[.. ما أشبهَ اللّيلةَ بِالبارِحة ..]

[Aishah AL-farhah]

-







يقبع هناك وحيدًا
في منارة بحرية بعيدة ، موسيقاه صوت البحر ، والأمواج حراك الحياة في عينه ، وأصدقاؤه النوارس ، مرت به الكثير من السفن ، لم تقترب منه يومًا ولكنها تلوح له من بعيد ، بأنه مازال في العالم الكثير من البشر ، بعضها سفن سياحية ، وبعضها سفن حرب ، وهو لايحب صوت تقلبات موجات الراديو ، فيكتفي بما تخبره به السفن العابرة .
يقرأ الكثير من الكتب ، مستعينًا بنظارته ذات العدسة الواحدة ، فقد كُسرت الثانية منذ عدة شهور ، ويفضل البقاء بواحدة على أن يستقل قاربه إلى البلدة ، يسرف في شرب القهوة ، ويكتفي بقليل من الخبز المحمص مع المربى .
يريد أن يعيش هناك ما امتد به العمر ، و أن يموت هناك ، مُعتزلًا ضجيج وعراك البشر

[Aishah AL-farhah]

-


أهلا بجارنا الجديد خالد9921 ، حللت أهلًا ووطئت سهلًا
نافذتك هذره + كيس فصفص + طقّة أصبع أكاد أجزم أنها لن يكون لها سابقة بيننا


متابعة بشغف

[Aishah AL-farhah]

-




الظهور هو أن ترفع الحقّ على أكتافك ليظهر، لا أن ترتفع على أكتاف الحقّ لتظهر.


لله درك يالـ حق ، فقد ابتليت بأناس لاخلاق لهم
لايتورعون في نسب الحق إلى كل ما يصدر عنهم من قول أو فعل ، وهم أبعد ما يكونون عن الحق

[Aishah AL-farhah]

-


رَبِي علّقتُ أُمنِياتِي بِـ مسمَارِ الرَجاءِ على بابِ السمَاء
رَبِي هِي بينَ يدَيك ، بينَ كافٍ وَ نُون ، فقُل لهَا : كُونِي .. لِتَكُون

[Aishah AL-farhah]

#


أُوصِدَت أبوابُ السِفَارَات ، وهُجّرَ السُفرَاء ، وانتُزِعت مِنكِ مقَاليدُ الحُكمِ ، وأُهدِر حرفُكِ في كُلّ مِصْر ، ونُفيتِ ، وطُورِدَ شِيعتُكِ في كُلّ قفْر
وأمسَى مِن بَعدِ عِزتُكِ الذُلّ لكِ والهوَانْ ، وانحسَرَ ماكانَ لكِ مِن سُلطَةِ الفصَاحَةِ والبَيَانْ ، وملَكةِ البلَاغةِ والتِبيَانْ ، يَا لُغَةً بِكِ أُنزِلَ القُرآنْ .

فأهلُكِ ، ذاهبُون بِكِ إلَى أين أبْعَدَ مِما ذَهبُوا ؟!

[Aishah AL-farhah]

-

وحينما تعبر السنوات ، ثلاث أو خمس أو عشر
سيكون هذا طللًا لكم ولمن عرفت منكم ، قد أمر به فلا أجد وجهًا أعرفه
كل الوجوه المألوفة قد أنهكتها الحياة انشغالًا ، وغابت في غياهب الدُنيا

ستكون أحاديثنا ، ونقاشاتنا ، وجدالاتنا معالم ذكرى تقاوم تعريات رياح النسيان
ستكون شرفة مستقلة ، مختبئة لايعلم أحد بوجودها نطلّ منها كلما ضاق بنا الحال
ففي هذه الممرات البسيطة وبين هذه الوجوه السمحة قضيت سنين دراستي وسنين تلتها

نسترجع من هذه الشرفة كل الذكريات ، ونعيد ترتيب الأحداث ، ونمثّل المواقف والحوارات
ونتخيّل أن الزمان توقف هناك فلم يتقدم قط ، ولم تمر السنون ، وبقيت تلك الوجوه بالقرب


:(

[Aishah AL-farhah]

*


أكره ما أكره عليّ وأشد من الشدة عليّ
أن ألتقط فكرة تنويرية من حيث لا أدري ، عند رؤية عبارة بسيطة من شخص أكثر بساطة
ثم أعِد عقلي بأن هذه الفكرة التي كانت ضائعة فيه وتحجب نورها الكثير من طبقات الضباب
تحتاج لتدوين ، وتوسع فيها وكتابة شيء عنها ، بتمحيصها وتمييزها من بين تلك الطبقات الضبابية

ثم أنسى هذه الفكرة ، وأنسى أين قرأت السطر الذي أرشدني إليها داخل متاهات عقلي
وتعود أكوام الضباب كما كانت ، ولكن يبقى لديّ شعور يمتد لعدة أيام أن هناك أمر ينخر في دماغي
يحتاج للنبش عنه واستخراجه وعرضه بالشكل المطلوب

اقسم بالله إني تعبت وأنا أعصصصر هالدماغ لاستخراج الفكرة الضائعة والتي تطرق باستمرار في عقلي

[Aishah AL-farhah]

-


قصة عايشتُها قبل 15 عامًا ، ذكرني بها اتصال من أختي الغالية تشكو لي وتبوح بأمور ثقيلة تزمجر خلف ضلوعها :(

نشأت نشأة متواضعة بسيطة في قرية وديعة ، كانت متفوقة في دراستها ، بل كانت الأكثر تفوقًا بين قريناتها ، عُرِفت بذكائها وسرعة بديهتها ، فضلًا عن حكمة كانت تتمتع بها ، وحسن خُلق ، وتضحية لامثيل لها ، فقد كانت مضرب المثل في العائلة بتضحياتها النبيلة ، هي البنت الكبرى ، وتقع على عاتقها الكثير من المسؤوليات ، أثبتت مدى استحقاقها لذلك ، وأثبتت مدى جدارتها بالاضطلاع بتلك المهام والمسؤوليات التي لم تخيّر في قبولها ، بل لكونها الابنة الكبرى كان حتمًا عليها أن تتحمل ذلك
كان حُلمها الذي يداعب سماء طموحها ، أن تكون طبيبة معالجة ، تشعر بفخر كبير ، عندما يسألها أحدهم في صغرها عما ستكون حينما تكبُر ، فيكون جوابها طبيبة ، كان الأمر ليس مجرد حديث طفوليّ نزّاع إلى الأفضل ، لطفلة غير مدركة لحقيقة الأمر ، بل كانت تتخطى كل الحدود ، وكل حقائق الواقع البسيط الذي كانت تعيش فيه ، وكل احتمالات وقوف تقاليد المجتمع القرويّ ضد رغبتها تلك ، وتقول بكل عزم وفخر وثبات ويقين " طبيبة " ، كانت المجلات الطبيّة والبرامج الطبيّة ، تثير اهتمامها بشكل ملفت ، رغم صغر سنها
كبرت وزاد حلمها يقينًا على يقين ، ومازالت تلك الطالبة المجدة المثابرة ، كانت بعدما انتقلت للعيش في المدينة مازلت الأكثر تفوقًا ، كانت تثير عجب المعلمات ، حينما تكون هي الوحيدة التي استطاعت أن تحل مسألة رياضية عجز عن حلها جميع صفها بفصوله الأربعة ، وكنّ يصرحنّ لها بشكوكهنّ في أنها تستعين بمعلمة ريضيات في المنزل !
وصلت للمرحلة الأخيرة من الثانوية العامّة ، وبدأ حلمُها بالاقتراب أكثر من ذي قبل ، وبدأت تراه حقيقة أمام عينيها ، كانت لاترفع رأسها من كل سجدة حتى تدعو الله أن ييسر لها تحقيق هذا الحلم بقبلوها في تخصص الطب ، تخرجت بنسبة عالية من الثانوية العامة ، وتقدمت بطلب الالتحاق بكلية الطب في جامعة الملك عبدالعزيز ، لتبدأ في تلك الرحلة التي تشوّقت لخوض غمارها ، ثم تنتهي لتكون الطبيبة التي حلمت أن تكونها طوال سنين ، وسخّر لها الله أن قُبلِت في كلية الطب ... كادت فرحتها تطير بها إلى أعالي السماء
فرح والدها وأمها والأقربون كلهم ، وأصبحت بطموحها وعزيمتها حديث مجالس أهل قريتها ، ففي تلك السنوات وفي تلك القبيلة ، كان إنجازها عظيمًا ، ونادرًا جدًا ، فقلما تخصصت طالبة من بناتهم في الطب ، وقلّما طمحت إحداهن بهذا التخصص ، وبعد مضيّ شهرين إلا قليل ، اتصل عمها الـ " قاضي " على أبيها ، ولأنه قاضٍ فله كلمة مسموعة لدى إخوته الأكبر منه !
وقال له - احتكامًا إلى العادات والتقاليد البالية - لاينفع تخصص الطب لابنتك ، لأنها حينما تصبح طبيبة ، ستكون بيئة عملها المختلطة مدعاة للوقوع في الخطأ ، وسيكون ذلك بابًا لحديث الناس عن ابنتك ، ثم وبحكم منزلته في العائلة لأنه قاضٍ ! أصاب التراجع رأي والدها الذي كان فرحًا بتخصص ابنته في هذا التخصص ، وأخذ يحاول إقناع - إقناع يكاد يكون إجبار- ابنته بالتخلي عن هذا التخصص والاتجاه لتخصص آخر ، ولأنه كان يلّح عليها إلحاح شديد ، فقد خضعت لمحاولاته أن تترك كلية الطب ، ولكنها رفضت بعد ذلك الدراسة في أي تخصص آخر ، ورفضت الدراسة بالكلية ، بالرغم من أنها طلبت التحويل لكلية العلوم وقد قبلت هناك ، وبعد محاولات من أهلها عادت إلى الدراسة في كلية العلوم ، غير أن حالتها النفسية الصعبة ، حالت دون أن تكمل دراستها في تلك الكلية ، وبعد فترة لاتزيد عن الشهر ، بقيت في المنزل ، وسحبت ملفها ، وبعد زمن عادت لتتقدم لدراسة تخصص الأحياء في كلية التربية سابقًا

وهي الآن خريجة قسم الأحياء بمعدل منخفض تنتظر الوظيفة منذ سبع سنوات ...
وعمومًا لاينقصها الكثير متزوجة تنعم بحياة زوجية مستقرة ولله الحمد ، وأبناء يجنوووون يهبلوووون الله يحفظهم ويجعلهم قرة عين لأبويهم ، والبنوتة الي صورتها بالمدونة بنتها ، ولكن ينقصها ترقيع الندبات المؤلمة التي خلّفها ضياع حلم حياتها من بين يديها :(

صاحبة القصة أختي الكبرى

[Aishah AL-farhah]

-

إنا لله وإنا إليه راجعون

عظّم الله أجركم اختي مس حلاوة
أسأل الله أن يشمل ميتكم برحمته التي وسعت كل شيء
وأن يجعل له مكانًا في مستقر رحمته جنات الخلد وجميع موتى المسلمين

[Aishah AL-farhah]

-


عندما أتأمل الكون حولي ينتابني الخشوع، بين العدم الذي خرجت منه، واللانهاية التي أنا باتجاه الذهاب إليها.

# بليز باسكال