جامعي حلم كان يراودني

[نزف الوتين]

كنت كـ غيري أحلم بـ مسمى طالب أكاديمي
فـ ألتحقت بالجامعة علني أُرضي طموح من كد
لـ يراني كما كان يُريد فـ يبتسم ،،
بدأت أيامي الأولى بالجامعة ومرت الأسابيع
لحقت بها الشهور لـ ينتهي أول ترم لي ،،
كنت مجتهداً أرغب في العُلا فـ سهرت الليالي
احلُم بـ أشياء تسكنني منذ تخرجي من مدرستي
الثانوية ،،
ولكن بعد نتائج الترم الأول وضحت لي الـصورة
الحقيقية لـ تعليمنا الجامعي وكوادرنا التعليميه
ولكي لا أظلم أحد منهم لم يكن جميعهم ولكن
جُلهم لا يعتمد على العطاء بل على مقاييس أخرى
ليس لها علاقة بـ الجد والمثابره ،،
إما تخمين حين وضع الدرجات أو توكيل في وضعها
للغير أو إعتماداً على حضور وغياب أو قناعة
نفسية كـ قناعة بعض المدربين تلك لـ ياسر القحطاني
ومحمد نور في إنضمام هذا وتسريح ذاك ،،
عندما أشرقت الشمس وأتضحت الصورة وقُتلت العزيمة
في النفس وباءت كل محاولات الإجتهاد في أن تجعلني
استمر في طلبي للنجاح بـ ذلك الإصرار الذي بدأت
به مرحلتي الجامعية ،،
بدأت في الإنحدار أكثر وأكثر لـ أجد نفسي اصارع
الفصل وإنذاراته وأنجرف نحو "جده" ومغرياتها
غير مبالي بالمعدل وما يحمل من درجات مصطدماً
تارة بـ رسوب غير متوقع وتارات بـ نجاح لم يكن
في الحسبان .. هذه هي الحقيقة فـ عكس مانقدم
نجني دائماً في قاعات جامعتنا ،،
واتذكر في إحدى المرات أنني حصلت في إحدى
المواد على درجة لا تبتعد عن الكمال سوى بـ ثلاث
درجات دون أن يكون لي مُذكِره عند ذلك المحاضر ،،
عموماً مرت السنوات وبدل أن احصل على الوثيقة في
أربعة أعوام زدتها سنة ونصف لـ أتخرج بعد ذلك
بـ تقدير لم يكن يوماً ضمن حلمي ،،
ولكن مقارنة مع الواقع احمد الله بدل المرة ألف
مرة في أنني تخرجت ،،
حملت الشهادة كـ كل الخريجين .. ابحث عن وظيفة
وتغيرت الأحلام فقد كبرت ولابد لـ أحلامي
أن تكبُر معي ولكن إصطدمت مرة أخرى بـ ديوان
الخدمة المدنية حيث لم يكن لدي قريب أو حبيب
يسكن في تلك الدائرة .. إتجهت إلي العمل الخاص
في إحدى الفنادق وإلتحقت بـ إحدى المعاهد اتعلم
الحاسب راغباً وادرس الإنجليزية مرغماً فـ حصلت
على الإثنتين معاً ولكن هل الشهادات تكفي للحصول
على وظيفة .. كانت الخبرة مطلب مهم ولو كنت حاصلاً
عليها لـ كانت الشهادات هي المطلب فـ ألتحقت
بـ مدرسه أهليه باحثاً عن سنوات خبرة تلحقني
بـ سلك التعليم والمعلمين .. إستمريت شهوراً لم تصل
لـ سنه ثم تركتها بـ محض إرادتي لـ محدودية الدخل والذي
يكاد أن يكون منعدم بعد إستلامه ببضع أيام وأيضاً
لـ كثرت العنا وطول الطريق الذي اسلكه ،،
عدت إلى الفنادق فـ مردودها المادي نهاية كل شهر
أفضل بـ كثير من تعليم أبناءُه غيّرهُم الزمان فـ عاد
بالمعلم إلى الوراء وجعلهم يقطنون المقدمه متجاهلين
قم للمعلم ووفيه التبجيلا .. بل ضاربين بها عرض الحائط
فـ إدارة التعليم معهم وفي صفهم فـ من يستطيع أن يقول
لهم ما لا يرضيهم ،،
استمريت في ذلك الفندق وبه تعلمت كيف اتعامل مع الجمهور
وكيف اكسب محبة الناس ولا أخفيكم قطعت علاقتي
بـ ديوان الخدمة وازحته من قاموسي بعد أن زرته مراراً
وتكراراً فقد ساءني تعامل موظفيه وتعاليهم وطريقة إستقبالهم
لـ شباب يبحث عن عمل ويحاول أن يكون عضواً فعالاً في مُجتمعه
رضيت بـ القطاع الخاص وتعلقت به حباً في التعامل
مع شرائح المجتمع المختلفة وكل يوم يمر كنت اتعلم شئ
لم اتعلمه من قبل في جامعتي للآسف وهي المنشأة التعليمية
الأهم في مراحل حياتنا ،،
وإلتحقت بـ القطاع المصرفي بعد ذلك ولا يبتعد كثيراً
عن الفنادق فـ هو منشأة ربحية خدمية تتعامل مع شرائح
المجتمع المختلفة ،،
الآن نسيت ما درسته في تلك الجامعه ولا أرغب في أن اتذكر
شئ مما درسته حيث أنني لم استفد من سطور مُذكِراتُها
غير أنني كنت أخذ مكافأتي الشهرية وأدفعها لـ محاضر
المادة مشترياً مُذكِرته التي تعاقد مع مكتبة ما في بيعها
مناصفة في قبض ثمنها ،،
سؤالي :
ما الفائدة التي عادت من دراست الأكاديميون
خارجياً حين لا يلقون بالاً لـ عطاء طلابهم وما الفائدة
من علم يحتضنه فكرهم وهم لا يبحثون عن مردود
حقيقي لـ عطائهم ؟؟
تذكير :
ليس الجميع على هذه الحال بل أكثرهم وليتهم قلة
لما كانت سطوري هذه ؟؟!!
همسة :
معدلي الذي لم اكن احلم به والآن افتخر أنني حصلت
عليه ونجيت من جامعتي بـ مسمى أكاديمي هو " مقبول "