إليكِ يا فتاة الطب والتمريض

[ابو عمر العبدلي]

إليكِ يا فتاة الطب والتمريض

كم كنا سعداء بك ولكن !!!!!!!

إن في شخصية المرء المسلم تباين عظيم عن شخصية غيره ممن يخالفه في دينه وعقيدته والمتأمل لحياة المصطفى r يجد أنه كان يخالف ما عليه الكفار لا في لباسهم ولا في أفعالهم سواء كان ذلك في العبادات أو في العادات حتى قالت اليهود ( ما يريد هذا الرجل أن يدع من أمرنا شيئا إلا خالفنا فيه ) ]رواه مسلم[، وشدد في هذا وقال r ( من تشبه بقوم فهو منهم ) وهذا يقتضي الخروج من الدين والملة كما يشعر به ظاهر النص ، ولسنا بصدد تحرير ما في النص من حكم و أحكام .
أيه الأعزاء بدينهم.... عندما كان المسلمون أقويا معتزين بدينهم ، متمسكين بعقيدتهم كان الكفار يقولون انظروا إلى ما عند المسلمين فاسلكوا طريقهم و شواهد التاريخ ناطقة بهذا .
وعندما ضعف المسلمون ، ورضوا بالدنيا الدنية ، و قدموا الهواء والشهوات على الأوامر و الطاعات أصبحنا تبهرنا حضارة الغرب المزعومة ، ونقول انظروا إلى الغرب الكافر و افعلوا كفعلهم ، فتشبهنا بهم في المأكل و المشرب و الملبس ، ويا ليتنا تشبهنا بهم في صناعة الطائرة و الدبابة و الغواصة !!!!
أختي حفظك الله.... لا يختلف اثنان في شرف و أهمية مهنة الطب والتمريض سواء من الرجال أو النساء فكل منهما نحتاجه كيف لا والطبيبة والممرضة هي من سيحمي أعراضنا بعد الله تعالى من أن يتطاول عليه طبيب أو ممرض وكفى بهذا مزية و أجراً والنبي r يقول ( من ستر مسلما ستره الله في الدنيا و الآخرة ) ويقول r ( الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه..) ]راجع مقالة مهنة التمريض أجرة و أجر[
فحاجة المجتمعات المسلمة حاجة شديدة جداً لطبيبة و ممرضة تؤديان عملهما بإتقان و إخلاص و حشمة و عفة .
أما أن تكون هاتان المهنتان الشريفتان مرتع لتكشف والتبرج والاختلاط بين الجنسين الذي هو الداء العضال ، والمرض الذي يفتك بالأمة و ينخر في جسدها حتى أضعفها فهذا ما لا يقره الشارع الحكيم بمصالح العباد ، حتى أنه تمجه الفطر السوية و العقول السليمة .
امرأة تخرج في الصباح الباكر قد لبسة الضيق من الثياب وهو من لباس أهل النار ، والواسع من النقاب واللثام قد أخرجت أجمل ما فيها وهما العينان ولم تكتفي بل جملتهما بالكحل والتظليل ، متعطرة وهي في حكم الزانية إذا و جد الرجال ريحها ، متجملة ، حاسرة عن كفيها حتى شرعة في ذراعيها جملتهما بالساعة و الحلي لتلفت الانتباه و حتى لا ترمى بالتخلف و الرجعية ، متكسرة في مشيتها ، متغنجة في كلامها ، تكلم هذا و تضحك مع ذاك تحت مسمى الزملاء في العمل . ]راجع مقالة طُهر و نقاء[
طبيبة و ممرضة هذه حالهما لا نريدهما و لا نرفع بهما رأساً ، نحن نريد طبيبة و ممرضة متميزة عن بنات جنسها في هذا المجال ، تفتخر بحجابها الساتر لجميع جسدها و حشمتها وحيائها وعملها .
جاءت من أجل هدف واحد فقط هو ستر عورات أخواتها المسلمات الضعيفات في هذه الحالة .
تسعى جاهدة بأن ترضي ربها أولاً بحجابها وعبادتها له سبحانه و التقرب إليه بهذا العمل الشريف الذي لطخته أيد خفية تريد من خلاله تغريب المرأة المسلمة ، ونزع الحجاب عنها بحجة أنها لن تستطيع أن تؤدي عملها إلا بترك حجابها أو بعضه و اختلاطها مع الرجال .
وهنا سؤال لا بد أن تطرحه المرأة التي سلكت هذا الطريق على نفسها قبل أن تندم حين لا ينفع الندم وهو : هل من المعقول أن أتقرب إلى الله عز وجل - الذي أمرني بالقرار في بيتي - بعمل أمارس من خلاله أنواع المخالفات فإن الله تعالى طيب لا يقبل إلا الطيب من الأقوال و الأعمال والمقاصد ؟
أم أن خروجي هو من أجل المال فقط ، و أنا أريد أن أجمع المال و إن كان على حساب حجابي و عفتي و حيائي ؟
أو أن أخرج تاركة بيتي و زوجي و أولادي لمرآة لا تدرك معاني التربية ناهيك عما تتركه هذه التي تدعى ( الشغالة ) عن المفاسد و الأضرار الدنيوية و الأخروية ؟
إن المرأة التي تريد أن تجعل من عملها فرصة لكسب الحسنات ، و التقرب إلى رب البريات وذخراً لها يوم المعاد و المحشر ، هي التي خرجت من بيتها و قد قامت بشؤون بيته حق القيام رعاية و تنشئة لمن تحت يدها وفقا لما جاءت به هذه الشريعة الغراء .
خرجت من بيتها بحجابه الكامل و هي تبرهن للعالم بأسره أن المرأة المسلمة هي التي تمتلك مقومات النجاح – لأن النجاح ليس مجرد شهادة تمتلكها المرأة المسلمة تجني من خلاله الأموال و إنما النجاح الحقيقي هو ما يقودنا إلى النجاح و النجاة يوم القيامة - من خلال عمل مضبوط بضوابطه الشريعة .
عن عمرو بن العاص t قال: بينما نحن مع رسول الله r في هذا الشعب إذ قال ( انظروا هل ترون شيئا ) فقلنا : نرى غربانا فيها غراب أعصم أحمر المنقارين والرجلين. فقال رسول الله r ( لا يدخل الجنة من النساء إلا من كان منهن مثل هذا الغراب في الغربان ). ]أخرجه أحمد في المسند وصححه الأرنؤوط[
ما قيمة علم وعمل تُكشف في مجالسه العورات ، وتنتهك الحرمات ، وتسعر نار الشهوات ، و أي أجر يطلب من الله تعالى في هذا ، لقد عاشت الأمة الإسلامية أكثر من ألف عام عزيزة قوية تهدي الضال وترشد الحائر وتؤمن الخائف وتنشر بركات علمها وعملها على الإنسانية جمعاء دون أن ترتخص أعراض نسائها ، أو تترخص في الخروج على هدى قرآنها وسنة نبيها ، ودون أن تجمع في دور العلم وأماكن العمل بين شبابها وفتياتها .
و الكلام ليس عاماً ففيه من أخواتنا من هي معتزة بحجابها ، رافضة كل عمل يؤدي بها إلى أن تختلط بغير جنسها ولكن كما قال الله تعالى{ بَلِ الْأِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ} ولست اقصد من هذا القذف أو الاتهام بالوقوع بالفاحشة و العياذ بالله ولكن العبد لا يأمن على نفسه الفتنة ، عن عطاء بن أبي رباح رحمه الله قال: لو ائتمنت على بيت مال لكنت أمينا، ولا آمن نفسي على أمة شوهاء . وعن ميمون بن مهران قال : دعاني – يعني عمر بن عبد العزيز – إني أوصيك بوصية فاحفظها : إياك أن تخلو بامرأة غير ذات محرم وإن حدثتك نفسك أن تعلمها القرآن .
عن أبي سعيد الخدري : عن النبي r قال ( إن الدنيا حلوة خضرة وإن الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون فاتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء ) رواه مسلم .
أنا لست ضد عمل المرأة ، ولكني ضد هذا الواقع المشين التي تعيشه المرأة المسلمة في عملها المختلط داخل المستشفيات و كليات الطب . مع السلامة

بقلم / عبد العزيز الحماد

مدير مكتب التوعية بمستشفى الولادة و الأطفال ببريده

[سلطان حكمي]

جزاك الله خير الجزاء

[الجوري و الورد]

جزاكـ الله خير

[العلم نووور]

جزيتم خير على التذكير