حول نظام التحضيري

[taim]

سأتكلم هنا عن تجربتي لهذه السنة في جامعة الملك عبدالعزيز , ولست أعمم كلامي على جميع جامعات المملكة المطبقة لهذا النظام كوني لا أعلم كيفية تطبيقهم له , ولن أعمم تجربتي على جميع طالبات دفعتي لهذا العام 1432-2011 , لأني أؤمن بالحظ و الفرصة وفيتامين واو , وافهموها كما تشاؤوا .. فلا أريد من أحد أن يتفلسف علي ويناقض كلامي , فقط لكم الحق في عرض تجاربكم .
الهدف من هذا النظام كما يزعمون هو تأسيس الطلبة والطالبات في سنة كاملة من لغة ومواد عامة أدبية كانت أو علمية لبدء حياة دراسية بعد ذلك سهلة و ليعرف كل طالب وجهته ويتأكد من هدفه و يفهم القوانين والأنظمة الجامعية خلال هذه السنة .
كلام جميل جدا وهدف نبيل لكنه وللأسف التطبيق لدينا حقير بمعنى الكلمة , ولمن يسأل لماذا حقير ؟ لأن الواقع يعكس غير ذلك .
أذكر أول محاضرة لي في الكيمياء في الفصل الثاني – وبدون ذكر اسم الدكتورة – فتحت لنا الدكتورة المجال للأسئلة والاستفسار عن المادة ونحوه , سألت بعض الطالبات : بنات الفصل الماضي يقولوا الاختبارت صعبة جدا ومستوى الأسئلة عالي , هل هذا صحيح ؟
الدكتورة : طبعا , صحيح .
الطالبات : طيب ليش تكون الاختبارت بهالصعوبة ؟يعني كإنه عند الجامعة نية لتصفية البنات ..
الدكتورة : نعم , ومين قال غير كدا , بصدق نحن نحاول تصفية البنات وناخد الصفوة منهم !, بدنا نشوف مستوى ذكاء الطالبات!! وكل وحدة تدخل الي تستحقه.
وبعدها أصبح حوار عربي عقيم .
ما يستفاد : تصفية + مستوى الذكاء + التفنن بالأسئلة مقصود
هل أنا كطالبة دخلت للجامعة كي يقيسوا مستوى ذكائي ؟ ويحددوا مصيري بذلك ؟ هل هذه وظيفتهم ؟ أم أن وظيفتهم هي التعليم والتوجيه الجامعي وزرع الإيجابية في نفوس الطالبات بدلا عن هذه االسلبية ؟
بصدق , قبل الجامعة كانت أغلب الطالبات لديهم الهدف من ناحية التخصص , بعد السنة التحضيرية الأغلب – ولا أعمم – ضاع منهم هذا الهدف وضاعت منهم أصلا الرغبة في الدراسة .
سأحسن النية و أقول بأن هذا النظام يعاني فقط من سوء تطبيق + عدم معرفة الأنظمة والقوانين حتى من قبل الإدارة و طواقم التدريس , فلا حرج على الطالبات + فوضى .
وهذا وحده يكفي لإعادة النظر فيه كنظام قائم أو في تطبيقه .
والمأساة الكبرى حين تريد أن تستفسر عن قانون معين سترى العجب العجاب في العمادة والشؤون , كل إدارية تحولك لأخرى , تارة بحجة ليست مسؤوليتها , وتارة هذا البند لم يصل عندنا حتى الآن , وتارة أنا مشغولة , وأخرى " لا أعلم " فقط !
أما المناهج فحدث ولا حرج , أستغرب في بعض المواد الكم الهائل الذي كان مقررا علينا ! ,لا يوجد تقسيم صحيح مابين المنهج و عدد المحاضرات في الفصل الواحد .. فتبدأ الدكتورة أو الأستاذة بإضافة محاضرات خارجية لنلحق الركب .
وبالنسبة لكلاسات اللغة الإنجليزية .. أنا بدأت من المستوى الثاني وكان لابأس به ,, أما الثالث والرابع كان مشروع تعذيب في الجلوس عالكرسي لمدة 3 إلى 4 ساعات أحيانا وسماع كلام مكرر من المستوى الثاني وكأن الإنجليزية لا تحتوي إلا على ما احتواه المنهج .
لكن وللأمانة المنهج لم يكن بسوء المعلمات – ولا أعمم طبعا- , أستغرب ألا يوجد اختبارات لتحديد ما إذا كانت المعلمة مؤهلة لتعليم اللغة لطالبات جامعيات ؟!

الطامة الكبرى حين تأتي لتقارن بين المعاملة ومستوى الاختبارت عند الطلبة وبين التي عند الطالبات , وهذا الكلام ليس من تأليفي بل من كلام الطلبة أنفسهم , وهذا التفريق لم افهمه , لا يدل إلا على تخلف حضاري وبيئي وتعليمي وتربوي لا أكثر , وبما أن هذا يحصل من الكبار فلا ضير على الصغار من الطلبة نشوءهم في هذا الوحل .
يا أصحاب الشأن , يا من يهمهم الأمر , يا من بيدهم القرار .. والله إنكم لمسؤولون عن ما يحصل , هذا النظام فاشل فاشل فاشل بمعنى الكلمة , وإن كان و لابد منه , فنحن نحتاج نظام تحضيري آخر يحضرنا لنظامكم .
ومن هذا المنبر أقول , بأني لا أسامح أي بني آدم وافق على هذا النظام أوساعد في تطبيقه و ضيع علي سنة كاملة من أجل تحقيق هذه السخافة والفوضى .

و هذا والله أعلم وأحكم .
أمواج غازي