InstagramTwitterSnapChat


 
وصف

العودة   منتديات سكاو > الأقسام الخاصة > الأقسام العامة > المنتدى الإسلامي
التسجيل مشاركات اليوم البحث
   
   


المنتدى الإسلامي المواضيع الدينية

من تاريخ الاستشراق مرحله ما بعد الحروب الصليبيه

المنتدى الإسلامي

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
  #1  
قديم 05-11-2003, 08:25 AM
الصورة الرمزية الريادة

الريادة الريادة غير متواجد حالياً

مشرف سابق

 
تاريخ التسجيل: Oct 2003
التخصص: ادارة واقتصاد/ محاسبة
المشاركات: 225
افتراضي من تاريخ الاستشراق مرحله ما بعد الحروب الصليبيه


الدكتور محمد الدسوقي



الدارس لتاريخ الاستشراق يلاحظ أنه بدأ أولى خطواته في رعايه الكنيسه، و أن الجيل الأول من المستشرقين كان من الرهبان و القساوسه، و مازال بعضهم حتى الآن من رجال اللاهوت، و أن روح التعصب و الأفكار الكنيسه و النظره إلى الإسلام نظره غير موضوعيه قادت الفكر الاستشراقي عبر تاريخه الطويل حتى العصر الحاضر.

على أن الاستشراق مع هذا مر بعده مراحل أو فترات تاريخيه و يمكن تقسيمها على النحو التالي:


1. المرحله الأولى:

و تبدأ بعد فتح الأندلس، و ازدهار الحياه العلميه فيها، و كذلك جزر البحر المتوسط و جنوب إيطاليا، و تنتهي هذه المرحله بانتهاء الحروب الصليبيه.


2. المرحله الثانيه:

و تبدأ بعد الحروب الصليبيه، و تمتد إلى منتصف القرن الثامن عشر الميلادي تقريباً.


3. المرحله الثالثه:

و قد بدأت في منتصف القرن الثامن عشر على وجه التقريب؛ و استمرت إلى نهايه الحرب العالميه الثانيه.


4. المرحله الرابعه:

و بدأت بعد الحرب العالميه الثانيه، و مازالت مستمره حتى الآن.

و قد روعي في هذا التقسيم تميز كل مرحله بخصائص معينه، و إن كان هناك قاسم مشترك بين كل هذه المراحل، و خاصه تلك التي بدأت بعد الحروب الصليبيه.

و في الصفحات التاليه حديث موجز عن المرحله الاولى، حديث يهتم بالكليات دون الجزئيات، أو الحقائق العامه دون التفصيلات الفرعيه. أو ثم التركيز على المرحله الثانيه (مرحله مابعد الحروب الصليبيه)، و نترك الحديث عن باقي المراحل لبحوث قادمه.

بدايات الفكر الاستشراقي

من المعروف تاريخياً أن الغرب كانت له محاولات قبل الإسلام لمعرفه الشرق و الشرقيين1، بيد أن هذه المحاولات ما كانت تسعى إلى ما يسعى إليه الغرب بعد ظهور الإسلام، و دخوله أوربا في مستهل القرن الهجري الثاني.

إن اوربا بعد فتح الأندلس و جزر البحر المتوسط، وَلّت وجهها نحو الشرق لأن نوراً جديداً انبثق فيه، و اكتسح ظلمات الفرس و الروم، هذا النور الذي بدد دياجير الوثنيه في الجزيره، و وحد بين القبائل العربيه المتصارعه، و أنشأ منها قوه عادله ضاربه مزقت أكبر القوى في ذلك العصر، و مكنت لدين الله في الأرض، فانتشر الإسلام في فتره زمنيه و جيزه بين شعوب و أقطار متباينه اللغات و العقائد و العوائد، مما أثار دهشه أهل أوربا، و حملهم على أن يقفوا على سر تلك الظاهره الفريده في تاريخ البشريه، و أن يلموا بثقافه و علوم هؤلاء المسلمين الذين أصبحوا مثلاً أعلى للتقدم و الحضاره، و أصبحت حواضرهم مثاباتٍ للبحث و الدرس و مراكزَ للثقافه و الفكر.

إن أوربا التي كانت حين حمل العرب الإسلام إليها تغظُّ في سُبات الجهل و التخلف، و المعتقدات الفاسده، و الصراع الطبقي، و التناحر حول الزعامه و السلطه، سعت لأخذ علوم المسلمين و ثقافتهم، و كذلك لمعرفه مناط قوتهم، و عوامل مجدهم، و أسباب وصولهم إلى مراكز القياده في العالم الذي كان معروفاً حين ذاك2. و كان من مظاهر ذلك، هجره شباب أوربا لطلب العلم في مراكز الثقافه الإسلاميه و خاصه في الأندلس، و إرسال البعثات التعليميه الرسميه إلى هذه المراكز، و إقامه صلات الموده بين بعض الحكام، كما حدث بين الرشيد و شارلمان، و كذلك إنشاء المدارس في أوربا على غرار ما كان في البلاد العربيه، و استقدام الأساتذه و العلماء المسلمين للتدريس فيها مع الأساتذه الأوربيين الذين أتموا دراستهم في الديار الإسلاميه، ثم نقل التراث العلمي الإسلامي إلى اللغه اللاتينيه التي كانت لغه العلم في أوربا في ذلك الوقت، و بدأت حركه الترجمه في القرن التاسع الميلادي، و نمت بعد ذلك، و لا سيما بعد سقوط طليطله عام 478 هـ، 1805 م، فقد أنشأ رئيس أساقفتها ديواناً للترجمه كان يضم بعض العرب الذين تعلموا اللاتينيه و قام هذا الديوان بنقل التراث العربي برمته من فلسفه و أدب و فلك و طب .. إلخ .. إلى هذه اللغه ..

و تعد صقليه من أهم مراكز الترجمه التي أثرت في أوربا تأثيراً بالغاً و خاصه في مجال العلوم الطبيه.

لقد حكم العرب هذه الجزيره اكثر من قرنين و نصف من الزمان (212-484 هـ) و نشروا في ربوعها حضاره مزدهره كانت لها انعكاساتها الإيجابيه على نهضه أوربا، و تطور الحياه العلميه فيها.

لقد كانت أوربا تتلمذُ على أيدي العرب، كانت تتعلم لغتهم، و تترجم علمهم، و تنشىء المدارس على غرار مدارسهم، و تضع لها المناهج الدراسيه المنقوله عن المناهج العربيه، و من ثم لم يكن للعلماء الأوربيين في تلك الحقبه إنتاج علمي خاص، لاعتماداً كلياً على التراث العربي، و كل ما ظهر من مؤلفات لاتينيه لاتعدو أن تكون ترجمات لمولفات إسلاميه أو نقلاً عنها3.

و يصف بعض الأوربيين اقبال غير المسلمين، و خاصه الشباب على تعلم العربيه، و دراسه الكتب الإسلاميه فيقول: «النصارى كانوا يحبون قراءه القصائد و القصص العربيه و دراسات الفقهاء و الفلاسفه العرب لا لدحضها، بل لامتلاك ناصيه لغه عربيه سليمه جميله، فأين – سوى رجال الدين – من يقرأ الآن التعاليق اللاتينيه على الكتاب المقدس، أو يدرس الإنجيل و الرسل و الحواريين؟ وا أسفاه!! إن الشباب النصراني يدرس و يقرأ بحماس الكتب العربيه، إنه يجمع مكتبات كثيره بأثمان باهظه، و يحتقر الأدب النصراني، و لايعيره اهتماماً، لقد نسي الشباب لغتهم، و في مقابل شخص واحد يستطيع كتابه رساله إلى صديقه باللاتينيه، هناك ألف شخص ممن يستطيعون التعبير في رساله بالعربيه، و ينظمون في هذه اللغه قصائد أجمل مما يفعل العرب أنفسهم»4، و لكن أوربا، مع أخذها عن المسلمين، و على الرغم من شده حاجتها إلى ما أخذت، كانت تشعر بشعور المعاداه و البغضاء تجاه من يأخذون عنهم، و كان ذلك بسبب الانتصارات الحربيه التي حققها المسلمون منذ معركه مؤته (8 هـ) إلى معركه بلاط الشهداء (114 هـ).

إن الإسلام الذي انتشر في فتره زمنيه و جيزه في بقعه فسيحه من العالم كان المشكله البعيده المدى بالنسبه لأوربا، و لهذا قاومته مقاومه عنيفه، في شتى المجالات، و كان رفضها إِيّاه يكاد يكون شاملاً من كل الجوانب5.

و كان النصر العسكري الذي أحرزه المسلمون تتراءى صورته في مخيله الأوربيين، و لا سيما الحكام و القاده، فتزعج خواطرهم، و تبعث في نفوسهم روح التوجس و الخوف من أن تفاجِئهم الجيوش الاسلاميه، و تغزوهم في عقر دارهم. و قد اذكى هذا الشعور بالمعاداه و القلق موقف الكنيسه من حركه الفتوحات الإسلاميه، و هيمنه الفكر الإسلامي على شباب أوربا. فقد كانت، بلا جدال، ترى في هذه الفتوحات تقليصاً لنفوذها، و في إقبال الأوربيين على دراسه العلوم العربيه تقويضاً لسلطانها، لقد كانت تقود الحياه في مختلف مجالاتها من منظور الفكر الكنسي، و هو فكر يناهض النظر العقلي، لأن هذا النظر يكشف عن تناقض ذلك الفكر، و أنه يسلم بقضايا يرفضها العقل. فإقبال الأوربيين في حماس بالغ على دراسه العلوم العربيه و الثقافه الإسلاميه بما تمثله من حريه دينيه و فكريه، و بما تؤكده من أن الناس جميعاً أمام خالقهم سواء، و أن أحداً – و لو كان نبياً مرسلاً – لايملك لأحد نفعاً و لا ضراً، و أن الله فرد صمد لم يلد و لم يولد، و ان المسيح (ع) بشر كسائر البشر، يؤدي – لا محاله – إلى انهيار ما تتمتع به الكنيسه من نفوذ، زعمت أنه حق خوله الله إياها، و إلى نبد ما تدعو إليه و تحاول فرضه من مفاهيم ملوثه بالخرافات و الأساطير، و التقت أهداف الكنيسه مع حكام أوربا في الوقوف ضد المد الإسلامي، سواء أكان هذا المد في صوره فتح جديد، أو صوره نشر الفكر الإسلامي و اللغه العربيه، و اتفق الجميع على القيام بعمل مشترك يحول دون بلوغ ذلك المد غايته في القضاء على السلطتين، الدينيه و الزمنيه في أوربا، و كانت الكنيسه تجمع بينهما بوجه عام.

لقد أخذت الكنيسه عن طريق رجالها في تحذير الجماهير من الهجره إلى بلاد المسلمين، و دراسه العلوم الإسلاميه، لأن في ذلك خطراً على عقيدتهم النصرانيه، و لكن الكنيسه، على ما بذلت من جهد، لم تنجح في وقف تيار الرحله للاغتراف من مناهل الثقافه الإسلاميه، و بدا لها أن الأمر يقتضي عملاً منظماً يحقق ما تصبو إليه في منع الهجره إلى العالم الإسلامي، و تشويه صوره الإسلام و المسلمين لدى الأوربيين، و تمثل هذا العمل في امرين:

الأول: قامت الكنيسه بإيفاد عدد من القساوسه الذين أُعِدُّوا إعداداً خاصاً إلى بعض العواصم الإسلاميه في الأندلس و المغرب العربي لدراسه العربيه و علومها، رائدهم في هذا تتبع العورات، و تلمس الشبهات، ليقوموا بعد عودتهم إلى بلادهم بتأليف الكتب و إِلقاء المحاضرات المشحونه باختلاق المثالب، و إثاره الحفاظ ضد المسلمين.

الثاني: انشاء بعض المدارس العربيه في روما و غيرها، لإعداد أجيال من المتخصصين في العلوم الإسلاميه على نحو يؤهلهم لنشر كل مايسيء إلى الإسلام و المؤمنين به، حتى يفتر حماس الرغبه في الرحله إليهم، و تلقي العلم عنهم.

و كان أولئك القساوسه الذين أوفدوا إلى ديار الإسلام، طلباً للمعرفه المغرضه، و هؤلاء الذين تعلموا في المدارس العربيه الأوربيه، و على وفق التخطيط الكنسي الذي كان يتغيا مقاومه العقيده الإسلاميه، كان كل هؤلاء هم الطلائع الأولى للاستشراق، و كانت آراؤهم في الإسلام و نبيه و معجزته، و المسلمين و حضارتهم، هي بدايات الفكر الاستشراقي، و هذه البدايات ما كان لها أن تعرف الموضوعيه، أو الأمانه العلميه، لأنها خضعت لتوجيه أراد منها ان تكون حرباً فكريه تحقق ما عجزت كل ما سبقها من محاولات عن تحقيقه.

إن آراء الجيل الأول من المستشراقين اتسمت بالجهل المتعمد بالإسلام، و الخلط الغربيب بينه و بين غيره من الأديان، و الرغبه العارمه في مقاومه ما يمكن أن يكون لهذا الدين من تأثير، فمحمد، فيما كتبه هؤلاء، ساحر هدم الكنيسه في إفريقيا و في الشرق عن طريق السحر و الخديعه، و ضمن نجاحه بأن أباح الاتصالات الجنسيه، و المسلمون يعبدون ثلاثين إلها، و القرآن يمزج على غير نظام بين تعاليم العهدين القديم و الجديد، او بين التوراه و الإنجيل … إلخ .. تلك الأفكار الحاقده الفاسده، المستمده من الأوهام، و آراء العوام، و الكتاب المقدس، و لا علاقه لها بمصدر علمي أو موضوعيه و أمانه.

فالفكر الاستشراقي إذن نشأ في رعايه الكنيسه، و خضع فيما صدر عنه لتوجيهاتها، و من ثَمَّ لم يكن عملاً علمياً على نحو من الأنحاء، و إنما كان لوناً من ألوان المقاومه للمد الإسلامي.

-----------------------------------------------------------------------------------------------------
*يتبع.............

 


توقيع الريادة  

 

رد مع اقتباس

 

 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


الساعة الآن 04:02 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

أن كل ما ينشر في المنتدى لا يمثل رأي الإدارة وانما يمثل رأي أصحابها

جميع الحقوق محفوظة لشبكة سكاو

2003-2023