الهيئة السعودية للمهندسيين

[بتال القوس]

منذ تأسيس الهيئة السعودية للمهندسين عام 1423هـ أي منذ 7 سنوات وأنا بصراحة كما يقال (غاسل يدي منهم) وذلك لإيماني بأن المحسوبيات والمصالح الشخصية تطغى في مثل هذه الهيئات والجمعيات والمجالس, إذ لايوجد هناك نظام أو خطة أو استراتيجية تتبعها هذه الهيئة ولو وجدت فما هي إلا حبر على ورق لا أكثر ولا أقل, فمن تابع هذه الهيئة منذ تأسيسها يلاحظ بأن المستفيد الوحيد منها هم أعضائها المبجلين فقط حيث يقدمون مصالحهم الشخصية ومصالح أقربائهم وأحبابهم على ما أوكل إليهم من مهام ومسئوليات, أما المهندسين السعوديين وهم المستهدفين كما يفترض من إنشاءها فلم يلتفت لهم أحد وأوضاعهم مكانك سر منذ انطلاق مهنة الهندسة لدينا.

وأنا سوف أتحدث هنا في مقالي عن المهندسين السعوديين العاملين في الجهات الحكومية الذين يعملون تحت ضغوط هائلة في مراكز عملهم حيث هم من يقود التنمية في البلد من خلال قيامهم على تطويرها في شتى المجالات, فالملايين أو المليارات التي تدفع كميزانيات للجهات الحكومية المختلفة هم من يخطط لها بداية بدراسة الاحتياجات ومن ثم وضع التصور للمشاريع المختلفة وبعد ذلك ترى النور في التنفيذ عن طريق التصميم والتنفيذ ومن ثم كصيانة وتشغيل فهو من يحدد الأولويات والكيفية والكم.

وللأسف الشديد أن هذا الجهد المبذول لايقابل بالشكر والثناء عادة بل بالانتقاد الدائم من جميع الجهات, فبالإضافة إلى انتقاد المواطن والإعلام كالصحافة وغيرها والتي أصبحت أمر طبيعي لدى المهندس يواجه أيضاً نقد المسئولين وقد تصل للمسائلة والتحقيق في بعض الحالات, مع أن هذا المسئول هو أول شخص يتنصل من واجباته وذلك في توفير المناخ الملائم للمهندس لأداء مهامه بدون التعرض للضغوطات المعتادة.

المهندس السعودي ياسادة يتخرج من الجامعة بعد أن يبذل جهد كبير في دراسة مقررات صعبة ومعقدة وتدريب وتطبيق متعب والقيام بمشاريع أثناء الدراسة مكلفة مادياً وتحتاج لمجهود بدني عالي مع العلم بأنه قام بذلك وهو يتمتع بنفس إمكانيات ومميزات أي طالب جامعي آخر, ومع ذلك يصحب هذا التخرج طموح كبير وهمة مرتفعة في قيادة التنمية والمساهمة في تطوير البلد ولكن للأسف لاتستمر هذه الصورة مطولاً حيث تصطدم مع واقع اسمه "حال المهندس السعودي".

المهندس السعودي عندما يتخرج يضع على المرتبة السابعة براتب تقريباً 5800 ريال ولاحظوا أن ذلك مع الزيادة المقررة للغلاء وبذلك تتفوق الكثير من المهن على مهنة الهندسة والتي لاتقارن مع الهندسة سواء من ناحية الدراسة الجامعية أو من ناحية المجهود والمسئوليات المناطة بالمهندسين بعد التخرج.

المهندس السعودي يستلم عمل ومسئوليات كبيرة وعند التقصير أوالخطأ من غير قصد يتعرض للمعاقبة وفي المقابل لايجد أي اهتمام أو مميزات أو بدلات أو انتدابات أو حتى دورات تدريبية بل حتى يتم تعقيده عند طلب إجازات وهي أبسط حقوقه بسبب أنه ليس هناك من يحل محله بسبب قلة المهندسين السعوديين.

المهندس السعودي عادة لايتم ترقيته عند استحقاقه للترقية للمرتبة الأعلى بل ينتظر لسنوات وسنوات والسبب كما يقولون (ليس هناك رقم شاغر).

السؤال هنا ماهو دور الهيئة السعودية للمهندسين بخلاف طبعاً تحصيلهم لقيمة الاشتراك السنوية التي يدفعها المهندس للاستمرار في عضوية فخرية لافائدة منها.!؟

وأين أعضاء الجمعية الذين تم التصويت لهم لماذا لايرى لهم طحناً كما كان يسمع لهم جعجعة قبل التصويت..!؟ وماهو دورهم اتجاه المهندس السعودي وخاصة بعد الوعود التي قطعوها على أنفسهم بأن تكون حقوق المهندس أولى اهتماماتهم.!؟

وأين الكادر الهندسي الذي نسمع به من عشرات السنين ولم نراه وكأنه سراب...أم أن هذا الإعلان عن الكادر فقط لذر الرماد في العيون وللتمويه على المهندسين وإسكاتهم عن حقوقهم المستحقة..!؟

فيكفي ياهيئة ويا أعضاء وعود غير متحققة فمصداقيتكم وفقدتوها منذ زمن.. فيكفي وعود..ولكن فعلاً ينطبق على الهيئة السعودية للمهندسين المثل القائل لقد

أسمعت لو ناديت حياً ولكن لاحياة لمن تنادي