مطالب جماعية بتعليق الدراسة للبنين والبنات في جدة

[ملك بلا مملكه]

الجمعة, 4 ديسمبر 2009

المدينة - جدة





غدًا السبت هو الموعد المقرر لعودة أبنائنا وبناتنا الطلاب والطالبات إلى مدارسهم بعد إجازة عيد الأضحى المبارك، إلا أن الواقع في جدة مختلف تمامًا بعد سيل الأربعاء الذي راح ضحيته نحو 137 مواطنًا ومقيمًا وطال نحو 3628 منزلاً ومحلاً في 55 حيًّا إضافة إلى 3597 مركبة تالفة ومتضررة.
وإذا أضفنا إلى ذلك تشرد آلاف الأسر التي فقدت منازلها فضلاً عن نزوح أخرى تخوفًا من تكرار المأساة بفعل الأمطار والسيول المنتظرة حسب توقعات الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة واحتمالات التسرب من بحيرة الصرف الصحي (المسك)، نجد أن هناك ما يؤكد أن واقع جدة مختلف تمامًا.
وهكذا كان من الطبيعي أن تدور أسئلة عديدة في مجالس الجداويين تصب جميعها باتجاه ضرورة تأجيل الدراسة في جميع مدارس البنين والبنات على السواء وفي كافة أنحاء جدة وليس الأحياء المتضررة فقط.
ويبرر المؤيدون لهذا الاتجاه -وهم غالبية- مطالبتهم تلك بأن الأضرار وإن اقتصرت على نحو خمسين مدرسة في 55 حيًّا إلاّ أن آثارها يدفع ثمنها جميع سكان العروس.
ولعل أبرز هذه الآثار تضرر العديد من الطرق الرئيسية والفرعية وهو ما يعيق الحركة المرورية بين مختلف الأحياء بما فيها تلك التي لم تتأثر بصورة مباشرة بهذه الأمطار والسيول وهو ما يعني أن الطريق إلى المدرسة لا يخلو من مخاطر محتملة.
عوامل نفسية
وإذا كان هناك نحو 3628 منزلاً متضررًا في 55 حيًّا مع ارتفاع الضحايا إلى 137 بين وفيات وفقدان، فإن الواقع يقول بأن الآثار النفسية لهذه الأزمة لا يجب إغفالها، فهناك من يعتصر الحزن قلبه على رحيل قريب أو صديق، وفئة ثانية ما تزال تبحث وسط الركام والأوحال عن مفقودين حتى أولئك الذين انتهى بهم الأمر إلى شقق مفروشة لا يزالون في صدمة الكارثة وهم يرون السيول تهدم منازلهم وتجرف كل ما يملكون في هذه الدنيا.
إشكالية المواصلات
ووفقًا لما أعلنه مدير المركز الإعلامي لمواجهة الطوارئ بمحافظة جدة العميد محمد بن عبدالله القرني عن تسجيل نحو 3597 مركبة تالفة ومتضررة في هذه الكارثة، فإن هذا الرقم له مدلولات وأبعاد عديدة ستلقي بظلالها حتمًا على الرحلة اليومية بين البيت والمدرسة، كما هو الحال بالنسبة للموظفين المتجهين إلى أعمالهم في مختلف المواقع.
وهذا يعني أن نحو ثلاثة آلاف وخمسمائة أسرة فقدت وسيلة المواصلات التي كانت لديها.
شركات التأجير رفع أغلبها شعار (لا توجد لدينا سيارات) فيما الواقع يشير إلى أنها لا ترغب في خروج سياراتها في ظل هذا الواقع المرير، وإن وافق البعض -هم قلة- فبأسعار مضاعفة.
وذات الموقف اتخذه أصحاب سيارات الأجرة الذين وجدوا في هذه الأزمة فرصة لتحقيق مكاسب منتظرة قد لا تتكرر في مقبل الأيام، وإذا افترضنا أن كل أسرة لديها نحو ثلاثة أطفال في المدارس فهذا يعني أنها بحاجة إلى ما يقارب المائة ريال يوميًّا ذهابًا وإيابًا أي نحو ثلاثة آلاف ريال شهريًّا.
وهناك بالطبع كثيرون بين هذه الاسر ما يزالون يسددون أقساط السيارات التي فقدوها في هذه الكارثة، وبالتالي لن يتمكنوا من استخراج سيارة أخرى بالتقسيط خاصة بالنسبة لذوي الدخل المحدود الذين سترفضهم شركات السيارات؛ لأن ما تبقى من الراتب لا يحقق الحد الأدنى المطلوب.. وإذا لجأ هؤلاء المرفوضون في التقسيط إلى المعارض التي لا تشترط تحويل الراتب فإنهم سيجدون أنفسهم ضحية لأبشع صور الاستغلال من قبل (سماسرة الأزمة).
سؤال منطقي
وفي عودة إلى صلب القضية يظل هناك سؤال منطقي يبحث عن إجابة مقنعة: لماذا تعلق الدراسة للطالبات في المدارس المتضررة دون الطلاب؟
مدير عام التربية والتعليم للبنات بجدة عبدالكريم الحقيل قال إن تم تعليق الدراسة في المدارس المتضررة شرق وجنوب جدة لمدة خمسة ايام قابلة للتمديد حسب ما تقتضيه المصلحة، ويفرضه الوضع على الطبيعة من اكتمال الصيانة والتجهيزات والتأكد التام من سلامتها انشائيًّا وفنيًّا قبل دخول أي طالبة اليها.
وهذا اجراء طبيعي ومنطقي في ظل هذه الكارثة.. ولكن لماذا هو في مدارس البنات فقط دون البنين؟ وهل يعني ذلك ان السيول وضعت مدارس البنات هدفًا لتدميرها دون غيرها؟!
بالتأكيد الاجابة لا.. فالكارثة كانت شاملة في 55 حيًّا.. والسيول لا تفرق بين الجنسين، ولا بين غني وفقير.. بل اجتاحت كل ما اعترض طريقها. وما دام الأمر كذلك فإن حديثًا عن تعليق الدراسة في جميع مدارس البنين والبنات يظل مطلبًا منطقيًّا له ما يبرره.
مقارنة واقعية
احدهم قال: “انا اعرف مدرسة ابتدائية في حي الصفا علقت الدراسة بها في العام الماضي بسبب شرخ بسيط ونقلت طالباتها الى مدرسة أخرى في دوام مسائي.. ورغم انقضاء ما تبقى من العام المنصرم ومن بعده اطول اجازة مدرسية وحتى بدء العام الدراسي الجديد هذا العام وانقضاء جزء كبير منه إلاّ أن المدرسة ما تزال «تحت الصيانة»”..
عندها تساءل الحاضرون: “اذا كان هذا هو حال الصيانة في ظروف عادية كيف سيكون الوضع مع كارثة بحجم تلك التي تعرضت لها جدة، وما أحدثته من دمار في كل شيء؟
هذا السؤال لا يختلف عليه اثنان.. فالدمار كبير، والخسائر أكبر، والعلاج يحتاج إلى تضافر جهود جهات عديدة حيث هدمت اسوار وفصول دراسية، وتضرر الطبلونات والتمديدات الكهربائية، ووصلت المياه إليها، وبعض المدارس ردمت اجهزتها بكميات الطمي الهائلة التي نقلتها السيول.. فيما اصبح الوصول الى بعضها الآخر لا يخلو من مجازفة بعد ان جرفت السيول الطرق المؤدية اليها.
وعلى سبيل المثال لا الحصر اشار الحقيل الى تضرر عشرات المدارس في احياء قويزة والمنتزهات والجامعة والخمرة والصواعد تدرس بها أكثر من ستة آلاف طالبة.
مخاوف انفلونزا الخنازير
نقطة اخرى لا تقل اهمية عن سابقاتها لا بد من التوقف عندها كونها تتعلق بصمة فلذات الأكباد والمخاوف من انفلونزا الخنازير.
فإذا كانت وزارة التربية والتعليم قد حددت عدد الطلاب في كل فصل بما لا يتجاوز طالبًا ضمن جملة من التدابير الاحترازية للحد من انتشار انفلونزا الخنازير فإن الواقع يؤيد المطالبة بتأجيل الدراسة في جميع مدارس البنين والبنات بدلاً من الإجراء الذي اتخذته ادارة تعليم البنين بتوزيع طلاب المدارس المتضررة على مدارس اخرى كل حسب منطقة سكنه، وبالطبع فإن هذا الاجراء يأتي مضادًا لتدابير الوقاية من المرض.. ولا شك ان صحة الابناء مقدمة على ما سواها.
خلاصة القول إن تصريحات مسؤولي التعليم وإن أكدت استئناف الدراسة غدًا للبنين والبنات في جميع المدارس غير المتضررة وللبنين فقط في تلك التي طالتها الاضرار إلاّ ان الواقع يقول إن الامر لم يحسم بعد، وعلى الاقل في دواخل الطلاب والطالبات وأولياء امورهم الذين وجهوا بوصلات تفكيرهم باتجاه تعليق كامل للدراسة في ظل كل هذه المعطيات، والاسئلة التي تدور في اذهانهم والمبررات المنطقية التي يتداولونها في مجالسهم.. فهل تتحقق مطالبهم.. أم يمضي التعليم في الاتجاه الذي أراده.

[نوني حلوه]

بصراحه ماعندهم احساس بالموااااااطن الله يستر
لو نزل بكره مطررر وماتو طلاب

[ارق احساس]

مدري كيف يفكرون
ما اقول الا الله يحمي الجميع ويصرف عنكم البلاء