قصيدة ابن زريق المقررة في امتحان مادة التدريب العملي 463 (15) بيتاً بالشرح والإعراب

[أ‍بو مشعل]

ملاحظة مهمة: قد تختلف كلمات بعض الأبيات عن الكلمات التي في المذكرة المقررة من الدكتور نوح، لكن الدكتور نوح نفسه اطلع على هذه النسخة من الأبيات وشرحها وإعرابها وقال إن هناك روايات كثيرة لأبيات القصيدة وليس مطلوباً الالتزام بذات الرواية التي في المذكرة وقد قال هذا الكلام في آخر محاضرة في الدورة التأهيلية عندما اطلع على هذه النسخة التي أضعها بين أيديكم الآن مع خالص تمنياتي ودعواتي بالتوفيق لنا جميعاً:

بسم الله الرحمن الرحيم

فراقية ابن زريق

مقدمة : هو ابو الحسن علي بن زريق البغدادي من شعراء العصر العباسي الثالث قيل في سبب نظمه فراقيته هذه : انه ترك بغداد لفاقه ألمت به وترك فيها زوجا كان كلفا بها , وارتحل إلى الأندلس فمدح أحد أمرائها فلم يعطه ما كان أمله منه . فعاد إلى ( الخان ) الذي كان نازلا فيه واعتل غما و مات . وقد وجدت عند رأسه رقعة فيها هذه القصيدة التي اخترت منها هذه الأبيات بالشرح والإعراب :

الأبيات

لا تعذليه فإن العذل يولعه

قد قلت حقا ولكن ليس يسمعه

قد كان مضطلعاً بالخطب يحمله

فضلعت بخطوب البين أضلعه

ما آب من سفر إلا وأزعجه

عزم إلى سفر بالرغم يزمعه

إذا الزمان أراه في الرحيل غنى

ولو إلى السد أضحى وهو يقطعه

وما مجاهدة الإنسان واصلة

رزقا ولا دعة الإنسان تقطعه

قد قسم الله بين الناس رزقهم

ما يخلق الله من خلق يضيعه

لكنهم كلفوا حرصا فلست ترى

مسترزقاً وسوى الغايات يقنعه

والحرص في المرء، والأرزاق قد قسمت

، بغي ؛ ألا إن بغي المرء يصرعه

استودع الله في بغداد لي قمرا

بالكرخ من فلك الأزرار مطلعه

وكم تشفع بي أ ن لا أفارقه

وللضرورات حال لا تشفعه

هلا أقمت فكان الرشد أجمعه

لو أنني ، حين بان الرشد ، أتبعه

لو أنني لم تقع عيني على بلد

في سفرتي هذه إلا وأقطعه

يا من أقطع أيامي وأنفذها

حزناً عليه ، وليلي لست أهجعه

حتى جرى الدهر فيما بيننا بيد

غبراء تمنعني حقي وتمنعه

وكنت من ريب دهري ،جازعا ، فرقاً

فلم أوق الذي قد كنت أجزعه

الشروح والإعراب

1- لا تعذليه فإن العذل يولعه قد قلت حقا ولكن ليس يسمعه
يولعه : يغريه ، مضارع أولعه : أغراه .
- لا : حرف نهي وجزم مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
- تعذليه : فعل مضارع مجزوم بـ(لا) وعلامة جزمه حذف النون ؛ لأنه من الأفعال الخمسة , وياء المخاطبة ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل , وهاء الغيبة ضمير متصل مبني على الكسر في محل نصب مفعول به .
- حقاً : نائب عن مفعول مطلق منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة .
- جملة ( يولعه ) جملة فعلية في محل رفع خبر ( إن ) .
- جملة ( يسمعه ) جملة فعلية في محل نصب خبر ( ليس ) .

2- قد كان مضطلعاً بالخطب يحمله فضُلِّعَتْ بخطوب البين أضلعه

مضطلعاً : اسم فاعل من اضطلع بالأمر : نهض به ، وقوي عليه . الخطب : الأمر العظيم الذي يبعث على الهم .
- ضلعت : فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح الظاهر ، والتاء تاء التأنيث الساكنة حرف مبني لا محل له من الإعراب .
- أضلعه : نائب فاعل فصل بينه وبين فعله العامل فيه .
- جملة ( يحمله ) جملة فعلية في محل نصب حال من ( الخطب ) أي محمولاً .

3- ما آب من سفر إلا وأزعجه عزم إلى سفر بالرغم يزمعه

- آب : رجع ، عاد .
- أزعجه : أقلقه وقلعه من مكانه .
- يزمعه : يثبت عليه .
- الرغم : الكره والقسر والذل .
- من سفر : التنكير في كلمة ( سفر ) المتكررة يفيد الكثرة العظيمة وضخامة الخطب الذي ينوء به الشاعر .
- عزم : التنكير هنا يفيد الضعف بخلاف التنكير في كلمة ( سفر ) ولذلك يقول الشراح : بأن البيت يدل على شدة الوله والغم .

4- إذا الزمان أراه في الرحيل غنى ولو إلى السد أضحى وهو يقطعه

- السد : أراد به الحاجز الصيني العظيم أو الجدار الصيني الذي يعزى بناؤه إلى الاسكندر .
- يقطعه : يجتازه .
- إذا : شرطية غير جازمة ظرف لما يستقبل من الزمان مبني على السكون في محل نصب.
- الزمان : فاعل لفعل محذوف يفسره المذكور بعده أي : إذا أراه الزمان أراه في ...، لأن ( إذا ) كبقية أدوات الشرط تختص بالدخول على الأفعال.
- وهو يقطعه : الواو واو الحال . هو : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ وجملة(يقطعه) جملة فعليه في محل رفع خبر المبتدأ وجملة (هو يقطعه) جملة إسميه في محل نصب حال والرابط هي (الواو).

5_وما مجاهدة الإنسان واصلة رزقا ولا دعة الإنسان تقطعه

_ المجاهدة : الاجتهاد في الأمر . الدعة : خفض العيش والتنعم
_تقطعه : تمنعه وتحرمه.
_ ما : نافيه وهي مهملة بدليل مجيء الخبر مرفوعا الذي هو( واصلة ) .
- رزقاً : مفعول به منصوب ، والعامل فيه هو ( واصلة ) اسم فاعل يعمل عمل فعله .

6-قد قسم الله بين الناس رزقهم ما يخلق الله من خلق يضيعه

المعنى واضح وفيه دلالة واضحة على قوة إيمان ( ابن زريق ) بمسألة الرزق . وهذا المعنى مطروق في الشعر بكثرة .
قد : حرف تحقيق مع الفعل الماضي .
- خلق : النكرة في سياق النفي تفيد العموم . وجملة ( يضيعه ) جملة فعلية في محل جر صفة لـ( خلق ) أي : لا يخلق الله أي خلق مضيع .

7-لكنهم كلفوا حرصا فلست ترى مسترزقاً وسوى الغايات يقنعه

- الغايات : أراد الأغراض والمرامي البعيدة المدى .
- مسترزقاً : أي طالب للرزق وقانع به .
- وسوى الغايات ...
- يقنعه : أي أن أي مسترزق مهما كان حجم الرزق لديه هو غير راض به ؛ لأن مراميه وأغراضه في تحقيقه بعيدة المدى .
- ( كلفوا حرصاً ) : جملة فعلية في محل رفع خبر ( لكنهم ) .
- ( ترى مسترزقاً ) : جملة فعلية في محل نصب خبر ( ليس ) .

5- والحرص في المرء، والأرزاق قد قسمت ، بغيٌ ؛ ألا إن بغي المرء يصرعه
- الحرص : مبتدأ خبره ( بغي ) . ( والأرزاق قد قسمت ) جملة اسمية في محل نصب حال بواو الحال . ( ألا إن بغي المرء ..)
- بغي المرء : ظلمه لنفسه ، وكسرت همزة ( إن ) هنا لمجيئها بعد ( ألا ) الاستفتاحية .
- يصرعه : يقتله وهو جملة فعلية في محل رفع خبر ( إن ) .
- يقول ابن زريق : ماذا يفيد المرء الحرص مادام الله قد قسم الأرزاق ، فما الحرص الا ظلم يقتل صاحبه .

6- استودع الله في بغداد لي قمرا بالكرخ من فلك الأزرار مطلعه

الكرخ : سوق في بغداد على الضفة الثانية من دجلة كانت فيها الخمارات ، وقوله : فلك الأزرار ، استعار الفلك لجيب قميص الموصوف الطالع وجهه من بين أزراره ، وجعل الأزرار كنجوم لهذا الفلك . وفي البيت استعارة مجردة في ذكره الكرخ وهو ما يناسب المستعار له أي المشبه بالقمر ؛ واستعاره مرشحة في ذكره الفلك ، وهو ما يناسب المستعار منه ، أي المشبه به وهو القمر .
من فلك الأزرار : شبه جملة جار ومجرور في محل رفع خبر مقدم
مطلعه : مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة ، وهو مضاف وهاء الغيبة ضمير متصل مبني على الضم في محل جر مضاف إلية .



7- وكم تشفع بي أ ن لا أفارقه وللضرورات حال لا تشفعه

- تشفعه : تقبل شفاعته .
- كم : خبرية بمعنى كثير مبنية على السكون في محل رفع مبتدأ خبره تشفع بي .
- وللضرورات : جار ومجرور في محل رفع خبر مقدم :
- حال : مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة .

10-هلا أقمت فكان الرشد أجمعه لو أنني ، حين بان الرشد ، أتبعه

- الرشد : الاستقامة على طريق الحق .
- بان : ظهر .
- هلا : حرف تحضيض .
- كان : تامة هنا والرشد فاعل كان أي : كمل الرشد . أجمعه : توكيد معنوي ل(الرشد) وتوكيد المرفوع مرفوع مثله ؛ لأنه تابع . أتبعه : جملة فعلية في محل رفع خبر ( أنني ) . يقول : كان رشدي كاملا لو أنني تبعته ، حين ظهر لي أن الرشد هو في اتباعه ، ولكنني لم أفعل .




11-لو أنني لم تقع عيني على بلد في سفرتي هذه إلا وأقطعه

- يتمم في هذا البيت معنى البيت السابق فيقول : إن عدم اتباعه ذاك الشخص متأت من حبه للأسفار يغلب على رشده .
- لم تقع عيني : جملة فعلية في محل رفع خبر ( أنني ) .
- في سفرتي هذه : هذه اسم اشاره مبني على الكسر في محل جر صفة ل (سفرتي ) .
- إلا وأقطعه : إلا أداة استثناء ملغاة وأقطعه جملة فعلية في محل جر صفة ل ( بلد ) .

13- يا من أقطع أيامي وأنفذها حزناً عليه ، وليلي لست أهجعه

- أنفذها : أفنيها .
- يا من : منادى مبني على الضم المقدر منع من ظهورها حركة البناء الأصلي .
- حزناً : مفعول لأجله منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة .
- وليلي لست أهجعه : ليلي مبتدأ خبره الجملة الفعلية ( لست أهجعه ) والتاء في لست ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع اسم ليس خبره الجملة الفعلية ( أهجعه ) في محل نصب .



14- حتى جرى الدهر فيما بيننا بيد غبراء تمنعني حقي وتمنعه

- غبراء : مجدبة مشؤومة .
- فيما : في حرف جر ، ما : اسم موصول مبني على السكون في محل جر بحرف الجر ، وشبه الجملة متعلق بالفعل (جرى) .
- تمنعني حقي : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة وفاعله مستتر جوازاً تقديره ( هي ) يعود على( يد )، النون للوقاية وياء المتكلم ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به أول ، حقي : مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة .

15- وكنت من ريب دهري، جازعاً ،فرقاً فلم أوق الذي قد كنت أجزعه

- ريب الدهر : حوادثه .
- الجازع : اسم فاعل من جزع من الشيء : لم يصبر عليه ، أي أظهر الحزن والاضطراب .
- الفرق : اسم مبالغة من فرق : جاف وقوله : أجزعه : حَمَلَ جرع على خاف وخشي فعداه مباشرة دون حرف جر .