[.. ما أشبهَ اللّيلةَ بِالبارِحة ..]

[Aishah AL-farhah]

أنا لا أجيد التعامل معك أنت بقدر ما أجيد واستسهل التعامل مع صورتك التي كوّنتُها عنك داخل نفسي الأسهل بالنسبة لي أن لا أغوص فيك ، لأتعامل مع ذاتك لذلك أنا أكوّن صورة عنك ، منشئها خبراتي وتجاربي المتراكمة عن النفوس ثم أتعامل معك من خلال هذه الصورة التي كوّنتها عنك فتصبح هذه الصورة النابعة مني في الأصل ، هي الوسيط بيننا وفي هذا نوع من الأنانيّة الإنسانيّة المجحفة بالآخرين الذين في محيطي ! لذلك ليس غريبًا أن يشعر أحدهم معي بالظلم ، بينما أنا أراني أنصفه كل الإنصاف !

حسنًا ، لو كان ذلك صحيحًا
فأنا هنا متقوقعة على ذاتي ، كأنما أتعامل مع ذاتي فقط
والآخرين ليسوا إلا مرآة أرى فيها انعكاس سلوكياتي مع ذاتي !

إنني بذلك أضع حولي دائرة ، مركزها أنا ، وحدودها كل شيء يخصّني بمفردي
إذن تعاملي مع غيري لأجلي فقط ، أخرج عن تلك الدائرة ، وأتبادل العطاء والأخذ مع غيري
لأن هذا الخروج من دائرتي ، سيفيدني أنا فقط ، وأنا في حاجة له دائمة

لذلك أخرج دائمًا من الدائرة ، ثم ما ألبث أن أعود لها ، ولا أتركها بعدي متاحة لغيري أبدًا
وإن عدت إليها لا أجلب معي إلى داخلها أحد غيري أبدًا ، ولا أريد أن أحدث فيها ثغرة
تصلني بغيري حتى وإن بقيت فيها ، بينما الأفضل أن أبقى فيها ، مع إحداث ثغرات عديدة
أسمح للجميع من خلالها الوصول إليّ ، وأروّض نفسي من خلال تلك الثغرات على التواصل
مع الأشخاص لذواتهم ، لأجلهم ، لمصلحتهم ، لحاجتهم لهذا التواصل الإنسانيّ ، وليس لحاجتي فقط


يا إلهي أنا مندهشة كثيرًا ، لأنني استطعت التوصل إلى هذا ، ومواجهة نفسي به !!