[.. ما أشبهَ اللّيلةَ بِالبارِحة ..]

[Aishah AL-farhah]

أنا مدينة لك باعتذار ياوطني
أعيش تحت سماءك آمنة مطمئنة وأتذمر منك
في حين أن سوريه ومصر واليمن تقتل أبناءها
وفلسطين يقتل اليهود أبناءها
أعتذر منك ياوطني
فأنا أمارس شعائر ديني بسلام في أرجائك وأتذمر منك
في حين أن سنّة إيران محاربون مطاردون
ومسلمات العالم الغربيّ يفصلن من الجامعات بسبب حجابهن
اعتذر منك ياوطني
فأنا لم اقرأ في تاريخك عن مجاعة أو حرب أهلية أبادت الآلاف وأتذمر منك
في حين أن بعضا من دول إفريقية المسلمة عانت ومازالت تعاني من الإثنين
أعتذر منك ياوطني
فنحن في ظرف خمسين عاما فقط ماعدنا نعاني من الأميّة والجهل بفضل النهضة بالتعليم فعلى أقل تقدير لم تعد تحمل على أرضك من لايعرف القراءة أو الكتابة وأتذمر منك
في حين أن كثيرا من فتيان وفتيات دول كثيرة لايتعلمون لأسباب منها سوء الحالة الماديّة ومنها للجهل بأهميّة العلم ومنها للأنشغال بالعمل وإعالة الأهل
أعتذر منك ياوطني
فأنا استلمت مكافأة منك تكافئني بها لأنني أتعلم فقط رغم أني لم أكن شديدة الاحتياج لها وأتذمر منك
في حين أن المحتاج الذي يود إكمال تعليمه الجامعي هناك عليه أن يحصل على منحة وإلا فلن يكمل تعليمه
أعتذر منك ياوطني
لأنني آوي إلى فراشي وأعلم يقينا أنني لن أصحو ونصف بيتي مهدم ونصف أهلي جثث وأتذمر منك
في حين أن الطفل الغزيّ قد يصحو فلا يجد دارا ولا أهلا
أعتذر منك ياوطني
فأنا اطمح أو أطمع للعيش الرغيد المترف وأتذمر منك
في حين أن كثيرا من بني البشر يطح للعيش وحسب
أعتذر منك ياوطني
لأني لا أخاف عندما أسير في شوارعك ليلا فأتوجس من سارق قد يقتلني لأجل ساعة في يدي أو خمسون ريالا وأتذمر منك
في حين لايجروء كثيرون على فعل ذلك في أوطانهم
أعتذر منك ياوطني لأن قائمتي طويلة ولن أستطيع حصرها

والحمدلله كلما جنّ ليل وكلما انبثق فجر