الــهـــيــــفــــاوات .. الـهايفـــات !!

[تبآشير الفجـر]

بدت حلقة مساء الإثنين من "أبشر" على mbc كأن المحطة السعودية تحتفل بتخريج دفعة من أجيال مغنية الإثارة هيفا وهبي التي حلت ضيفة على البرنامج. إذ كان منفراً أن تستقبل المغنية اللبنانية فتيات صغيرات يضعن الأحمر الصارخ، ويقدمن مقاطع من أغنياتها، ويتراقصن على أنغام أغنية "أنا هيفا أنا". كأنّ "أم. بي. سي" أقامت حفلة تخرج الدفعة الأولى من "الهيفوات"، فيما بدا مقدّم البرنامج نيشان وهو يطلب من هيفا أن تتمنى أمنية كي يحققها لها، كأنّه هو الذي يدفع من جيبه الخاص ثمن تلك الأمنيات أو أنه هو منتج البرنامج.

خبرٌ كهـذا ..
بم يشعركِ أختي القارئه ؟!
وبم يشعركَ أخي القاريء ؟!
إذا استثنينا الشعور بالتقزّز والغثيان ؟!

*

ببساطة وبعيداً عن رصّ الكلام .. وشحن النفوس بحماسٍ مؤقت ..
أنتِ / أنتَ ..

قد نرى أنفسنا أصلح حالاً من غيرنا ..
وقد نشمتُ بهذه الاشكال .. وتقززنا أخبارهم .. ويؤذينا انتشارهم ..
لكن ..
ماذا صنعنا ؟!
هل تشعر بالإحباط ؟ وتقول :
ماذا أفعل ؟ وكيف أؤثر - كفرد -وسط هذه القوى الإعلامية الضخمة ؟!

هل فكرتَ / فكرتِ يوماً بشكل جاد بأثرك -كفرد -
أم ..
هل تشعر بإحباطٍ يمنعك من المبادرة ؟!

هل ...
سنفكّر -إن لم نكن فعلنا - بطريقة جادة للخروج من دوائرنا الخانقة ؟
وهمومنا الشخصية ولو إلى حدٍ ما لنصنع شيئاً ؟!

من منا قرأ قصة الملك الرمزية الذي حاول أن يخفف من مشكلة الفقر فطلب من أفراد شعبه سكبَ
كوب من اللبن لكل فرد وسط بركة أثناء الليل .. وفي الصباح وجدوا هذه البركة تمتليء بالماء !!
لأن كل فرد وضع كوب ماء بدل اللبن وهو يعتقد أنه لن يؤثر وسط هذا الجمع الكبير من الناس
الذين سيضعون اللبن ..


هل تؤمن بأثرك كــ - فرد - ؟
إن كانت الإجابة بـ نعم :
فماذا نصنع ؟ وكيف نؤثر ونربي ونحفظ أنفسنا وأجيالنا القادمة ..
ببساطة .. مالممكن المتيسّر ؟!

وإن كانت الإجابة بـ لا ..
فلِم ؟ وهل ستظلُ راضياً عن دور المتفرّج ؟!
وتأمل معي قوله تعالى : ( حتى إذا أتوا على وادي النمل قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم
لا يحطمنكم سليمان وجنوده ) ، فقد تضمنت هذه الآية فوائد عظيمة ،
منها : غيرة النملة على أهلها ، ونصيحتها لهم ، وحرصها على استنقاذهم من أذى الجيش ..
فهل سنكتفي - كأفراد - بدور المتفرّج الآن ؟!



موضوعٌ أتى عفواً الآن بعد أن قرأت هذا الخبر قبل قليل ..
أرجو أن نثري بساطة طرحه بالحوار الجاد .. لعلنا أن نخرج بشيء يشعرنا - كأناس مازال فيهم
إرادة على الوقوف أمام هذا التيار القذر .. وإن كانوا يتأرجحون بين التدين والتقصير ، والاستقامة والميل ،


الجميل الذي أسعدني وتذكرنه الآن وأنا أكتب
أننا في الصباح الأول من السنة الحديدة ..
وأنا متفائلة جداً .. بأنها ستكون سنة خير .. علينا شخصياً ..
وعلى أمتنا .. بإذنه تعالى ..
وأن مقابل هؤلاء - الهائفات - أجيال من المؤمنات الصالحات ..
ستكون لهنّ القيادة والامر بإذن الله ..
- والله متم نوره ولو كره الكافرون -
والموضوع هدية ليحملها كل منكم ويوزعها في كل مكان في الفضاء
.. ويهديها لمن يشاء .. وفي حلٍ من ذكر الإسم .. فهيّأ حلقوا .. وانشروا الخير وبادروا ..
وكل عام وأنتم بخير حال .

انتهى ..
الكلام .. للأستاذة /

فاطمة التميمي
الكاتبة السعودية المميزة، ورائدة العمل الميداني التطوعي