خواطر إدارية!!!

[السنيور ميدوو]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله رب الدهور و الأوقات والصلاة و السلام على خير من أقام الصلوات وعلى من تبعه من البررة الصالحين التقاة وسلم تسليما كثيراً: وبعد

كثير منا يحسب أن الذي يكتب الخواطر ما هو إلا شاعر أو متيم بالحب, فقد التصقت في أذهاننا أن الخواطر هي نوع من أساليب التعبير عن الرومانسية التي يعيشها المحب, ليست بالضرورة كذلك فلو تأملنا في هذه الخواطر لوجدناها تعبر عن ما في داخل الإنسان من مشاعر قد تكون أصدق اللحظات في حياته لأنه حين يكتب يكون صافي الذهن مرتاحا نفسياً و جسديا. ولا يشترط في الخواطر أن تكون منظومة على شكل قافية شعرية أو نثرية... فبمجرد أن يمسك الشخص منا بقلمه ليخط على الورق ما يمليه عليه قلبه و عقله فقد بدأ يخط شيئاً صادقا و إحساسا قد لا يستطيع وصفه بلسانه, وفي ذلك فائدتين منها انه يعبر عما في داخله بدون تحرج أو تضايق وهذا في علم النفس عادة حميدة لأن الكتمان يولد مشاكل و اضطرا بات نفسية, من جهة أخرى أنه مجال للإبداع فكثير من المبدعين استمدوا إبداعهم من خواطر مرت في بالهم.. وهي بذلك تفتح للمرء مجالا واسعا للخيال و التفكير وهذا بدوره ينمي المقدرة على التفكير و التجاوب مع المتغيرات, فالقليل منا من يمسك بدفتر يومياته ليسجل اللحظات السعيدة التي كانت في يومه أو أن يسجل أخطاءه التي ارتكبها حتى يتجنبها.. فكما هو معروف أن الأفكار الغير مكتوبة مجرد أمنيات.

والفكر الإداري أحد الجوانب الذي نهملها في حياتنا فليس بالضرورة أن تكون دارساً في علم الإدارة لتتمكن من أداء مهمات الإداريين من ( تخطيط – تنظيم – توجيه – رقابة..... الخ) فسواء كنت (موظف/موظفة – طبيب/طبيبة – أب/أم....) فإنك تتعامل مع أنواع وأفكار عديدة من علم الإدارة لكنك لا تدرك أنك تقوم بها إما لعدم معرفتك بها أو أنك لم تترك لنفسك فرصة التعرف عليها و محاولة التعامل معها بعلم و حكمة ومن ثم تنميتها و تطويرها.

إن علم الإدارة علم جميل و رائع إذا ما حاولنا التعرف على مفرداته و صغناها في مجال مثل الخواطر التي يقوم بها المحبون حتما سنتوصل إلى حلول كثيرة لمشاكلنا الإدارية ولركزنا جهودنا بعد ذلك على تنمية المهارات و اكتساب الخبرات الجديدة بدلا من البحث عن تلك الحلول التي تضيع الكثير من الوقت و الجهد.

وأقول هنا أن القراءة و الإطلاع على الكتب و المقالات الإدارية هي من إحدى الوسائل التي تعين المرء على تفهم طبيعة عمل الإدارة و الإداريين, والكثير منا للأسف الشديد إما أنهم غير مهتمين بالقراءة أصلاً و البعض يتعذر بانشغاله في أمور حياته أو وظيفته التي قد تكون بعيدة عن مجال الإدارة مع العلم أن كل الجامعات تعطي درجة الماجستير في أي تخصص لعلم الإدارة حتى لو كان الحاصل على درجة البكالوريوس من تخصصات أخرى كالعلوم و الهندسة و ذلك لارتباط هذا العلم بجميع العلوم الأخرى, و من الملاحظ أيضاً أن( الطبيب – المهندس – الفني – المعلم... ) وبعد سنوات من العمل وحصولهم على مراتب أعلى فإنهم يصلون إلى وظائف إدارية !!!.
صحيح أن أفكارهم تكون قد امتزجت بالخبرة و الممارسة لكن تلك الخبرات تفتقر إلى عامل مهم و هو تعلم أصول الإدارة فالخبرات الغير مبنية على مبادئ علمية مدروسة تكون معرضة للاهتزاز, فلماذا لا نترك لنفسنا الفرصة من الآن للتعرف على هذا العلم و أن نبني قاعدة علمية صحيحة نمزجها بخبراتنا و قدراتنا حتى نتمكن من عمل التغيير الإيجابي المطلوب منا تجاه ما نواجهه من مشاكل إدارية في مجتمعنا.

[بوسالم]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكراً لك اخي الكريم على هذا المقال