فريق "العربية" يزور مكان دفن أم الرسول ولا يستدل على قبرها

[Enrique Iglesias]

لم يستطع فريق البرنامج الوثائقي "السيرة النبوية" الاستدلال على قبر السيدة آمنة بنت وهب، أم الرسول صلى الله عليه وسلم، لكنه تجول في منطقة الأبواء التي مرضت وماتت ودفنت فيها خلال عودتها مع ابنها وجاريتها أم أيمن.

ففي الحلقة الرابعة، التي تبث الخميس 4-9-2008، تقدم قناة العربية مشاهد من قرية الأبواء التي تقع بالقرب من المدينة المنورة، ويقول المخرج والمصور أحمد كامل لـ"العربية.نت": الثابت في جميع كتب السيرة أنها ماتت ودفنت هنا حينما مرضت واشتد عليها المرض، لكننا لم نجد تحديدا علميا دقيقا لقبرها.
وأضاف: دفنت في مكان ما بقرية الأبواء التي زارها فريق البرنامج والتقط صورا لها ستبث اليوم، وستتابع الكاميرا رحلتنا دخولنا إليها وتجولنا فيها.





وتقع "الأبواء" على أول الطريق من المدينة المنورة إلى مكة المكرمة. كانت السيدة آمنة عائدة من زيارة لأخوال النبي بني عدي بن النجار في المدينة ومن زيارة قبر والد الرسول، عبدالله بن عبدالمطلب الذي كانت قد وافته المنية أثناء عودته من تجارة بالشام ومات ودفن في المدينة التي كانت تسمى حينئذ "يثرب" عن 25 عاما.

ويوضح المخرج أحمد كامل أن حلقة اليوم ستكون مؤثرة للغاية، حتى أن فريق الاعداد والاخراج والتصوير دمعت عيونهم وهم يتناولون قصة وفاة السيدة آمنة في تلك الصحراء القاحلة البعيدة عن مكة، وتركها لابنها "محمد" صلى الله عليه وسلم، وهو ابن 6 سنين فقط، مع جاريتها أم أيمن الحبشية، التي ستقوم فيما بعد بمساعدة أهل الأبواء في ذلك الزمان بدفن أم الرسول، ثم السير به مسافة طويلة وشاقة حتى بلغت مكة وسلمته لجده عبدالمطلب.

ومما ترويه كتب السيرة أن النبي صلى الله عليه وسلم، استأذن عند فتح مكة أن يزور قبر والدته في الأبواء، فاذن له الله سبحانه وتعالى، فوقف عليه وأخذ يبكي بصوت سمعه الصحابة المرافقون له.


ويتحدث د. عوض القرني على حكمة اليتم التي مر بها الرسول، في فترة مبكرة جدا من حياته، فقال إنها حكمة التماسية بمعنى أنه لا يوجد نصوص شرعية تحدد لنا مثلا حكمة يتمه أو حكمة رعي الغنم، لكننا نلمتس عظات من ذلك.

واستطرد بأن النبي ذاق مرارة اليتم ليكون الأب الحاني للأيتام عبر التاريخ كله, ورأى في أمه الترمل ليكون اللمسة الحانية للأرامل في التاريخ كله وذاق مرارة الفقر ليدرك معاناة الفقراء في التاريخ كله، وهكذا جميع صور الحياة وتقلباتها التي مر بها صلى الله عليه وسم، والتي قال عن نفسه التي صاغتها هذه الأحداث إلى أن تلقى الرسالة " أدبني ربي فأحسن تاديبي".

ويقول د.طارق سويدان: أنا تأملت في هذه المسألة وبحكم دراساتي في قضية القيادة وتأملي في تاريخ العظماء وجدت أن كثيرا من العظماء كانوا أيتاما، وهذه حكمة عظيمة في قضية القيادة.

ويرى د.عبدالسلام راجح أن هذا اليتم كان يمثل معجزة أراد الله بها أن يقول إن هذا الصبي الصغير الذي عاش يتيما ونشأ في أحضان اليتم، لم يكن ليتأثر بتربية أبوية أو ليتأثر بأم توجهه، ولم يكن متأثرا حتى على مستوى عمه أبي طالب ولا على مستوى جده عبد المطلب.

ويشرح ذلك قائلا: المعجزة الإلهية أرادت أن يكون طفلا مبرئا من كل تأثيرات ثقافية سوى تلك التي هيئها الله له منذ أن كان في صلب والده وبطن أمه، لأنه هو المختار من قبل الله سبحانه وتعالى.

وأضاف أن حالة اليتم هي حالة يراد منها فعلا أن ينزه عن أي مؤثرات يمكن أن تحمل الآخرين على أن يقولوا إن الذي تحصل عليه إنما من ثقافة والده أو ومن ثقافة والدته.