تَعقيباً عَلى مَقآل الأستآذ جَمآل

[* تركي *]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

/

تعقيباً على مقال ( دعوة أخرى غير وطنية لتأجيل الدراسة ) المنشور بتاريخ 3 ديسمبر (كانون الأول ) الحالي أقول : إِنّ من يريد أن يلامس الحَقيقة عليه بالوقوف مُحايداً تماماً ، فإِن تحصيل العلم وَ مدى استيعابه لدى عقل المستقبل يرتبط ارتباطاً قوياً بمدى حالته النفسية هذه حقيقة علمية لا جدال فيها ، كما أن الأجواء البيئية و الاجتماعية المحيطة بالعلم تأثر بشكل مباشر على نفسية الطالب ، تِلك الحالة الفسيولوجية مَحدودة بين دائرتين الأولى تتعلق بالفرد ذاته وَ الأخرى تتعلق بالمجتمع عينه ، وَعليه نستطيع أن نُرجع ما حدث مِن أمطارٍ وَ سيول لا تُعد كونها حادثة ذات شأن عام وليس خاص ، حيثُ أن الطلاب لازالوا مشدوهين مذعورين وأستطيع أن أرجع ذلك لعدة أسباب وَحقائق ترتكز في المقام الأول على النتائج التي خلفتها تِلكَ الحادثة والتي تتلخص فيما يأتي :-
أولاً : أَقر المركز الإعلامي في الدفاع المدني أن عدد الضحايا تخطى حاجز المائة ، والبحث لازال جاري .
ثانياً: هناك ما يزيد عن 3 ألاف منزل وَ مَحلات وَ مَركبات مُتضررة.
ثالثاً : لآزآل البحث عن المفقودين المُبلغ عنهم .
رابعاً: تعاني الطرق من تشققات وَ دَمار فِي أغلب شوارعها ، وَ الأهم كبري الجامعة الذي يعتبر حلقة الوصل بين الخط السريع والجامعة .
خامساً: هناك ما يزيد عن 30 ألف طالب وطالبة سيتهافتون صبيحة يوم السبت ، بينما مرافق الجامعة من مواقف سيارات و غيرها لازالت تخضع لعملية الترميم ولم تنتهي تماماً .

تلك الأسباب وَ غيرها الكثير مِن شأنها آن تَبث الخشية وَ الرعب في نفوس الطلاب فأَنّى لهم أن يتهيئوا لتحصيل العلم وَ منهم من فقد أرواحاً كانت يوماً من الأيام أنساً لهم ، وَ منهم من استنزفته الخسائِر المادية حتى أضحى عاجزاً مُقيداً وَ مَنهم مَن فقد منزله وَ مأواه ، كَيف لهم آن يَنعموا بتعليمٍ سَليم بينما الجامعة لم تجهز كلياً لاستقبال هذا الفوج الكبير من الطلاب والطالبات بشكل آمن مما يضمن سلامة أبناءها الطلاب ؟!! كَيف لَهُم آن يتسابقوا إلى مَقرآتِ الجامعة فِي ذروةِ صباحِ يومِ السبت وَ الأرصاد الجَوية تُشير إِلى احتمالية هُطول أمطار أُخرى ؟! إِنّ جُلّ ما أَريد آن أَصل به لـِ ذَوي القرارات العليا آن يُنظر لحالِ أبنائهم الطلاب مِن مَنظورٍ يؤمن لَهم وَ لـِ ذويهم السلامة الكافية بحِيث تُؤجل الدراسة مُدةً معلومة ريثما تستقر الأوضاع وَ تهدأ النُفوس وَ تتهيأ لاستقبال مختلف العلوم فِي الجامعات وَ المؤسسات التعليمية .

أستاذي جمال ، كان من الأولى بك أن تأخذ بأيدي أبناءك الطلاب (الذين أطلقت عليهم أملنا لمستقبلٍ زاهر ) ، موجهاً و مرشداً و مشجعاً و مُطَمْئِناً لهم بصفتك إعلامي ، لا أن تُطلق على أفعالهم مُسميات تخل بالواجبات الوطنية وتتعلق بالقومية وَ الانتماء ، الوَطنية تكمن في الحملات المنادية للعلم وَ المعرفة نعم أتفق معك ، لكن أن نُفسر الآخر " النقيض " على أنها حملات طالبت فقط بتأجيل الدراسة حتى تستقر الأمور ! ، فهذا خطأ كبير يصدر من إعلامي كبير ..!

/

هَذآ عِبآرة عَن مَقآل كَتبته مُبآشرة بَعد نَشر الأستآذ جمآل لـِ مَقآله ، حيثُ قُمت بـِ إِرسآله لـِ جَريدة الوَطن طَآلباً إِيآهم بـِ نَشره بِمآ أنهآ جِهة إعلآمية تَتبنى حرية الرأي فِي حدود الرأي الآخر وَ مَوضوعية الطَرح ، وَ إلى الآن أنتظر آن يُنشر وَ لكن دونَ آي جَديد .. وَ لَكنّ الجَدير بـِ الذكر أني تَلقيت رداً مِن الأستآذ جَمآل نَفسه في نفس اليوم ( الخَميس المَآضِي ) ،
يَقول فيه بَعد ذِكر مُقدمة بَسيطة عَن مَدى إعجآبه فـَ قآل :

" أتمنى لو وضعت هذا الجهد في خطة لإصلاح الجامعة والمشاركة في ترميمها عوضا عن استخدام قدراتك لإقناعي بواجهة تعطيل الدراسة . هذه وجهة نظري داعيا لك بالتوفيق "

لآزِلتُ أَتقبل وِجهة نَظرك ..!
وَ لآزِلتُ أَنتظر تَجآوبكم مَعي

::