وباحتسابك إليه
أما قضية الظلم هذه مازالت مع الأسف معلقة والزمن لا يتوقف
ترى ألم يحن الوقت بعد للحذر من التمادي في الظلم
ألم يحن الوقت بعد في إعادة النظر ملياً في مواقفنا
وفي الكثير من أساليب حياتنا
وترويض وقمع ذلك الدكتاتور الصغير القابع في دواخلنا
كي لا نتحول فيه من دعاة إلى مدعو عليهم
بقلم الكاتبة إيمان عبدو 1431
رد مع اقتباس