نبذه عن كليات اعداد المعلمات

[كوكالين]

بسم الله الرحمن الرحيم

معاهد المعلمات وتطورها:
كان من الملفت للنظر أن يتضمن الأمر السامي الكريم بافتتاح مدارس البنات وإنشاء الرئاسة العامة لتعليم البنات للإشراف على هذا التعليم إشارة إلى اختيِار المعلمات ممن يتحقق فيهن حسن العقيدة وصدق الإيمان.
وإذا كان للعملية التعليمية عناصر أساسية، فإن العنصرين الأكثر أهمية وضرورة هما: الطالبةَ والمعلمة، ودون أي واحد من هذين العنصرين لا يمكن أن يكون هناك تعليم، مهما تطورت التقنيات والوسائل، وطرق التعليم وبرامجه، فبالإمكان الاستغناء عن أي عنصر آخر ماعدا هذين العنصرين.
ولذلك كان اهتمام الرئاسة مبكراً بإعداد المعلمات وتأهيلهن، ليواكبن تطور تعليم البنات وتوسعه وانتشاره، لأن المعلمة هي حجر الزاوية في العملية التعليمية.
وأكدت وثيقة السياسة التعليمية على أهمية إعداد المعلمات وتأهيلهن لحمل أمانة التعليم، و النهوض بمسؤوليته.
ومنذ السنة الأولى من إنشاء الرئاسة في عام 1380هـ تم افتتاح أول معهد لإعداد المعلمات للمرحلة الابتدائية، وكان يضم (21) طالبة، ممن أنهين دراسة المرحلة الابتدائية في المدارس الأهلية

بدأ إعداد المعلمات عن طريق معاهد المعلمات التي أنشأتها الرئاسة، وقد مرت هذه المعاهد بأربع مراحل:
أ– المرحلة الأولى:
كانت إنشاء معاهد المعلمات المتوسطة، ومدة الدراسة فيها ثلاث سنوات بعد المرحلة الابتدائية. وكان افتتاح هذه المعاهد لضرورة، ولشدة حاجة الرئاسة إلى عدد من المعلمات لافتتاح المدارس الابتدائية الجيدة، وبدأت هذه المعاهد تخرج معلمات المرحلة الابتدائية وبأعداد محدودة، ووصل عدد المعاهد إلى (29) معهداً في عام 1392– 1393هـ.
ثم بدأ يتقلص عدد المعاهد (نظام ثلاث سنوات بعد الشهادة الابتدائية) حتى كان آخر اختبار للطالبات فيها في عام 1395–1396هـ وكان عددهن (29) طالبة. وبلغ إجمالي الخريجات من هذه المعاهد (9948) خريجة.
ب– المرحلة الثانية:
وهي افتتاح معاهد المعلمات الفنية، وهدف هذه المعاهد إكساب الطالبات مهارات عملية في شؤون البيِت، تفيدهن في حياتهن، وتؤهلهن للتدريس في المرحلة الابتدائية لمواد التربية الفنية والتدبير المنزلي.
وبدأت الرئاسة بافتتاح هذه المعاهد في عام 85–1386هـ في مكة المكرمة وجدة، والتحق بهذين المعهدين (67) طالبة، ولم تدم هذه المعاهد طويلاً، إذ كان آخر امتحان للطالبات في هذه المعاهد في عام 92–1393هـ، وكان عدد الطالبات آنذاك (229) طالبة.
جـ – المرحلة الثالثة:
ورغبة في تحسين إعداد المعلمات، وزيادة مهاراتهن وخبراتهن، فقد طورت الرئاسة معاهد المعلمات، وأنشأت معاهد جديدة، بمناهج جديدة، وحددت مدة الدراسة فيها بخمس سنوات بعد المرحلة الابتدائية مباشرةً، وكانت هذه المعاهد توازي المرحلتين المتوسطة والثانوية في التعليم العام تقريباً، مع مواد التأهيل التربوي.
وصدر قرار معالي الرئيس العام رقم 1644 في 2/1/1388هـ بافتتاح هذه المعاهد، وبدئ بافتتاحها في عام 88–1389هـ في كل من مكة المكرمة والرياض، ثم تزايد عددها حتى بلغ (25) معهداً عام 94–1395هـ، وتخرج منها (4393) معلمة.
د– المرحلة الرابعة:
وفي عام 95–1396هـ مع أول سنة من سنوات الخطة الخمسية الثانية، قررت الرئاسة العامة لتعليم البنات تطوير هذه المعاهد، فحددت شروط القبول فيها الحصول على الشهادة المتوسطة، وأصبحت الدراسة فيها ثلاث سنوات بعد المرحلة المتوسطة، وذلك من أجل تحسين نوعية المعلمة، ورفع كفاءتها.
وأصبحت هذه المعاهد توازي المرحلة الثانوية في التعليم العام، إضافة لمواد التأهيل التربوي. وتبع ذلك وضع مناهج جديدة، وخطة جديدة تلائم هذا التطوير.
وتوسعت الرئاسة في إنشاء المعاهد الثانوية لإعداد المعلمات، لتلبية الحاجة لتخريج معلمات للتدريس في المرحلة الابتدائية، ولذلك كانت تعمد إلى افتتاح هذه المعاهد بالمدن الكبيرة والصغيرة، وبعض القرى لسد حاجة المناطق والمحافظات والمراكز من المعلمات.
وابتدأ افتتاح المعاهد الثانوية لإعداد المعلمات من عام 1395–1396هـ بافتتاح معهدين فقط، يدرس بهما (56) طالبة، ثم استمر التوسع حتى وصل عدد المعاهد في عام 1417هـ (193) معهداً تضم (684) فصلاً، ويدرس بها (21366) طالبة.
ويعمل بهـــا (1438) معلمة وإداريـــة، وتناقص هذا العدد في عام 1418هـ فأصبح (184) معهداً، ومعظمها لا يوجد فيها سنة أولى وثانية إذ حولت إلى مدارس ثانوية ويدرس في هذه المعاهد (17408) طالبات، وهذا التناقص نتيجة طبيعة لاكتفاء كثير من المدن والقرى من المعلمات في المرحلة الابتدائية، وإغلاق معاهدها،أو تحويلها إلى مدارس ثانوية، ولافتتاح عدد من الكليات المتوسطة في مناطق المملكة ومحافظاتها التي تعد معلمات للمرحلة الابتدائية، ولتشجيع الطالبات على الالتحاق بهذه المعاهد تصرف مكافأة شهرية تشجيعية مقدارها(450) ريالاً.
ومن المتوقع أن ينتهي ما بقي من هذه المعاهد خلال ثلاث سنوات لتطوير إعداد معلمة المرحلة الابتدائية إلى المستوى الجامعي أو الكليات المتوسطة.
4 – مراكز الدراسات التكميلية:
لقد حرصت الرئاسة العامة لتعليم البنات على تحسين العملية التعليمية باستمرار، ورفع كفاءة المعلمات العاملات العلميةَ والتربوية، وحيث إن عدداً من المعلمات تخرجن في السنوات الأولى من افتتاح المعاهد المتوسطة لإعداد المعلمات، لذلك رأت الرئاسة فتح المجال أمام هؤلاء المعلمات للالتحاق بدراسات تكميلية تزيد من تأهيلهن، فضلاً عما تمثله هذه الدراسة من تشجيع مادي ووظيفي لعدد من رائدات التعليم، اللواتي كان لهن فضل السبق لتحمل مسؤولية التعليم في المرحلة الابتدائية عندما كان عدد المعلمات قليلاً.
لذلك افتتحت الرئاسة عدداً من مراكز الدراسات التكميلية في كل من الرياض وجدة والدمام، ووصل عدد فصولها إلى سبعة فصول تضم ( 208) دارسات في عام 1407هـ. ثم ازداد هذا العدد إلى (5) مراكز في عام 1410هـ، وعندما تم تأهيل الملتحقات بالمراكز، أقفلت في عام 1412هـ.
وكانت مدة الدراسة فيها سنتين، وتحصل الدارسة بعدها على دبلوم، وتستفيد من ذلك مادياً ووظيفياً، فضلاً عن تمتعها بإجازة دراسية أثناء الدراسة.
5 – الكليات المتوسطة:
إن نجاح الرئاسة في تأهيل معلمات المرحلة الابتدائية عن طريق معاهد المعلمات المختلفة، أدى إلى اكتفاء أكثر المدن والقرى من معلمات هذه المرحلة، بل أصبح هناك عدد يزيد عن الحاجة من المتخرجات من هذه المعاهد، مما أدى إلى إقفال عدد منها، وتحويلها إلى مدارس ثانوية، ولذلك اتجهت الرئاسة إلى رفع مستوى التأهيل والإعداد من النواحي العلمية والتربوية وقررت افتتاح الكليات المتوسطة لتأهيل المعلمات للتدريس في المرحلة الابتدائية، ومدة الدراسة في هذه الكليات سنتان بعد الثانوية العامة، ويجري التركيز فيها على الدراسات التربوية والنفسية وطرق التدريس، إضافة إلى المواد العلمية الأخرى، وتنال الطالبة بعد التخرج شهادة (دبلوم الكلية المتوسطة).
وكان إنشاء هذه الكليات قد صدر فيه قرار اللجنة العليا لسياسة التعليم رقم 71/28/ 1399هـ وتمت الموافقة السامية على هذا القرار برقم 3/2/1674 في 26/5 /1399هـ،.
وتضمنت اللوائح الخاصة بالكليات أنواع التخصصات الدراسية في الكليات المتوسطة وهي:
1- تخصص القرآن الكريم و الدراسات الإسلامية.
2- تخصصن اللغة العربية والعلوم الاجتماعية.
3- تخصص العلوم والرياضيات.
4- تخصص الاقتصاد المنزلي والتربية الفنية.
ثم أضيف إلى هذه التخصصات.
5- تخصص رياض الأطفال والحلقة الأولى من التعليم الابتدائي .
بدأت الرئاسة بإنشاء الكليات المتوسطة في عام1391– 1400هـ بافتتاح أربع كليات متوسطة في كل من المدينة المنورة، وعنيزة، والأحساء، وأبها.
وكان اختيار المدن قائماً على سد حاجتها، لعدم وجود كليات تربوية فيها.
وكان عدد الطالبات في السنة الأولى (406) طالبات، وعدد الأستاذات (38)، ثم بدأ العدد يتزايد سنة بعد أخرى، ويقوم بالتدريس في الكليات المتوسطة هيئة تدريس مؤلفة من الأستاذات حملة شهادات الدكتوراه، من اللواتي لهن خدمات طويلة، والأستاذات المشاركات، والأستاذات المساعدات من حملة الدكتوراه أيضاً.
والمحاضرات والمعيدات ممن يحملن مؤهلات علمية وتربوية عالية (ماجستير، وبكالوريوس مع دبلوم في التربية). أو بكالوريوس بتقدير عالٍ.
ولكي تقوم الكليات بمهمتها وتحقق أهدافها، أنشأت الرئاسة إدارة عامة خاصة باسم (الإدارة العامة للكليات المتوسطة والمعاهد) للإشراف على هذه الكليات ومتابعتها، وترتبط بالوكيل المساعد للإعداد المهني والتربوي.
بدأ كما أسلفنا عدد الكليات بأربع كليات، ثم تزايد العدد حتى أصبح في عام 1418هـ (19) كلية متوسطة، يدرس فيها (12482) طالبة، ويعمل فيها (612) من هيئة التدريس و(98) من الهيئة الإدارية.
6– الكليات المطورة:
وفي مجال النهوض بالمؤسسات التربوية لإعداد المعلمة، ورفع مستوى كفاءتها خطت الرئاسة خطوة أخرى؛ وذلك بتطوير بعض الكليات المتوسطة إلى كليات جامعية تربوية تمنح درجة البكالوريوس، وتمتد الدراسة فيها إلى أربع سنوات. وبعض هذه الكليات خاص بإعداد معلمات للمرحلة الابتدائية، وبعضها خاص بإعداد معلمات للمرحلة المتوسطة والثانوية.
وبدأ تطوير هذه الكليات من عام 1411هـ حيث تم تطوير ثلاث كليات في الرياض والأحساء وحائل، ثم توالى تطوير عدد آخر حتى وصل العدد إلى (17) كلية مطورة يدرس فيها (26684) طالبة.