InstagramTwitterSnapChat


 
وصف

العودة   منتديات سكاو > الأقسام الخاصة > الأقسام العامة > المنتدى الإسلامي
   
   


المنتدى الإسلامي المواضيع الدينية

صيد الخاطر(1)

المنتدى الإسلامي

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
  #1  
قديم 12-11-2008, 01:26 AM

أبو حذيفة أبو حذيفة غير متواجد حالياً

‏@‏،،، متفائل بالخير ،،،@

 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
التخصص: مسار علمي
نوع الدراسة: تحضيري علمي خطة أ
المستوى: الأول
الجنس: ذكر
المشاركات: 70
افتراضي صيد الخاطر(1)


بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


مقدمة :
في الأغلب وعندما تكون متعباً ومنهكاً تذهب لتسترخي أو لتأخذ قسطاً من الراحة
وعندما يأوي أحدنا إلى الفراش,فإنه يندر أن يستطيع الخلود إلى النوم مباشرةً
وفي العادة فإن الشخص يستغرق مدة من الوقت قبل أن ينام, يتقلب يفكر يسرح ويتضارب العقل
والجسم, الجسم يريد أن يسترخي ويرتاح والعقل يريد أن يفكر ويستغل الوقت الذي هو
من ذهب







وفي الكثير من الأحيان فإن جُلَّ الأفكار والخواطر التي تأتي قبل النوم هي أفكار هامه ومخططات ذهبية
تتذكر موعداً هاماً, حلاً لمشكلة صعبة, معادلة تسهم في إكتشاف جديد, فكرة لمشروع ناجح, تكتيكاً لمباراة صعبة
والعديد العديد من الخواطر التي قد تأتي إليك والسؤال الأهم هو ليس ما هو سبب تلك الأفكار والخواطر
ولكن كيف نستغل هذه الأفكار والخواطر ونقيدها ونكتبها قبل أن تختفي مع إشراقة اليوم التالي
وهو ما يحدث في الغالب عندما تستيقظ وتتذكر أنك إمتلكت فكرة جميلة ولكن سرعان ما تقول
"هممم ليتني كتبتها, أخ يا القهر يالله إن شاء الله بتذكرها فيما بعد"
هذا هو حالنا نحن في الأغلب أما الإمام ابن الجوزي-رحمه الله- فلقد كتب مصنفاً عجيباً
بإسم "صيد الخاطر" ولك أيها القارئ أن تتخيل مصنفاً كاملاً من ما يجول في الخاطر من الأفكار



إعتمد فيه الإمام ابن الجوزي على خطرات النفس التي أراد أن يقدمها قبل
أن تنصرم منه بفناء الأبدان أو تعتريه خواطر النسيان وهذا ما أثبته عندما قال
" وكم قد خطر لي شيئ فأتشاغل عن إثباته فيذهب فتأسف عليه"
وبصراحه فهذا الكتاب من أجمل ما رأيت فهو يتناول مواضيعاً شتى كالمواضيع التي
تجول في خاطر أي شخص في هذه الدنيا, والكتاب مليئ بالحكم والنصائح المفيدة
ولقد تمكن الإمام أبن الجوزي من إصتياد ما يفوق ال 350 فكرة وقام بكتابتها
ومن ثم جمعت في هذا الكتاب لنرى فيما بعد ما يفوق ال 350 فصل هي تلك الصيدات الموفقة
والآن سأنقل لكم ثلاثاً من تلك الخواطر راجياً من الله تعالي أن تعم الفائدة الجميع



فصل : تفاوت الناس في تقبل المواعظ


قد يعرض عند سماع المواعظ للسامع يقظة, فإذا إنفصل عن مجلس الذكر عادت القساوة والغفلة!
فتدبرت السبب في ذلك فعرفته, ثم رأيت الناس يتفاوتون في ذلك, فالحالة العامة أن القلب لا يكون على
صفته من اليقظة عند سماع الموعظة وبعدها لسببين:
احدهما: أن المواعظ كالسياط, والسياط لا تؤلم بعد إنقضاء إيلامها وقت وقوعها
والثاني: أن حالة سماع المواعظ يكون الإنسان فيها مُزاح العلة قد تَخلى بجسمه
وفكره عن أسباب الدنيا وأنصت بحضور قلبه, فإذا عاد إلى الشواغل اجتذبته بآفاتها
وكيف يَصِح أن يكون كما كان؟
وهذه الحالة تعم الخلق إلا أن أرباب اليقظة يتفاوتون في بقاء الأثر: فمنهم من يعزم بلا تردد
ويمضي من غير التفات, فلو توقف بهم ركب الطبع لضجُّوا, كما قال حنظلة عن نفسه: نافق حنظلة!(1)
ومنهم أقوام يميل بهم الطبع إلى الغفلة أحياناً ويدعوهم ما تقدم من المواعظ إلى العمل أحياناً, فهم
كالسنبلة تُمَيِّلها الرياح! وأقوام لا يؤثر فيهم إلا بمقدار سماعه كماء دحرجته على صفوان.(2)
1): إشارة إلى الحديث الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه من كتاب التوبة.
2): صفوان : الحجر الأملس.


فصل : متاع الغرور
مَن تفكر في عواقب الدنيا, أخذ الحذر ومن أيقن بطول الطريق تأهب للسفر.
ما أعجب أمرك يا من يوقن بأمر ثم ينساه. ويتحقق ضرر حالٍ ثم يغشاه !!
{وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ} [الأحزاب:37]. تغلبك نفسك على ما تظن
ولا تغلبها على ما تستيقن. أعجب العجائب سرورك بغرورك وسهوك في لهوك
عمّا قد خُبئ لك.. تغتر صحتك وتنسى دُنوْ السقم, وتفرح بعافيتك غافلاً عن قرب
الألم. لقد أراك مصرعُ غيرِكَ مصرعك, وأبدى مضجعُ سواك-قبل الممات- مَضجَعك.
وقد شغلك نيل لذَّاتِكَ عن ذكر خراب ذاتك:
كَأنَّك لَمْ تسْمَعْ بِأَخبارِ مَنْ مَضى .......... وَلمْ تَرَ في الباقِينَ مَا يَصْنَعُ الدَّهْرُ!
فَإن كُنْتَ لاَ تَدْرِي فَتِلْكَ دِيارُهُمْ............. مَحاهَا مَجالُ الرِّيح بَعْدَكَ والقَبْرُ !
كم رأيت صاحب منزل ما نزل لَحْدَهُ حتى نزل! وكم شاهدت والي قصر وليه عدوه لما عُزِل!
فيا مَنْ كُلَّ لحظةٍ إلى هذا يسري, وفعله فعل من لا يفهم ولا يدري ............
وكيف تَنامُ العَيْنُ وهِيَ قَريرَةٌ ؟ ............ ولَمْ تَدرِ من أيِّ المَحلَّيْنِ تَنْزِلُ ؟



فصل : الروح لا الجسد
عَجِبْتُ لمن يعْجَبُ بصورَتِه ويَخْتالُ في مِشْيَتِه, ويَنْسى مبدَأ أمره إنما
أوَّلُهُ لُقْمة ضُمَّت إليها جُرْعَةُ ماء فإن شِئْت فقل كُسْيرةُ خبزٍ معها تمرات
وقطعة لحمٍ ومذقَةُ لَبَنٍ, وجرعةٌ من ماء ونحو ذلك, طَبَختْهُ الكَبِد فأخرجت
مِنهُ قطرات مَنِيْ فاستقر في الأنثيين فحركتها الشهوة, فصبت في بطن الأم
مُدّة حتى تكاملت صورتها, فَخَرَجتَ طِفلاً تتقلب في خِرَقِ البول , وأما آخره
فإنه يلقى في الترام فيأكله الدود ويصير رفاتاً تسقيه السواقي وكم يخرج
تُرابُ بَدنِه من مكان إلى مكان آخر ويقلب في أحوال إلى أن يعود فيُجْمَع.
هذا هو خبر البدن
إنما الروح التي عليها العمل, فإن تجوهرت بالأدب وتقومت بالعلم وعرفت
الصانع وقامت بحقه فما يضرها نقص المركب وإن هي بقيت على صفتها
من الجهالة شابهت الطين, بل صارت إلى أخس حالةٍ منهُ.


خاتمة :
أتمنى أن يكون الموضوع البسيط قد أعجبكم
وإن كان كذلك فسوف أقوم بتكملة هذه السلسة في هذا الشهر المبارك كما وعدتكم
حسب إختياركم لتعم الفائدة الجميع بإذن الله -جلَّ في عُلاه-



دمتم بخير
رد مع اقتباس

 

 

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


الساعة الآن 02:44 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

أن كل ما ينشر في المنتدى لا يمثل رأي الإدارة وانما يمثل رأي أصحابها

جميع الحقوق محفوظة لشبكة سكاو

2003-2024