والله لم تقولي سوى الحق , مسست ِ الجرح يا صديقة
تمكن منا اليأس لدرجة أننا توقفنا عن الشكوى والكلام الطويل , لأنا نعلم علم اليقين أن لا أحد سينظر في شكوانا ومسئلتنا
ولن يهتم لها أصلا , أبسط حقوقنا نقدم لأجلها ( المعاريض ) وكأننا نتوسل الصدقات !
بالنسبة للعبارة التي علقت على باب دورات المياه ! أستعجب صراحة من " كمية الوقاحة " هذه ؟ !
لنفترض أنه مجرد تهديد , أمن اللائق مخاطبة فتيات راشدات بهذه العنجهيه وقلة التهذيب !
أين نحن بالله عليكم ؟ لو كنا في مكان آخر ( دولة أخرى ! ) لكان من حقنا الشكوى على مثل هذا التصرف القبيح وسيعاقب من فعله ! دورة المياه يا سادة هي من أبسط حقوق البشر ! وهي ما يميزهم عن الحيوانات إن لم تكونوا تعلمون ..
الأسبوع المنصرم تعرضت لظلم شديد وأنا لن أحكيه هنا حتى لا أتضرر وطالبات مجموعتي خاصة أني إن قصصته لكم سيطول بقية الزميلات الضرر , طوال مراحلي الدراسية كنت طالبة مجتهدة ومتفوقة والجميع يعاملني باحترام وتقدير كبيرين ولم " يمسخرني " أحد بهذه الطريقة على سبيل النقد ! والخطأ لم يكن مني بتاتا ويشهد الله أني قمت بعملي على أكمل وجه ! بقية الدوام كنت أشعر بحرقة شديدة في قلبي وحين عدت للمنزل واستلقيت على سريري والله لم أشعر سوى بالدموع تلسع خدي وتبلل قميصي بغزارة ! حسبي الله ونعم الوكيل وكفى , فعند الله لا تضيع الحقوق , إن أجحف حقي وسلبت مني درجات هي من تعبي وجهدي بسببها , سنلتقي يوم القيامة وسيحكم بيننا الله ..
أنا لن أسهب في الحديث عن المشاكل التي ذكرتيها يا غاليتي وبقية الصديقات الذين لفتوا النظر لمشاكل أخرى تحبط المرء حقيقة ! وإن تحدثت حديثي سيطول من مشاكل دورات المياه والقاعات المتكدسة والكراسي المتنقلة والمكتبة والأستاذات الذين يتغيبون ويطلبون من الطالبات تسجيل الحضور والغياب ! نعوذ بالله أن نكون من المتغطرسين ! واللاب توب الذي صدقت طموح سارة بقولها وكأننا حين ندخله سندخل قنبلة نووية ستفجر المكان ! تركيز على سفاسف الأمور وإهمال للأمور الجوهرية المفصلية وهذا إن دل على شيء يدل على أن الوضع عصي على الإصلاح والتغيير , الوضع من أساسه خطأ ! الكافتيريا لا تليق بطالبات جامعة وطاقتها الإستيعابية لا تكفي لطلاب روضة , والأكل داخل المبنى ممنوع , نأكل في الجو مثلا ؟
فقط نريد مسار اضطرابات التواصل ولن يفتح بسبب عدم جاهزية المباني ! لو كنت في دولة إمكاناتها المادية ضعيفة كمصر مثلا فسأقول : احمدي ربك فتحوا لك التخصص , لكن أن نكون في المملكة وفي جامعة المؤسس والسبب هو عدم جاهزية المباني هذا أمر مثير للبكاء \ الضحك \ اليأس ( المضحك المبكي) !
لماذا نحن في كل مؤسساتنا الحكومية نعاني من تعسر أمورنا وتهميش طلباتنا وبطئ تنفيذ حقوقنا ومطالبنا ! لماذا حين يفكر الواحد منا \ صاحب الحق باسترداد حقه أو طلبه يحمل في قلبه هما كبيرا ويردد كل أدعيه الهم والكرب وكأنه سيدخل في حرب !
وإن تحدثت عن التعامل بتعالي وإجحاف وعدم تقدير للطالبة فالحديث سيكون ذو شجون !
يجب أن يعي المصابون بداء الغرور والنرجسية وكأنهم اخترعوا الذرة وغيروا مجرى التاريخ , أن العلم يزيد إيمان المرء بربه ويزيده تواضعا ويرقي أخلاقه , العلم أخلاق وتطبيق ..
صدقيني في قلبي كلام كثير وددت قوله والتنفيس عن حرقتي ولكن :
لقد أسمعت لو ناديت حيا , ولكن لا حياة لمن تنادي !
اللهم لا تجعل حاجتنا في أيدي أناس لا تُقَدر ..