قراءة في الوعي ,,

[Da Vinchi]

يمكن حصر أهم ما يشكل الوعي الثقافي في (( العلاقات الاجتماعية والسياسية والايديولوجيات )) في ما يعرف بـ بيانات الوعي ..
وباختلاف كمية هذه البيانات تظهر لنا عقليات تختلف في درجة الوعي ..فكلما زاد الرصيد الكمي من البيانات زاد الوعي بدرجة أو بأخرى ..
وهنا تظهر لنا اشكالية مفادها .. هل يدرك الوعي الثقافي ذا الرصيد الأقل بيانيا ما يطرحه الوعي الأعلى درجة بيانيا ..
ومن زاوية أخرى ..
وفي ذات الوقت هل نتوقع أن يعي ما قد يطرح عليه من توجهات جديدة عليه لا يمكن لوعييه الثقافي
أن يدركها نظرا لقلة بيانات الوعي لديه والمتوافرة في الوعي الأعلى ثقافة ؟!
وقد تتجسد هذه المسألة في التساؤل التالي ..هل يدرك الغبي أنه غبي من تلقاء نفسه ؟!

فالأذكياء يبدون أغبياء عندما ينتهجون أفكار ومعتقدات غير تلك الثابتة المعتادة المكررة بالمجتمع ..
لعدم توفر ذات الأدوات لدى العقلية الغالبة في المجتمع والتي انتجت هكذا أفكار جديدة عليه ( المجتمع ) .. وقد قيل الجنون حكم الأغلبية ، بمعنى لو اتفق مائة فرد على أن ما أمامهم لونه أصفر وخالفهم فرد واحد فسيكون في حكم الأغلبية أعمى .. أي مجنون !
قد يكون هذا التصرف مقبولا في مجتمع مغلق تدارى عنه الحقيقة.. فحينها تصبح الحقيقة هي ما يعتقده الاغلبية أنه حقيقة..أما في عصر الإعلام والعولمة المفتوحة .. فالحقيقة متوفرة أمام من أرادها.. ولا يتجاهلها الا كل مقتنع بجهله..

فمن شبه المؤكد ان تتقارب بيانات الوعي للعقليات التي تسكن ضمن نطاق معين ..داخل نفس البيئة - المجتمع .. ولكن لا يمكن اعتماد ذلك لتعميمه على جميع العقليات والأخذ به كقاعدة وقانون عام ..فنحن الآن نعايش ثورة معلوماتية .. تجعل من السهل الحصول على بيانات ومعلومات من خارج ذات النطاق الضيق الذي تتفرع منه العقليات المتقاربة ..
بل ما أشهده أنا - برأيي المتواضع - هو تقارب الثقافة العالمية التي تتمحور حول الانسان والفكر والوعي .. فالعالم اصبح قرية صغيرة ..بغض النظر عمن يمتلك الحقيقة .. وهذا مجرد مثال توضيحي ..
ولكن حين نعمم ذات الفكرة على مستوى الصراعات الانسانية الفكرية ..
نجد أن الظاهرة ذاتها تتحقق ..
فقد وصف فريدريك نيتشه - فيلسوف ألماني - بالجنون والطريف انه اصيب بالجنون في آخر حياته فعرف بـ الحكيم المجنون .. لمخالفته المدارس الفكرية وقتها .. والآن يصار إليه الفضل في تأسيس مدرسته الجديدة التي قلبت موازين الفلسفة الحديثة ..
فحين يطلق مجموعة أفراد على شخص ما اوصاف كـ الغباء والحماقة والجنون لعدم إدراكهم ما يقول ..
فذلك لا يعني أنها الحقيقة .. بل لا يتعدى تأثيرها المفرقعات في الهواء ..
وفي نفس الوقت يجعلهم يسقطون في انحراف التأكد .. حيث يصل بهم الغرور والمكابرة باليقين لدرجة الانحراف الفكري والثقافي ..ويصبحون منفصلين عن العالم الخارجي كالأعمى والأصم ..
والأولى بهم .. ان يبدأوا في اختيار البيانات وتجميع المعلومات والأدلة لتأكيد المعتقدات ..
وهذا أفضل من الوقوف ضد الذكاء والوعي الأعلى درجة بـ عقل أقل وعيا ضعيف المعلومات ..
فهذا يظهر مدى السطحية التي لن يدركوها إلا بالارتقاء في سلم الوعي .. بعد حين !!


هذا ما لدي الآن ,, قد أعود ,, عسى الله أن ينفع بي ,,

[northstar]

فالأذكياء يبدون أغبياء عندما ينتهجون أفكار ومعتقدات غير تلك الثابتة المعتادة المكررة بالمجتمع ..


ذلك مااراه دوما
ولكن

التغير قادم

[الراقي]

تحية طيبه وأما بعد :

فكلما زاد الرصيد الكمي من البيانات زاد الوعي بدرجة أو بأخرى ..

وكلما زاد الرصيد البياني من الحشو الغير مقنن انتكست الفطرة و انصهر الوعي !

وفي نفس الوقت يجعلهم يسقطون في انحراف التأكد .. حيث يصل بهم الغرور والمكابرة باليقين لدرجة الانحراف الفكري والثقافي ..ويصبحون منفصلين عن العالم الخارجي كالأعمى والأصم ..

وهناك درجة أعلى من هذه وتؤدي الى ما هو أعمق من الإنفصال عن العالم الخارجي والخارطة المكانية وهي إجبار الفرد المنحرف انحرافاً تأكدياً اجباره لمحيطه على هذا الإنحراف والإستماته بقوة الخرافة والسلطة لإيقاف الإتصال والتلاقح الإنساني الفطري ..

والأولى بهم .. ان يبدأوا في اختيار البيانات وتجميع المعلومات والأدلة لتأكيد المعتقدات

كيف تطالب منحرف تأكيدياً بـ احداث تغيير ايجابي ؟

الأولى أن يتم تهميش معطياته الفكرية التي تغذيه معنوياً أمام الجمهور ..وفي حال تواجد قوة سلطوية بناءه من الأفضل أن يتم التعامل مع رأس الأفعى مباشرة ..

وهنا كلام مهم :
سانت سيمون المفكر الفرنسي صاحب نظرية التغيير الاجتماعي التي يعتقد انها فجرت معارف جديدة حول

الحراك المجتمعي وما يكتنفه من صراعات وعلاقة ذلك بالتغيير, يتصور ان التاريخ البشري يتميز بفترات التناوب و

التقدم. ويرى ان التاريخ البشري يتميز بخاصيتين: الاولى بناء اجتماعي وفكري يراد له

ان يعمل بتناغم, ثانيا يتبع ذلك نقدا ثوريا ثم تغيير..ويستشهد بحركة التنوير ( وهذا ملاحظ في السعودية النقد الثوري كــ مقدمة لإحداث تغيير اجتماعي )التي تبعتها الثورة

الفرنسية..وينظر سانت سيمون الى فترات التناوب التاريخية على انها مراحل تطور الذهن. فبينما الذهن يتطور فانه

يصبح متمكن من معرفة العالم العضري والاجتماعي وذلك راجع الي اعتقاده الى تعرضه للمكنوز المعرفي العلمي المتجرد

من التأملات والغيبيات المفترضة وبناء عليه فهو يعتقد ان الطبيعة والمجتمع يمكن فهممهما من خلال "المعرفة

الايجابية".


دمتَ بود


الراقي

[سوار العسل]

" كي تتجنب النقد ...

لا تفعل شيئا و لا تقل شيئا و لا تكن شيئا ! "

دافنشي قراءة جيّدة للوعي الجمعي السعودي .. نفع الله بعلمك وأجزل لك الأجر والثواب

[شــفــافـــة]

فالأذكياء يبدون أغبياء عندما ينتهجون أفكار ومعتقدات غير تلك الثابتة المعتادة المكررة بالمجتمع ..
^
^
اخيييييرا جا احد ينصفني

شكلي بطلع عبقرية << مصدقة نفسها

دافينشي...قراءة واعية ومنطقية
لكن حقاً مايحزنني هو أن هناك من يضل متمسكاً بأفكار ومعتقدات
أكل عليها الزمن وشرب ويريد أن يواكب بها عصر المعلوماتية ويستاء لو خالفته الرأي
كان الله في عونه
دت بود اخي دافنشي

[stan]

في هذا الوطن عش غبياً تعش سعيداً

[نووونه]

الغبي سيظل غبيً

لانه لايرى ابعد من انفه ...

بياناته ضيقه ,,, تفكيره محدود

الا ان رحمه ربي وارتقى مصادفه بنفسه ...

سيعرف اي غبي كااااااااان هو


تقبل مروري

[فتفوتة سكر]

مما يؤدي الى تضاءل الوعي في المجتمع هو الفهم المغلوط ( للوعي الاجتماعي )
فبعتقادهم انه مجموعة بيانات وعبارات تلوكها الألسن ولا تعيها عقولهم

..فكلما زاد الرصيد الكمي من البيانات زاد الوعي بدرجة أو بأخرى ..

ليس دوما ...
قد يؤدي زيادة رصيد البيانات داخل مسار اجتماعي مغلق الى هيمنة الافكار بالتالي تناقص الوعي

فالأذكياء يبدون أغبياء عندما ينتهجون أفكار ومعتقدات غير تلك الثابتة المعتادة المكررة بالمجتمع ..

لا نخفي ما يؤثره النقد على نمو الوعي الاجتماعي
فلولا فلاسفة التنوير ونقدهم لظلت اوربا تعيش في حالة الظلام التي كانت عليه

لكن يبقى الوعي الاجتماعي مختلفا وليس ثابتا تبعا لتغير المجتمع وتغير مفاهيمه


دافنشي
عرضك ممتع
بوركت ..

[Da Vinchi]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة northstar فالأذكياء يبدون أغبياء عندما ينتهجون أفكار ومعتقدات غير تلك الثابتة المعتادة المكررة بالمجتمع .. ذلك مااراه دوما ولكن التغير قادم

ضريبة التنوير وهي تضحية يقدمها دعاته ,,

هو قادم محمولا على أكتاف التنوير ,,
شكرا لك

[Da Vinchi]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الراقي تحية طيبه وأما بعد : تحية أطيب وكلما زاد الرصيد البياني من الحشو الغير مقنن انتكست الفطرة و انصهر الوعي ! في هذه اتفق معك ,, فالأمر يعود إلى نوعية ما يضاف إلى الرصيد ,, ومن يحتكر قنوات المعلومة ليشكل الوعي الناشئ كما يريد ,, مشكلة ! وهناك درجة أعلى من هذه وتؤدي الى ما هو أعمق من الإنفصال عن العالم الخارجي والخارطة المكانية وهي إجبار الفرد المنحرف انحرافاً تأكدياً اجباره لمحيطه على هذا الإنحراف والإستماته بقوة الخرافة والسلطة لإيقاف الإتصال والتلاقح الإنساني الفطري .. هنا يأتي دور المتحكم في حشو هكذا عقول ,, فتجده يحشو من جملة ما يحشو أفكار تجنيدية تدعو لفرض الرأي بنكهة الأمر كـ سلطة لا تقبل الرفض والتراجع ,, كيف تطالب منحرف تأكيدياً بـ احداث تغيير ايجابي ؟ الأولى أن يتم تهميش معطياته الفكرية التي تغذيه معنوياً أمام الجمهور ..وفي حال تواجد قوة سلطوية بناءه من الأفضل أن يتم التعامل مع رأس الأفعى مباشرة .. ربما وأقول ربما وهنا استهلك رصيدي من التفاؤل أنهم في لحظة مراجعة معتقداتهم التي حشيت عقولهم بها وغربلتها قد يعون ما هم فيه من انحراف ويستيقظون وتتغير توجهاتهم ,, فالبعض لا يملك حتى أدوات الحوار والإقناع وإنما ترديد ما اعتاد على ترديده ,, وهنا كلام مهم : سانت سيمون المفكر الفرنسي صاحب نظرية التغيير الاجتماعي التي يعتقد انها فجرت معارف جديدة حول الحراك المجتمعي وما يكتنفه من صراعات وعلاقة ذلك بالتغيير, يتصور ان التاريخ البشري يتميز بفترات التناوب و التقدم. ويرى ان التاريخ البشري يتميز بخاصيتين: الاولى بناء اجتماعي وفكري يراد له ان يعمل بتناغم, ثانيا يتبع ذلك نقدا ثوريا ثم تغيير..ويستشهد بحركة التنوير ( وهذا ملاحظ في السعودية النقد الثوري كــ مقدمة لإحداث تغيير اجتماعي )التي تبعتها الثورة الفرنسية..وينظر سانت سيمون الى فترات التناوب التاريخية على انها مراحل تطور الذهن. فبينما الذهن يتطور فانه يصبح متمكن من معرفة العالم العضري والاجتماعي وذلك راجع الي اعتقاده الى تعرضه للمكنوز المعرفي العلمي المتجرد من التأملات والغيبيات المفترضة وبناء عليه فهو يعتقد ان الطبيعة والمجتمع يمكن فهممهما من خلال "المعرفة الايجابية". دمتَ بود الراقي

إضافة أثرت الموضوع واستفدت منها كثيرا ,,

أشكرك (: