عرض مشاركة واحدة
منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 24-11-2010, 01:02 PM   #77

عَـبْدالعَزِيز الهَاشِمي ™

BARBAROUSSA

الصورة الرمزية عَـبْدالعَزِيز الهَاشِمي ™

 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
نوع الدراسة: إنتظام
المستوى: متخرج
الجنس: ذكر
المشاركات: 2,376
افتراضي رد: الـغـزو الفـكـري : أهـدافـه , وكشف أساليبه... طرق المواجهة والحل... ( مـتـجـدد)

أسس مقاومة الغزو الفكري


إن هناك أُسُساً لا بد منها حتى تكون المقاومة للغزو الفكري مُجْديةً وفعَّالةً ، وأشير إلي بعضها بإيجاز فيما يلي :

أولاً : لابد من الاعتراف :
إن حتمية الواقع تفرض علينا أن نعترف أولاً وقبل كل شئ بوجود المشكلة وخطورتها ، ومدي تأثيرها فينا ، لابد أن تعترف ، وإن كان الاعتراف سيؤلمنا ، بيد أن ذلك الاعتراف أول درجات المقاومة ، تماماً كما يمثل الاعتراف بالمرض والحاجة إلي العلاج الخطوة الأولي في طريق الشفاء .


ثانياً : إخلاص النية لله U :

إن أي عمل يقوم به المسلم يجب أن يكون خالصاً لله U ، قال I:}قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين (162) لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين{
" وحقيقة الإخلاص : التبرّي من كل ما دون الله ـ تعالي ـ وهو أن يقصد المسلم بقوله وعمله وجهاده كُلِّه وجه الله ، وابتغاء مرضاته ، وحسن مثوبته ، من غير نظرٍ إلي مغنم أو مظهر أو جاه أو لقب أو تقدُّم أو تأخُّر ، وبذلك يكون جندي دعوة وعقيدة ، لا جندي غرض ومنفعة .
ويجب أن يُعلم أن مقاومة الغزو الفكري ضربُُ من ضروب الجهاد ، فيجب أن يكون جهاداً في سبيل الله ، وابتغاء مرضاته ، خالصاً لا تشوبه النوايا الفاسدة التي يقع فيها البعض لدي التصدي للفكر الدخيل ، كالمقاومة بدافع العصبية أو القومية أو الجنسية أو الوطنية ، ومثل هذه الدوافع .
والإخلاص في مقاومة الغزو الفكري يقتضي " أن يتوجه النقد إلي أي أثر من آثار الغزو الفكري الموجود بالمجتمعات الإسلامية دون مجاملة لهذه المجتمعات ، وأقول هذا ، لأن كل مجتمع إسلامي يحب أن يُمدح فقط ، وقد يكون فيه من البلايا ما فيه .
يجب أن نضع في الحساب أن أي مجتمع إسلامي هو مجتمعنا دون عنصرية أو إقليمية أو قومية أو حزبية ، وبهذا نستطيــع أن نتمكن من المواجـهة ، وتقديم النصيحة .

فبالإخلاص يُنال الأجر من الله ، ويظفر بالتأييد الإلهي الذي يؤدي حتماً إلى النصر .

ثالثاً : التحلي بالصبر والتقوى :
إن الصَّبْر " من أبرز الوسائل التي يحتاج إليها الدعاة في طريق دعوتهم ، ومن أعظم الطرق الموصلة إلي النجاح . ولابد أن يكون الصبر مُغَلّفاً بتقوى الله .
لذا فقد أمر الله U عباده عامة بالصبر والتقوى فقال :}يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون {

كما أمر رسوله e خاصَّة بهما فقال :}فاصبر إن وعد الله حق00{

وعندما أشار الحق U إلى كراهية الخصوم ، وما تنطوي عليه قلوبهم من الحقد ، والكيد للمسلمين ، قال :}0000وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئاً إن الله بما يعملون محيط{
والمعنى :استعينوا علي كيد العدو بالصبر والتقوى .

رابعاً : التخطيط الواعي :
ويراد به : وضع الخطط والنظم ، ويقابله الفوضى والارتجالية فيها ، وقد يكون التخطيط كاملاً أو قاصراً ، متقناً أو غير متقن .
ومعركة المقاومة للغزو الفكري المعادي تحتاج إلي التخطيط الواعي ، والتنظيم المحكم ، لأنه يُدبَّر له في أعتي عواصم العالم ، وتوضع له أحكم الخطط المبنية علي دراسات وتقارير عن كل بيئة ، وكل بقعة من بقاع العالم الإسلامي المراد اختراقها أو غزوها ،وإذا لم نكن أكثر منهم تخطيطاً وتنظيماً فلا أقل من أن نكون مثلهم ، فتكون مقاومتنا مدروسة ومنظمة ، وملائمة لأحوال من نبتغي حمايتهم ، وذب أخطار الغزو الفكري عنهم .
" وحتى يؤدي التخطيط وظيفته ، ويؤتي أكله ، لابد من ملاحظة بعض الضوابط والتوصيات ، من ذلك :
1-أن يكون التخطيط من أهله : وأهلهُ هم أهل الاختصاص والكفاءات العلمية والعملية في مختلف جوانب الحياة .

2-أن يكون التخطيط جماعيّاً : بعيداً عن التفردات الشخصية والجماعية ، بأن يجتمع معظم الدعاة من علماء ومفكرين في مختلف المجالات الدعوية ، ويختاروا نخبة منهم تتفرغ لهذه المهمة ، يمدونها بآرائهم واقتراحاتهم ، ليضعوا الخطط اللازمة .
3-أن يكون التخطيط متعقلاً : فلا يُبني علي ردود الأفعال والعواطف ، بل يُنظر فيه إلي المستقبل ، بعيداً عن الآنية والتعجُّل .
4-أن يكون متوازناً : يحقق انسجاماً بين الواجبات والإمكانات ، فلا انسياق مع الواجبات مع الغفلة عن الإمكانات ، ولا وقوفاً عند الإمكانات المحدودة وجموداً عليها.
5-أن يكون منضبطاً بالأحكام الشرعية : فلا يخالف حكماً شرعياً ، وأن يكون مقتبساً من منهج القرآن والسنة النبوية .
إلي غير ذلك من ضوابط يلحظها العاملون ، ويؤكدها الواقع الأليم .
هذا وسوف تتضح لنا أمور في غاية الأهمية عند الاشتغال بالتخطيط، وذلك مثل:
أ-عدم الاكتفاء بوسيلة واحدة في المقاومة ، وإنما تكون الحاجة ماسة إلي التنويع ، والاستعانة بكل الوسائل ، لأن ما يناسب بيئة ما من الطرق والوسائل قد لا يناسب بيئة أخري .
ب-محاربة الأعداء بنفس أسلحتهم التي يحاربوننا بها ، والعمل علي تجسيد الفكرة الإسلامية من خلال الوسائل المتنوعة التي يستغلها الخصوم في تجسيد الفكرة المعادية .
فمثلاً : في مقابل انتشار المدارس التنصيرية ، يجب التوسع في إنشاء المدارس الإسلامية ، وفي مقابل انتشار الجامعات التغريبية ، يجب التوسع في نشر الجامعات الإسلامية ، وفي مقابل استغلال الخصوم لأعمال البر والتطبيب ، والجمعيات الخيرية ، يجب التوسع في إنشاء مثل هذه الجمعيات من قِبَل المسلمين ، خاصة في أفريقيا والمناطق الفقيرة ، " وإذا كان للتبشير مؤتمرات دولية ، ومعاهد علمية ، وجمعيات تبشيرية ، فلماذا لا تكون للمسلمين مؤتمرات للدعوة والمواجهة ؟.
وهنا ربما يقول قائل : للمسلمين مؤتمرات للدعوة كثيراً ما سمعنا وقرأنا عنها ، نعم للمسلمين مؤتمرات ، ولكن الناس يجتمعون فيها لينفضوا ، فهي تساوي مظاهرة في الشارع ، فيها تصفيق وكلام ، ثم يدخل كل واحد بيته بلا فائدة تعود عليه ، أو علي الأمر المتظاهر حوله .
نحن نريد مؤتمرات لا تكون توصياتها وقراراتها حبراً علي ورق ، وإنما نريد عملاً يُعمل في دقة وتخطيط .
ج-ضرورة المقاومة العملية ، وعدم الاقتصار علي الكلام والنظريات ، فأعداء الإسلام يعملون ليل نهار ، وإذا رغبنا في مقاومتهم فلابد أن يكون عملنا أكثر من عملهم ، وتحركنا أسرع من تحركهم .
إن المقاومة تحتاج إلي تخطيط وتنظيم ، فإذا ما فعلنا ذلك ، كان ذلك بداية في طريق طويل .


خامساً : التحصين الشامل :
إن الراعي الحكيم هو الذي يقوم بحراسة مرعاه ويؤمنه من جميع الجهات ، ولا يكون من الذين يحرسون جانباً ، ويهملون آخر .
وفي عملية المقاومة للغزو الفكري لابد من إيقاف السيل الفكري الجارف ، وإقامة السدود أمامه ، وتحصين الأمة منه بكافة قطاعاتها ، وفئاتها ، وأعمارها ، فيشمل: العمال ، والفلاحين ، والمتعلمين ، والأميين ، والرجال ، والنساء ، والشباب ، والشيوخ ، وهكذا .
فإذا أوقف الغزو الفكري المدمَّر ، وأُحكم سدُّ الثغرات والمواقع التي يتسلّلُ منها إلي قلب الأمة ، أمكن حينئذ معالجة الآثار التي خلَّفها ذلك الغزو في فترات تسلله ، وبغير ذلك يكون الدوران في حلقة مفرغة .
"وقد يتصور البعض ـ وببساطة وسذاجة ـ أن مقاومة الغزو يمكن تركيزها في مرحلة عمرية معينة ، ولتكن الرجولة أو الشباب مثلاً .
بيد أن هذا التصور تعوزه الدقة ، ويفتقد الرؤية الصحيحة ، فالغزو أصلاً جهد متواصل ، متواكب الحلقات ، متكامل الفصول ، ومقاومته ينبغي ألاَّ تقل عن ذلك بل تتجاوزه وتتحداه .
فما معني أن نحاول تحصين الشاب المسلم والمسلمة ، بينما الغزو استهدفه منذ ميلاده ، وحاصره إعلامياً وثقافياً وتعليمياً ؟
إن المقاومة الصحيحة لا تتوقف عند حد تحصين فئة ما من فئات المجتمع ، بل لابد من أن تمتد لتدرأ الغزو علي كل الجبهات ، وكافة المستويات .

سادساً : المقاومة الإيجابية :
وذلك بأن نستشف من الفكر الوافد والحضارة الغربية المفيد والصالح لنا ، والموافق لمبادئنا وقيمنا الإسلامية ، وأن نتصدى للمسئ والمخالف والمتناقض فيها .
تلك هي الطريقة المثلي ، وذلك هو السبيل المتحضر للتصدي للهجمة الفكرية الوافدة.


سابعاً : المقاومة الجماعية :

" ومن الأسس اللازمة لنجاح مقاومة الغزو الفري ، أن تكون المقاومة جماعية وعامة علي مستوي العالم الإسلامي ، فتتعاون فيها الأقطار الإسلامية جميعاً ، وكذا الحكومات كلها ، والمؤسسات الرسمية والشعبيـة في المجتمع ، والعلماء ، والأفراد ، والبيت ، مع ضرورة تنسيق الجهود لتتكامل في أداء مهمتها .
ومن الواضح أن العالم الإسلامي كله مستهدف ، فلا معني والحالة هذه لأن تواجه حكومة أو قطرُُ ما ، الغزو ، بينما تفتح أخري له الأبواب .
ولا جدوى من أن تتصدى الأسرة مثلاً للغزو ، وتحصن منه أبناءها في حين تكون أجهزة أخري كالإعلام والتعليم ـ مثلاً ـ وسيلة من وسائله ، أو بوقاً من أبواقه ، ينعق بالفكر المعادي صباح مساء ، كنعيق البوم في الخرائب !!! إذ يصبح الأمر حينئذ كمدينة أراد أهلها تحصينها ضد هجمات الأعداء ، فسدوا كل الثغور ، وأوصدوا كل الأبواب والمنافذ ما عدا بعضها تركوه دون إغلاق أو حراسة ، حتى إذا رام أعداؤها اقتحامها لم يجدوا مانعاً يمنعهم من الولوج إليها ، والتغلغل فيها عبر تلك المنافذ المهملة .
أفتري أن تحصينهم لباقي الثغور ، وسدهم لباقي الأبواب أغني عنهم شيئاً إذا أهملوا بعضها ؟!! .
إن الواقع يؤكد أنه " لا فائدة من مواجهة الفكر الاستشراقي والتبشيري في الوقت الذي نجد فيه أجهزة الإعلام تمور بكل ما هو مخالف للإسلام من عري ، وخلاعة ، وتقاليد غربية .
فلابد أن تتكاتف جهود الجميع من أجل مقاومة فعالة للغزو الفكري .

ثامناً : توزيع الأدوار :
وحتى تكون المقاومة مجدية وفعالة لا بد من توزيع الأدوار ، بحيث يعرف كل منا دوره وواجبه في المقاومة ، ووسائل وأساليب أدائه والقيام به ، ثم ينهض فيؤدي ما هو مطلوب منه دون كسل أو تواكل ، ويعد نفسه أنه يقف علي ثغرة من ثغور الإسلام ، فلا يؤتين من قبله .

هذه هي أهم الأسس اللازمة للانطلاق إلي مقاومة مجدية وفعالة .

وللحديث بقية . . .

 


التعديل الأخير تم بواسطة عَـبْدالعَزِيز الهَاشِمي ™ ; 24-11-2010 الساعة 01:06 PM.
عَـبْدالعَزِيز الهَاشِمي ™ غير متواجد حالياً