*الــمــذهـــل .!!*

[No CoMmEnT]

المذهل!

تركي الدخيل

كنت حدثتكم قبل أسابيع عن سيدة تعيش بلا يدين، وتدير تفاصيل حياتها بحرفية يغبطها عليها الأصحاء، واليوم أحدثكم عن مقطع فيديو وصلني بالبريد أمس من الصديق الدكتور زياد الدريس، لرجل يبدو في الثلاثينيات من عمره، غير أنه بلا يدين، وبلا رجلين. ويعيش حياته بشكل مذهل.
يبدأ المقطع بالرجل وقد نزل من منزله رفقة كلبه، مرتدياً شورت سباحة، حتى يصبح أمام المسبح، فيقذف بنفسه فيه، ويعوم كما سمكة، حتى يخرج من المسبح. ثم ينتقل المشهد إلى الرجل وهو ينام على سرير منخفض الارتفاع، فيستيقظ ويزيل عن نفسه الغطاء بخفة معتمداً على أسفل الحنك، ثم يهبط كتلة واحدة من السرير، ويتجه إلى حيث النافذة، فيشيح الستارة بأسنانه عبر سحب حبلها الجانبي، حتى تتسلل أشعة شمس الصباح مؤذنة بيوم جديد. يدخل الرجل دورة المياه، فيعمد إلى فرشاة أسنانه فيضع فمه حتى تكون الفرشاة في وسطه، ثم يفرش أسنانه بتحريك فيه كاملاً مسنداً طرف الفرشاة على حاملها.
تنتقل الصورة إلى مشهد وهو يضع رأسه في وسط القميص ثم يقفز مرات متوالية، حتى يدخل القميص في جسده وكأن صحيحاً ارتداه.
يسحب بأصابع قدمه الصغيرة، غلاف قرص (دي في دي)، ويفتحه بذات الأصابع، ثم يخرج القرص ويضعه في مشغل الأقراص، ويذهب إلى الريموت كنترول، فيضغط أحد أزراره بحنكه، مؤذناً بإدارته ويقفز ليستلقي على أريكته ويشاهد التلفاز.
بل حتى السلم، ترى هذا الرجل المذهل، يقفز درجاته، واحدة تلو الأخرى، ويهبطها بيسر. ثم تراه يطبع على لوحة المفاتيح، فتظهر عبارته على الشاشة:"أستطيع أن أطبع 43 كلمة في الدقيقة الواحدة"!
وإذا أراد استخدام الهاتف الجوال، فإنه يقذف به من قدمه ليتلقفه بجانب رأسه وكتفه، ويبدأ الحديث به وكأن شيئاً لم يكن...
ترى الرجل مبتسماً، وروح الحياة، والإقبال عليها، يشعان من عينيه، وكأنه يقول:
المعاق ليس من حرمه الله من بعض الأعضاء... بل من يختار الكسل والدعة... ولوم الآخرين على تقصيره!
جريدة الوطن

--------------

هناكـ من لا يعرف الركود في اسوء الحالاتـــ ولا يعرف الاعتماد على الآخرين حتى لو اجبر على ذلكـ وهناك من ينظر الى المستقبلــ حتى لو كان هناك بصيص من الأملـــ يستطيع من خلاله السير بطمئنان وتحقيقـــ اعظم الانجازاتـــ فلنتعلم نحن الاصحاء كيف نستطيع ان نعتمد على انفسنا ..!
تركي الدخيل شكراً لك مقاله رائعه جزيتَ خيراُ اينما كنت