(( رسالة ))

[صمت البحار]

بسم الله الرحمن الرحيم ...

والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ...

(( رسالة ))

نحن أسلمنا لله الواحد الأحد وهذا ما يريده الله حيث , قال تعالى ::

{إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ }آل عمران19

كل ما أود قوله كلمات بسيطة ... من القلب إلى القلب ..

لماذا لا نجعل ديننا حياة نحيا بها .. فهو ليس في دور العباده وحلقات الذكر بل الدين المعاملة

فلماذا تعاملنا مع بعضنا أحيانا ً لا يمت للدين بصله ...

أسأنا إلى أنفسنا وإلى ديننا ونحن لا نعلم هذا يكفر ذاك وذاك يخطئ ذاك , قال تعالى :

{وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }الأنعام108

نحن علينا ألإرشاد إلى الله وإلى دينه جل جلاله بكل الادلة والبراهين ... وليس علينا هدى الناس قال تعالى :

{كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ }آل عمران110

الهداية نسألها من الله لكل خلقه جنهم و انسهم .. ولكن الهداية بيد الله سبحانه وتعالى حيث قال :

{إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }القصص56

لماذا وصلنا إلى مرحله لا نحسد عليها ...

لو أضمر الواحد منا أنه سفير لدينه من خلال تعامله مع غيره بدون إساءة لأحد وقبول وجهة

النظر المختلفة والرد عليها بالادلة والحجج والبراهين وليس بكلام يحسب على الاسلام

والاسلام منه بريء ...

ربما تعاملتَ مع إنسان لا يعرف من الاسلام إلا اسمه فكن معه مسلما ً بأخلاقك الحسنة

وليس تعامل يجعل الاخر يكره الاسلام من خلال تعاملك معه ... أنت هنا صددته عن دين الله وأنت لا تعلم

لماذا يتصرف بعضنا وكأنه مَلك مقرب .. أو كأنه ظمن أنه من أهل الجنة

لا أحد يستطيع التكهن بخاتمته وكيف سيموت وأين مصيره .....

تعاملنا مع بعضنا .... حدث ولا حرج .. إلا من رحم ربي ...

تعاملنا مع من نختلف معه ... والحكم عليه بالجحيم والخلود فيها وكأننا أرباب من دون الله ....

جاء الرسول إلى رجل فقال له كم تعبد قال سبعه فقال الرسول وإذا ضاقت بك الضوائق

قال أعبد الذي في السماء فقال الرسول ألا عبدت الذي في السماء وتركت الباقي

فقال الرجل أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله

* الرسول هو من ذهب إلى الرجل وليس العكس

* الرسول احترم ما يعتقد الرجل ولم يسخر ولم يهزء

* الرسول لم يقطب جبينه ولم يقل يا كافر يا عدو الله أنت من أهل النار

* الرسول حاوره ولم يجبره على شيء

فلماذا نحن نسخر ممن يخالفنا ......؟؟؟

إذا كنت تشعر أنك على الحق والصواب فاعلم أن هذا من فضل الله عليك وليس اجتهادا ً منك

فاخشع لربك واشكره على نعمته التي أعطاك وميزك عن غيرك .. وكن سفيرا ً لما تدين به

ولا تقل على الله ماليس لك به علم ..... تحلل ما تشاء وتحرم ما تشاء وتكفر هذا وذاك ...!!

وما أدراك أن من خالفك من أهل النار ... ولكي تعي ما أقول :

إنسان وصله الاسلام مشوه وغير صحيح ففضل أن يبقى على اعتقاده

هل تجرؤ بأن تقول أنه من أهل النار خالدا ً فيها ؟؟ من أعطاك الحق ؟

هل تحكم على رب العالمين ؟ وهل علمت الغيب ؟

نحن لا نحكم على مشيئة الله بل هو سبحانه من يحكمنا جل جلاله

نحن نسأل الله أن يهدي كل مسلم ومسالم إلى دينه الذي ارتضاه سبحانه وتعالى

فليراجع كل منا أعماله كلها هل هي من الدين ؟؟ وليبحث في السيرة عن تعامل الرسول

مع كل من كان حوله من مشركين و يهود و نصارى و تعامله مع صحابته ...

عندها سيرى أن الاسلام أكبر بكثير من تفكيره الضيق ...

النبي كان يتعامل مع من يخالفه بشكل راقي جدا ً وأسلوب حضاري ...

فقد زار اليهودي وهو على فراش الموت .. ودعاه إلى التوحيد فأجابه اليهودي ودخل الجنة

كان الرسول يجيب من يدعوه فقد دعاه اليهود إلى عشاء وكان العشاء مسموما ً ..- القصة معروفه -

ولكن منها دروس .. الرسول لم يضمر لهم شرا ً وكان صادقا ً وكان يتحين الفرص للدعوة إلى

توحيد الله ... من واجبه كنبي ورحمة بالناس ورأفة ...

ونحن نكفر بعضنا ونقتل بعضنا ومتفرقين أيما تفرق ... !!!

صورة المسلمين من الخارج ليست جميله .... الخلل ليس في الاسلام الخلل في المسلمين

تخيلت ُ يوما ً أنني لست مسلما ً ونظرت ُ للمسلمين وتصرفاتهم .. انظر إليهم في البلدان

وفي كل مكان ... يوجد أناس أظهروا أن الاسلام دين متعطش للدماء و أناس

أظهروه بتقطيب الجبين والجدية والتزمت والتعصب .. وأناس ... وأناس ...

الاسلام دين الرحمة من رب ٍ رحيم يقبل التوبة ويغفر ... ولكن بعض الناس لا ترحم

{إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً وَلَـكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ }يونس44

أقول هذا الكلام وكلي حزن وأسا ...

أقول لك أيها الاسلام ... بدأت غريبا ً وستعود غريبا ً كما بدأت فخذني معك في رحالك ..

فيا من تنتمي إلى الاسلام أين هو منك وأين أنت منه ... وآخر قولي مثل ما قلت ُ آنفا ً

التعامل الحسن هو البرهان وليس الاهتمام بالمظهر دون المخبر ...

أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم ُ .... فطالما استعبد الانسان إحسان ُ

الكلام يطول أكثر من هذا ولكني أحببتها همسة خفيفة .. لكل قارئ

تحيتي ومحبتي لكل مسلم ومسالم .