اختلاط التعليم ... ضرورة مُلحة

[نورس]

لعل الحديث عن أصحاب الفكر الداعي إلى اختلاط التعليم سيأخذ مجرى غير المجرى الذي أصبوا إليه ... وهو مناقشة الفكر المطروح حالياً وهو اختلاط التعليم ... يدعي هذا الفكر أنه هو السبيل الناجح الناجع لتخفيف العبء الاقتصادي عن الدولة و كأنهم بهذا الطرح أرادوا خيراً للوطن((( بالرغم من الكثير منهم غير ملتزم بسداد أقساط الصندوق العقاري و سداد فواتير الكهرباء والماء والهاتف )))... ومع ذلك يباغتونا يوماً بعد يوم بأطروحات فكرية تناقض الثوابت من باب الحوار ((( أي حوار الذي يجعلني أناقش صحة ثوابت الإسلام أو عدم صحتها ))) ! ... لكن حينما تلقي نظرة خاطفة لأطروحاتهم الفكرية تجدها بلا برنامج زمني أو مكاني ... فهي ((( أطروحاتهم ))) بعيدة كل البُعد عن الواقع ... حيث يقول أن الاختلاط يخفف من نسبة التعرض الجنسي والعلاقات الغير مشروعة وكأنهم بهذا الطرح يشرعوا العلاقات الظاهرة المبنية على اختلاط التعليم وهو ما لم ينزل الله به من سلطان ... يسأل الدكتور عمر بادحدح من جامعة الملك عبدالعزيز بجدة أصحاب فكرة اختلاط التعليم: ((( هل تريدون التعليم أم الاختلاط ؟؟؟ إذ كان تريدون التعليم فالتعليم موجود للجنسين ... أم إذ كان تريدون الاختلاط فهذا الأمر مردود لنفس يعقوب ))) ... وأضيف على ذلك ما نص عليه نظام التعليم السعودي حيث نصت المادة (155) من وثيقة سياسة التعليم الصادرة في عام 1390هـ على الآتي:يمنع الاختلاط بين البنين والبنات في جميع مراحل التعليم إلا في دور الحضانة ورياض الأطفال ... معنى هذا أن الدولة تسير وفق برنامج منهجي إسلامي ... إن الله عز وجل أمرنا نحن البشر من الجنسين ذكور و انات بغض البصر قال تعالى ((( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ))) فما بالك عزيزي القارئ بالاختلاط بين الجنسين النقيضين !!!! ... وفي عصر الصحابة رضوان الله عليهم وهم أطهر البشر بعد النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يخاطبوا النساء من خلف حجاب و كانت النساء كالغربان السواد من شدة التزامهم بالحجاب ((( أللهم أجعل نسائنا مثلهم ))) ... وحتى أن مقدمات الاختلاط نهى المولى عز وجل في كتابه الكريم حيث قال : ولا تقربوا الزنى" إنه كان فاحشة وساء سبيلا ( 32 ) {الإسراء}... يقول الأمام العلامة السعدي رحمه الله تعالى في تفسيره للآية ((( والنهي عن قربان الزنى أبلغ من النهي عن مجرد فعله؛ لأن ذلك يشمل النهي عن جميع مقدماته ودواعيه؛ فإن من حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه )))... ويقول الأمام ابن القيم رحمه الله تعالى عن الاختلاط (((واختلاط الرجال بالنساء سبب لكثرة الفواحش الزنى ))) .

والآن سأتركك عزيزي القارئ مع وقفات مأخوذة من أهل الاختلاط ((( الغربيين ))) وبعض الدراسات :
1) في دراسة أجرتها النقابة القومية للمدرسين البريطانيين أكدت فيها أن التعليم المختلط أدى إلى انتشار ظاهرة التلميذات الحوامل سفاحاً (بالحرام) وأعمارهن أقل من ستة عشر عاماً، كما أثبتت الدراسة تزايد معدل الجرائم الجنسية (الزنى) والاعتداء على الفتيات بنسب كبيرة...وفي أمريكا بلغت نسبة التلميذات الحوامل سفاحاً (48%) من تلميذات إحدى المدارس الثانوية.
هذه هي ثمار التعليم المختلط الزنى بالرضا أو الإكراه، ثم الحمل منه... ثم الإجهاض أو ولادة الأطفال اللقطاء ... ثم الانحرافات السلوكية لهؤلاء الأطفال ... ثم الجرائم العدوانية لهم كباراً ... وهكذا في سلسلة طويلة من المشاكل الأخلاقية... والأخطار الأمنية التي تكلف المجتمع كثيراً.
2) يقول وزير التعليم الفلبيني "ريكارد جلوديا" أنه يرغب في تعيين عددٍ أكبر من المدرسين الذكور لتدريس التلاميذ الذكور... حتى يتحلوا بصفات الرجولة بدلاً من الصفات الأنثوية التي يكتسبونها من مدرساتهم... وهناك الدراسة التي أعدتها النقابة القومية للمدرسين البريطانيين أتضح أن السلوك العدواني يزداد لدى الفتيات اللائي يدرسن في مدارس مختلطة .
3) تبين من خلال مجموعة من الدراسات والأبحاث الميدانية التي أجريت في كل من مدارس ألمانيا الغربية وبريطانيا انخفاض مستوى ذكاء الطلاب في المدارس المختلطة... واستمرار تدهور هذا المستوى وعلى العكس من ذلك تبين أن مدارس الجنس الواحد (غير المختلطة) يرتفع الذكاء بين طلابه ... السبب في ذلك هو انشغال الشاب بالشابة !!.
4) في دراسة أجراها معهد أبحاث علم النفس الاجتماعي في بون بألمانيا تبين منها: أن تلاميذ وتلميذات المدارس المختلطة لا يتمتعون بقدرات إبداعية ... وهم محدودو المواهب، قليلو الهوايات ... وأنه على العكس من ذلك تبرز محاولات الإبداع واضحة بين تلاميذ مدارس الجنس الواحد (غير المختلطة) والسبب في ذلك انشغال كل جنس بالآخر عن الإبداع والابتكار.
5) أظهرت دراسة بمعهد "كيل" بألمانيا أنه عندما حدث انفصال بين الجنسين ... كانت البنات أكثر انتباهاً، وأصبحت درجاتهن أفضل كثيراً .
6) ذكرت الدكتورة "كاولس شوستر" خبيرة التربية الألمانية أن توحد نوع الجنس في المدارس (البنين في مدارس البنين والبنات في مدارس البنات) يؤدي إلى استعلاء روح المنافسة بين التلاميذ أما الاختلاط فيلغي هذا الدافع .
7) ذكرت ((( هيلين ستاتسيري ))) كاتبة أمريكية تعمل في صحيفة متجولة وتراسل أكثر من 250 صحيفة زارت بلاد العالم والبلاد الإسلامية ذكرت : "أن الإباحية تهدد المجتمع الأوربي والأمريكي . وتنصح المجتمعات الإسلامية أن تتمسك بتقاليدها".
8) ترى80% من الأمريكيات يعتقدن أن الحرية التي حصلت عليها المرأة خلال الثلاثين عاما هي سبب الانحلال والعنف في الوقت الراهن ... 75% يشعرن بالقلق لانهيار القيم والتفسخ العائلي ... 80% يجدن صعوبة بالغة في التوفيق بين مسؤولياتهن تجاه العمل ومسؤولياتهن تجاه الزوج والأولاد ... 87% لو عادت عجلة التاريخ للوراء لاعتبرنا المطالبة بالمساواة مؤامرة اجتماعية ضد الولايات المتحدة وقاومنا اللواتي يرفعن شعاراتها (البيان ربيع الآخر 1420) .
لن أطيل عليك عزيزي القارئ لأن ما أردت إيصاله هو أن تقارن بين نعمة الفصل لدينا ونقمة الاختلاط للغربيين .