ماذا عن صيام الجوارح

[الصمت الحكيم]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشهر مبارك عليكم ونسأل الله أن يعتق رقبنا من النار في هذا الشهر الفضيل
شهر رمضان ليس فقط شهر نمتنع فيه عن الطعام والشراب من صلاة الفجر حتى صلاة المغرب
فهذا المعنى الظاهري للصيام ولكن إن أمعنا النظر من حكمة الله تعالى من هذا المنع لوجودنا المعنى الحقيقي للصيام وهو صيام الجوراح
[قال الإمام الغزالي - رحمه الله تعالى - في كتابه : ( بداية الهداية ) : " ولا تظُنَّنَّ إذا صمتَ أن الصوم هو ترك الطعام والشراب والوِقاع ؛ فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كم من صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش " . بل إن تمام الصيام بكفِّ الجوارح كلها عما يكره الله تعالى ، فينبغي أن تحفظ العين عن النظر إلى المكاره ، واللسان عن النطق بما لا يعنيك ، والأذن عن الاستماع إلى ما حرَّمه الله عزّ وجلّ ، فإن المستمِعَ شريكُ القائل وهو أحد المغتابين . وكذلك تكفُّ جميع الجوارح كما تكف البطن والفرج ، ففي الخبر : " خمسٌ يفطرن الصائم : الكذب ، والغيبة ، والنميمة ، واليمين الكاذبة ، والنظر بشهوة " رواه صاحب : ( مسند الفردوس ) . وقال صلى الله عليه وسلم : " إنما الصوم جُنَّة ، فإذا كان أحدكم صائما ... فلا يرفث ولا يجهل ؛ فإن امرؤٌ قاتله أو شاتمه ... فليقل إني صائم " ] فهذا هو المعنى الحقيقي وراء الصيام الذي غفلنا عنه

أسال الله العلي العظيم أن يتقبل منكم الصيام والقيام وصالح الأعمال