[جوزائيه]

^
^
حقيقة حجم الشيعة في المملكة العربية السعودية

كان الشيعة ولايزالون يمثلون أقلية منبوذة في جميعأطوار التاريخ، يقول المؤرخ الشيعي المعاصر "كمال السيد" في معرض تحليل بعض جوانب قضية الغيبة الكبرى عند الشيعة : (وبالرغم من بقاء الشيعة وعلى مدى قرون طويلة أقلية، لكنها أصبحت أقلية لها كيان.. ) ([1])، وهذه حقيقة لايتطلب إثباتها سوى نظرة سريعة للتاريخ الإنساني، كما أن تعدادهم في جميع أنحاء العالم حسب أكثر المصادر مبالغة لايتجاوز 11 % من نسبة المسلمين([2])، هذا مع أن هذا المصدر خلط النصيرية والدروز والزيدية والإسماعيلية مع الشيعة الإمامية، وهذا خطأ فاحش، وإذا تم استبعاد الدروز والنصيرية والإسماعيلية والزيدية فإن النسبة التقريبية لاتزيد عن 8% ، مع أن هذا المصدر قد بالغ في أعداد بعض الشيعة كما في العراق وإيران وغيرها، وبالغ في عدد النصيرية في تركيا.
وإذا أخذنا نسبة الشيعة في السعودية فإننا نجد المصدر السابق يجعلهم 3.3% ، وفي دراسة صادرة عن مركز راند الأمريكي جعلهم 5% ([3])، بينما بالغت بعض المصادر الشيعية حتى أوصلتهم إلى 15% وهذا خطأ محض، لأننا إذا نظرنا للموضوع من زاوية علمية؛ سنجد أن الشيعة يتركّزون في المنطقة الشرقية من المملكة، ومنهم أعداد محدودة في المدينة وبعض القرى التابعة لها، وحسب الإحصاءات الرسمية فإن عدد جميع سكان المنطقة الشرقية يبلغ ما نسبته 15% من سكان المملكة، كما أن المنطقة الشرقية تُعدّ من مناطق الكثافة المنخفضة جداً وفيها تقل الكثافة عن شخصين لكل كيلو متر مربع([4])، ونحن نعلم أن تواجد الشيعة في الشرقية يتركز في محافظة القطيف (التي يبلغ عدد سكانها سنة وشيعة 98.920 شخصاً فقط)، ومحافظة الأحساء (التي يبلغ عدد سكانها سنة وشيعة 225.847 شخصاً )، وبعض القرى والهجر التابعة لهما، أما سائر مدن ومحافظات المنطقة الشرقية فهي سنية وفيها بعض الشيعة، وعلى هذا فالشيعة حسب أعلى التقديرات والتي تروج لها المصادر الشيعية أنه 15% ، فإذا قارنا هذه النسبة بمجمل نسبة المنطقة الشرقية لسكان المملكة تصبح نسبة الشيعة 2.25% تقريباً من سكان المملكة، وهذا قريب من النسبة التي تقدمت، أما لو نظرنا بحسب تقديرات أخرى فالشيعة في الشرقية يمثلون 10% من سكان الشرقية، وهذا يعني أنه بالنسبة لسكان المملكة لايزيدون عن 1.5% .
أما الشيعة في المدينة المنورة فلم نجد إحصائية رسمية ولاتقديرية علمية لهم، لكن يمكننا استنتاج نسبة تقديرية بناء على المعطيات الديموغرافية الواقعية بالأسلوب العلمي([5])، فالشيعة في المدينة يتركزون في أربعة أحياء صغيرة وقديمة: (حي الشريبات، الجزء الجنوبي الشرقي من حي العوالي، الجزء الشرقي من الحي الواقع جنوب مسجد قباء، حارة النخاولة) وأكثر تلك الأحياء كثافة شيعية هي ما يسمى حارة النخاولة وهي منطقة صغيرة تقع جنوب المسجد النبوي، وعدد أحياء المدينة (110 أحياء)، ولو حسبنا نسبة مساحة تلك الأماكن الأربعة مجتمعة إلى نسبة مساحة أحياء المدينة لوجدنا أنها تمثل ما نسبته 3.63% ، وإذا علمنا أن المدينة من مناطق الكثافة المنخفضة، وأضفنا لذلك أن تلك الأحياء الأربعة يسكنها شيعة وسنة إلا أن نسبة الشيعة أكثر، وعلى ذلك فلايتجاوز عدد سكان تلك الأحياء من الشيعة 25000 نسمة على أعلى تقدير، وهو ما يمثل ما نسبته 2.3% من سكان المدينة المنورة البالغ عددهم حسب الإحصاءات الرسمية لعام 1425هـ (1.047.000 شخصاً، منهم 314.100 غير سعوديين)، أما سكان قرية أبوضباع وهي إحدى القرى التابعة لمنطقة وادي الفرع البالغ عدد سكانها بموجب الإحصاءات الرسمية لعام 1425هـ (21.157)، وعدد سكان قرية أبوضباع (4.289 نسمة) وأغلبهم شيعة، فإذا أضفنا نسبة شيعة المدينة مع شيعة المنطقة الشرقية؛ فقد تصل نسبة الشيعة في السعودية إلى 2% من مجمل عدد السكان السعوديين، وهذا أقرب للواقع المشاهد .

([1]) انظر: نشوء وسقوط الدولة الصفوية، إيران، قم، 1426هـ، (ص76).

([2]) انظر موقع (http://islamicweb.com).

([3]) انظر: التجمعات الشيعية في العالم العربي، كتاب الراصد3، مجلة راصد، 2003م، (ص 31).

([4]) انظر: سكان المملكة العربية السعودية، د.السيد خالد المطري، الدار السعودية للنشر، 1419، (ص72و82).

([5]) اعتمدنا في هذه الدراسة الديموغرافية للمدينة على: الخرائط والتوضيحات التي أعدتها أمانة المدينة ونشرتها في 1426هـ، ومشروع دراسة المخطط الإقليمي لمنطقة المدينة المنورة1420-1430هـ، وسكان المملكة، د.السيد المطري، ملاحظات ومدونات الباحثين المهتمين من أهل المدينة المنورة