مقتبسات من كتاب تلبيس ابليس لابن الجوزي

[شيتوز]

مقتبسات من كتاب تلبيس ابليس لجمال الدين ابن الجوزي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرورأنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي
له، وأشهد أن لا إلاه إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
اما بعد ...
احببت في البدايه ان اكتب ايجاز مقدمة الكتاب لأيضاح مقصود الكاتب، ثم ادرج ما يقدرني الله على ذكره من الحكم والاقوال والأحاديث التي اوردها الكاتب العالم الجليل ابن الجوزي-رحمه الله- في كتابه، لتعم الفائده بإذن الله.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــ
المقدمه

"الحمد لله الذي سلم ميزان العدل إلى أكف ذوي الألباب . وأرسل الرسل مبشرين ومنذرين بالثواب والعقاب . وأنزل عليهم الكتب مبينة للخطأ والصواب وجعل الشرائع كاملة لا نقص فيها ولا عاب."

"اعلم ان الأنبياء جاءوا بالبيان الكافي، وقابلوا الأمراض بالدواء الشافي، وتوافقوا على منهاج لم يختلف . فأقبل الشيطان يخلط بالبيان شبها، وبالدواء سماً، وبالسبيل الواضح جرد اً مضلا."

"فابتعث الله سبحانه وتعالى محمداً -صلى الله عليه وسلم-فرفع المقابح، وشرع المصالح. فسار أصحابه معه وبعده في ضوء نوره، سالمين من العدو وغروره. فلما انسلخ نهار وجودهم. أقبلت أغباش الظلمات، فعادت الأهواءتنشئ بدعاً، وتضيق سبيلا ما زال متسعاً، ففرق الأكثرون دينهم وكانو شيعاً، ونهض ابليس يلبس ويزخرف ويفرق ويؤلف وإنما يصح له التلصص في ليل الجهل . فلو قد طلع عليه صبح العلم افتضح.
فرأيت أن أحذر من مكايده، وأدل على مصائده. فإن في تعريف الشر تحذيراً عن الوقوع فيه ".

"وقد وضعت هذا الكتاب محذراً من فتنه، ومخوفاً من محنه، وكاشفاً عن مستوره، وفاضحاً له في خفي غروره. والله المعين بجوده. كل صادق في مقصوده".

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــ

مما ورد في باب " الأمر بلزوم السنة والجماعه " .

"قال الأوزاعي: اصبر نفسك على السنة؛ وقف حيث وقف القوم، وقل بما قالوا، وكف عما كفوا عنه، واسلك سبيل سلفك الصالح، فإنه يسعك ما وسعهم".

"أخبرني جعفر الخلدي في كتابه قال: سمعت الجنيد يقول: الطرق كلها مسدودة على الخلق، إلا من اقتفى أثر الرسول -صلى الله عليه وسلم- واتبع سنته ولزم طريقته، فإن طرق الخيرات كلها مفتوحة عليه".

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ

مما ورد في باب " ذم البدع والمبتدعين".

" قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: من أحدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد ".

"عن ايوب السختياني قال: ما ازداد صاحب بدعة اجتهاداً إلا ازداد من الله عز وجل بعداً ".

." عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : من وقر صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام"

" فإن قال قائل : مدحت السنة وذممت البدعة فما السنة وما البدعة فإنا نرى أن كل مبتدع في زعمنا أنه من أهل السنة (فالجواب) أن السنة في اللغة الطريق ولا ريب في أن أهل النقل والأثر المتبعين آثار رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وآثار أصحابه هم أهل السنة لأنهم على تلك الطريق التي لم يحدث فيها حادث؛ وإنما وقعت الحوادث والبدع بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- و أصحابه".
" لم يكتم أهل السنة مذهبهم فكلمتهم ظاهرة ومذهبهم مشهور والعاقبة لهم".

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ

مما ورد في باب " التحذير من فتن ابليس ومكائده ".

" قال الشيخ أبو الفرج -رحمة الله عليه- : اعلم ان الآدمي لما خلق ركب فيه الهوى والشهوة ليجتلب بذالك ما ينفعه. ووضع فيه الغضب ليدفع به ما يؤذيه . و أعطي العقل كالمؤدب يأمره بالعدل فيما يجتلب ويجتنب، وخلق الشيطان محرضاً له على الإسراف في اجتلابه واجتنابه، فالواجب على العاقل أن يأخذ حذره من هذا العدو الذي قد أبان عدوانه من زمان آدم -عليه الصلاة والسلام- ".

" عن عائشة -رضي الله عنها- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : إن الشيطان يأتي أحدكم فيقول : من خلقك؟ فيقول : الله تبارك وتعالى، فيقول : فمن خلق الله؟، فإذا وجد أحدكم ذالك فليقل آمنت بالله ورسوله فإن ذالك يذهب عنه".

"عن ابن عباس رضي الله عنهما ، قال : كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعوذ الحسن والحسين فيقول: أعيذكما بكلمات الله التامة، من كلشيطان وهامة، ومن كل عين لامة، ثم يقول هكذا كان ابي ابراهيم صلى الله عليه وسلم يعوذ إسماعيل و إسحاق ".

" قال الشيخ رحمه الله : واعلم أن مثل إبليس مع المتقي والمخلط كرجل جالس بين يديه طعام، فمر به كلب فقال له اخسأ فمر بآخر بين يديه طعام ولحم فكلما أحساه لم يبرح . فالأول مثل المتقي يمر به الشيطان فيكفيه في طرده الذكر، والثاني مثل المخلط لا يفارقه الشيطان لمكان تخليطه. نعوذ بالله من الشيطان".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ