InstagramTwitterSnapChat


 
وصف

العودة   منتديات سكاو > الأقسام الخاصة > الأقسام العامة > منـــتـــدى لــــــهــــــا
   
   


منـــتـــدى لــــــهــــــا الأسرة و الطفل والصحة وقضايا و إهتمامات الفتيات المتنوعة .

لغز الموت

منـــتـــدى لــــــهــــــا

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
  #1  
قديم 07-01-2012, 01:11 PM
الصورة الرمزية حلاووووي

حلاووووي حلاووووي غير متواجد حالياً

بَلورةُ إحساسْ !

 
تاريخ التسجيل: Dec 2011
التخصص: ............
نوع الدراسة: إنتظام
المستوى: متخرج
الجنس: أنثى
المشاركات: 789
افتراضي لغز الموت


إن الزمن ليس شيئاً منعزلاً عنا مثل الشجرة و المحبرة و الكتاب..
ليس زمبلكاً تحتويه ساعة اليد و لكنه شيء يلابسنا


لكل منا زمن خاص به


عواطفنا و اهتماماتنا هي الساعة
الحقيقية التي تضبط الزمن و تطيله أو تقصره


أفراحنا تجعل ساعاتنا لحظات و آلامنا تجعل لحظاتنا طويلة مريرة ثقيلة مثل السنين و أطول


إحساسنا بالسرعة و البطء ليس مصدره ساعة الحائط و لكن مصدره الحقيقي الشعور في داخلنا


إن ساعة الحائط تقدم لنا زمناً مزيفاً .. و مثلها التقويم الفلكي الذي يقسم حياتنا إلى أيام و شهور وفصول


و التاريخ الذي يقسم أعمارنا إلى ماض و حاضر و مستقبل .. لأن حياتنا غير قابلة للقسمة .. و لأن الزمن في داخلنا غير قابل للقسمة أيضاً

إن حياتنا لحظة طويلة مستمرة يصاحبها إحساس مستمر بالحضور و نحن نتعرف على الماضي من خلال الحاضر .. فحينما نعيش في إحساس بالتذكر نسميه ماضياً .. و حينما نعيش في إحساس بالتوقع نسميه مستقبلاً .. و لكن كل هذه الإحساسات هي حاضر
و الفواصل بين الماضي و الحاضر و المستقبل فواصل وهمية لأن اللحظات الثلاث تتداخل بعضهافي بعض كما يتداخل الليل و النهار عن الأفق

و الذي يقوم بتعيين اللحظة في الشعور هو الانتباه

الانتباه هو الذي يضع خطاً تحت بعض مشاعرنا و إحساساتنا فيخيل لنا أننا وقفنا لحظة و الحقيقة أنه لا وقوف أبداً .. و إنما نحن نعيش في حالة تدفق داخلي مستمر أبداً و دائماً

و الزمن الخارجي .. زمن الساعات و المنبهات زمن كاذب خداع لأنه يساوي بين اللحظات ويجعلها مجرد أرقام على مينا

الساعة واحدة .. الساعة اتنين .. الساعة تلاتة .. مجرد حركة من العقرب .. و انتقال بضعة سنتيميترات على المينا .. إنه ليس زماناً و لكنه أوضاع مختلفة في المكان

أما الزمن الحقيقي فهو في داخلنا .. و هواضطراب دائم لا تتساوى فيه لحظة بأخرى .. لحظة صغيرة .. و لحظة كبيرة .. و لحظة تافهة

و هو غير قابل للتكرار .. لأن كل لحظة تحتوي على الماضي كله و معه علاوة من الحاضر .. و في كل لحظة تضاف علاوة جديدة من التجربة و الحياة فلا تعود الحياة قابلة لأي تكرار .. و إنما هي الرؤية..

بينما يحتاج الذي يشاهدنا من الخارج أن يرى حركات ذراعنا بعينه و يتبعها و يحللها بعقله ليقول أننا نحرك ذراعنا إلى فوق و معرفتنا نحن أرقى من معرفته لأننا نعاين الحقيقة مباشرة
و بهذه المعرفة اكتشفنا الزمن .. زمننا الحقيقي

و لكننا لا نعيش حياتنا كلها في الزمن الحقيقي لأننا لا نعيش في نفوسنا كل الوقت .. و إنما نعيش في مجتمع .. نخرج و نختلط بالناس و نتبادل المنفعة و نتعامل و نتكلم و نأخذ و نعطي
و لهذا لا نجد مفراً من الخضوع للزمن الآخر .. زمن الساعات .. فنتقيد بالمواعيد و نرتبط بالأمكنة

و نبحث عن الأشياء المشتركة بيننا لنتفاهم .. و في أثناء بحثنا عن الأشياء المشتركة تضيع منا الأشياء الأصلية

العرف و التقاليد و الأفكار الجاهزة تطمس الأشياء المبتكرة فينا و تطمس الذات العميقة التي تحتوي على سرنا و حقيقتنا

و نمضي في زحام الناس و قد لبسنا لهم نفساً مستعارة من التقاليد و العادات .. لنعجبهم

و تتكون عندنا بمضي الزمن ذات اجتماعية تعيش بأفكار جاهزة و عادات وراثية و رغبات عامة لا
شخصية..

و هذه هي الذات سطحية ثرثارة تقضي وقتها في التعازي و التهاني و المجاملات و المعايدات و السخافات و تنفق حياتها في علاقات سطحية تشبه المواصلات المادية التي توصل من الباب إلى الباب و لا توصل من القلب إلى القلب

و هذه الذات التافهة هي غير الذات العميقة التي نغوص إليها في ساعات وحدتنا و نكتشف فيها أنفسنا و نتعرف على وجوهنا الحقيقية

إنها ذات جامدة مثل الجسد تحكمها الغرائز و الضرورات الاجتماعية..
و هي تشبه المرحاض النفساني نفرز فيه كسلنا و ضيقنا و مللنا و نقتل فيه وقتنا بانشغالات رخيصة تافهةو مثل قزقزة اللب و لعب الطاولة .. و نحن نتأرجح في حياتنا بين هذه الذات السطحية و بين الذات العميقة

.. نهبط مرة و نعلو مرة .. نعيش في زمن الساعات لفترة طويلة من يومنا في وظائف و أعمال
آلية روتينية .. و نعيش في لحظات قليلة متألقة في داخلنا في زمننا الحقيقي الجياش فنهتز بالنشوة و نشرق بالسعادة و نرتجف بالقلق و نمتلئ بالفضول و اللذة و نعرف نفوسنا على حقيقتها و بكارتها

و نحن نكتشف هذه النفوس البكر في مغامرات قليلة..

نكتشفها لأول مرة في مغامرة الحب حينما نعثر على المرأة التي تهز وجودنا .. و تخترقنا و تخترق عادتنا وتفكيرنا و حياتنا و تقلبها رأساً على عقب .. فتبدو كأنها حياة جديدة عجيبة.

و نكتشفها لثاني مرة في مغامرة الفن .. في لحظة الإلهام التي ينفتح فيها شعورنا على إدراك جديد و تصوير جديد للدنيا .. فنكتب أو نغني أو نرسم أو نقول شعراً

و نكتشفها لثالث مرة في مغامرة التأمل و في الشعور العميق بالتدين ..
في لحظة الجلاء الفكري و
الصوفي التي نضع فيها على حقيقة جديدة فينا أو في الناس حولنا أو في الدنيا..

و نكتشفها لرابع مرة في المعمل .. و في لحظة الاختراع التي نعثر فيها على سر من أسرار الطبيعة يبهرنا و يدهشنا ... و يصدمنا

كل هذه الاكتشافات تخرجنا من الزمن المبتذل و المتكرر .. زمن الساعات .

و تترل بنا إلى .. أعماقنا

إلى زمننا الحقيقي حيث كل شيء جديد و مبتكر .. مدهش .. جميل .. باعث لأقصى اللذة الفضول..


د / مصطفــــى محمـــــود
لغـــــــز المــــــــوت

 


توقيع حلاووووي  


I wander thro’ each charter’d street,
Near where the charter’d Thames does flow,
And mark in every face I meet
Marks of weakness, marks of woe.

In every cry of every Man,
In every Infant’s cry of fear,
In every voice, in every ban,
The mind-forg’d manacles I hear.

 

رد مع اقتباس

 

 

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


الساعة الآن 11:33 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

أن كل ما ينشر في المنتدى لا يمثل رأي الإدارة وانما يمثل رأي أصحابها

جميع الحقوق محفوظة لشبكة سكاو

2003-2025